أيام قليلة وينتهي الموسم الرمضاني الدرامي الحالي وقد اعترف الكثير من النقاد بظاهرة كثرة الأعمال القوية هذا الموسم وتباروا جميعهم في رصد مزايا ما قدم من أعمال درامية مصرية للشهر الكريم.
إلا أن أبرز مزايا الموسم تتعلق في بوصلة النجومية التي أعطتها للعديد من الفنانين من جديد بعد أن غابت عنهم شمس النجومية لظروف خاصة بكل منهم؛ فأحدهم كان الغياب وراء ذلك، وآخر كان بسبب سوء اختياره الدائم لما يقدمه، والبعض الآخر كان بسبب خيانة التوفيق لهم في تقديم ما أوكل إليه من أدوار.
الأسطورة
ولعل أول من يجب أن يأتي على رأس هذه القائمة النجمة القديرة فردوس عبدالحميد التي عادت بقوة هذا الموسم إلى الدراما الرمضانية عبر مسلسل «الأسطورة» في تعاونها الأول مع المخرج محمد سامي وبعد سلسلة تعاونات مع زوجها المخرج محمد فاضل.
النجمة القديرة قدمت هذا الموسم واحداً من أفضل الأدوار التي قدمتها عبر مشوارها الفني، فسيناريو المؤلف محمد عبدالمعطي وعدسة المخرج محمد سامي، وقبل كل ذلك موهبتها التي لا تنضب؛ ساعدها كل هذا في أن تظهر داخل إطار هالة من التوهج طيلة أيام الشهر الكريم، فجميع مشاهدها قدمتها على أكمل وجه.
«الأسطورة» لم يعط قبلة النجومية فقط للنجمة القديرة، فقد ساهم بدرجة كبيرة أيضا في عودة نجومية القدير الآخر هادي الجيار، الذي قدم من خلال هذا المسلسل شخصية «عم مختار» تاجر السلاح المقتنع أنه لا يفعل شيئا خاطئا حتى تتوفى ابنته الوحيدة ويعتقد أن سبب وفاتها عقاب الله له على تجارته في السلاح.
استطاع الجيار بسهولة وبفضل خبرته أن يمسك بجميع أطراف شخصيته طوال أحداث العمل ويذهب ويأتي بين مشاعرها المتناقضة بكل سهولة ويسر، وبالأخص مشاهد معرفته بوفاة ابنته داخل مسجنه، فعبر هذه المشاعر الصادقة التي نقلها إلى الشاشة قدم جرعة كبيرة للمشاهدين من الشجن والأسى جعلت الجميع يتعاطف معه ويؤيده في قراره بالابتعاد عن هذه التجارة التي أضاعت ابنته الوحيدة من بين يديه.
وبعيدا عن «الأسطورة»، مسلسل «جراند أوتيل» أعاد لنا هو الآخر كثيرا من بريق النجمة القديرة أنوشكا، فرغم أنها قدمت العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن شخصيتها في هذا العمل المأخوذ عن مسلسل إسباني يحمل نفس الاسم ووضع السيناريو والحوار الخاص به تامر حبيب وأخرجه محمد شاكر خضير، فالنجمة القديرة ساعدها بشكل كبير الحالة الفنية المختلفة التي يقدمها هذا العمل ودعمتها في إظهار بريقها بشكل استثنائي من جديد.
موقف مشابه
الأمر نفسه حققته الدراما الرمضانية هذا العام للنجمة ليلى علوي، ولكن بشكل مختلف بعض الشيء، فالنجمة المصرية كانت في احتياج شديد إلى النجاح الذي حققه مسلسلها «هي ودافنشي» من تأليف محمد الحناوي وإخراج عبدالعزيز حشاد وشاركها بطولته النجم الآخر خالد الصاوي، فرغم أن النجمة الجميلة كان يلقبها الجميع بالتي لا ينطفئ بريقها؛ إلا أن عدم توفيق مسلسلاتها الدرامية الأعوام الماضية ـ بالأخص مسلسل «شمس» ـ في تحقيق النجاح المعتاد لها، وبعد غيابها عن الموسم الرمضاني الماضي، كانت في احتياج شديد إلى قبلة النجاح هذه التي أعادتها إلى طريق النجومية من جديد، أو بالأدق جعلتها واحدة ممن يتصدرون هذا الطريق حاليا.
وموقف ابنة جيلها النجمة الجميلة الأخرى يسرا يتشابه بشكل كبير مع بطلة «هي ودافنشي»، فالأولى غابت أيضا عن الموسم الرمضاني الماضي ومن قبله لم تحقق مسلسلاتها ـ سواء «سرايا عابدين» الجزء الأول أو «نكدب لو قلنا ما بنحبش» ـ النجاح المرجو، فكانت في أمسِّ الحاجة هي الأخرى إلى النجاح الذي حققه لها مسلسلها «فوق مستوى الشبهات» من تأليف عبدالله حسن وأمين جمال ومن إخراج هاني خليفة.
البيان