جاء في الأخبار أن والي كسلا (آدم جماع) كشف أن حوسبة المرتبات في الولاية أظهرت أن علاوة الرضاعة كانت تُصرف للجميع الرجال والنساء على حد سواء.. انتهى الخبر.
بمعنى أن الرجل من هؤلاء يصرف مرتبه وهو يقول (أدوني حق الرضاعة)، ويسلمه الموظف المسؤول مرتبه ومعه علاوة حق الرضاعة دون أن يرمش له ولا للموظف جَفنٌ ويستلم الموظف نفسه حق الرضاعة، ويسلم المدير العام حق الرضاعة، ونائب المدير العام، والمدير المالي و….و…. وكل الرجال في المُؤسّسة يستلمون حق الرضاعة، ويحمل كل الموظفين في جيوبهم حق الرضاعة….!! يشترون من الأسواق ويدخلون في صناديق أو يسلمونها لزوجاتهم وكل رجل من هؤلاء يقول لزوجته (هاك ده حقي بتاع الرضاعة)، فلا ضمير الرجل يصحو ولا زوجته تتفقد (ثديي زوجها) لعل هناك بوادر حليب أو ما شابه.. ولعل والي كسلا انتبه لصرف الرجال حق الرضاعة بعد حوسبة المرتبات ولكن ربما يأخذ هؤلاء الرجال أيضاً يوم الغياب في الشهر بسبب نزول الطمث (الدورة الشهرية)، وربما يأخذون إجازة نفاس….. لمَ لا……!! فما الفرق بين أن يأخذ أحدهم علاوة الرضاعة وبين أن يأخذ إجازة الحيض والنفاس، فكلها تفاصيل وأحداث تمر بحياة النساء فقط، فإذا كان هؤلاء الرجال يُشاركون النساء في علاوة الرضاعة فما المانع أنهم يُشاركونهن إجازة النفاس.. الغريب في الأمر أنّ الرجال في السودان دائماً ما يتحاشون الأمور ذات العلاقة بالنساء وينتفخون زهواً برجولتهم إن كانت صادقة أو إن كانت كذوبة فلا أدري لماذا لم تظهر تلك الرجولة مع استلام علاوة الرضاعة.. الحديث الشريف الذي يقول: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَه”، ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل، رغم الإشارة الى أنه من الأحاديث الضعيفة إلا أن الرسول الكريم قد أشار في أكثر من موضع ومقام الى وجوب اتقان العمل أو عدم أخذ المال الحرام، ولا أعتقد أن موظفاً يتقاضى أجراً من دون أن يؤدي عمله يدخل من باب الرزق الحلال.. وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء”. هل ننتظر من أولئك الرجال إعادة علاوة حق الرضاعة إلى الخزينة العامة.
خارج السور:
البعض يأخذ علاوة الرضاعة والبعض يسرق كل شئ ربما حتى الكحل من عين القصيدة كما تقول الشاعرة روضة الحاج.. تختلف أساليب وأنواع السرقات والاعتداء على المال العام ولكن المُحاسبة دوماً تكون للصغار.
كاتب