مبارك عبده صالح : يخلق من الشبه

كلنا باتفاق الجميع نظن وأن بعض الظن إثم، بأن كل الصينين يتشابهون فيما بينهم وبنفس القدر إذا سألت الصيني أو الياباني أو أي الأجناس الأخرى التي تعتقد اعتقاداً جازماً بأن كافة السودانيين يتشابهون فيما بينهم، ولعلي من المساندين لهذا الرأي ويمكن أن ألقي بقفاز التحدي في أنك تحتاج دائماً وأبداً أن تسأل من تقابله في مدني أو الفاشر أوعطبرة بعبارة (أنت من وين)؟ ويمكن أن نعود إلى مقابلة بين وزير ووالي مع مسؤول أممي، حيث تم سؤال المسؤول الأممي في أن يحدد هوية الذين أمامه من حيث الانتماء الجغرافي للوزير والوالي، وقد فشل في ذلك تماماً.ذلك الأمر يعيدنا إلى أننا في السودان ننتمي لهذا الوطن الكبير والذي شهد هجرات عديدة وتداخل أسري ومصاهرة بين مكونات المجتمع السوداني.
أسبح عكس التيار الحالي وأقول بأن القبلية في نزعها الأخير لذلك أصبح صوتها عالياً، ولكن سرعان ما تنخفض في الفترات القادمة بعوامل عديدة أهمها الواقعية التي بدأت تظهر في الأجيال الحالية واهتمامها في تحقيق أهدافها التي ترتبط بمصالحها، كما أن تأثير أبناء دول المهجر وعودتهم بدأت تسهم إيجاباً في ذلك إضافة إلى سهولة التنقل والهجرات سواءً كانت مؤقتة أو دائمة سوف تسهم بصورة إيجابية في سودان الغد بإذابة هذه الفوارق المصطنعة .
يازول هل أحسست ولو بصورة عابرة وأنت داخل السودان أو خارجه أن تم تحديد قبيلتك أو جنسيتك دون أن تذكر ذلك، في الغالب لا.
لقد عشنا وتنقلنا في كافة أرجاء السودان وخلقنا علاقات عديدة من جميع المواطنين في ولايات السودان المختلفة وحتى اليوم أصدقكم القول تماماً بأن لديّ صداقات ممتدة لأكثر من أربعين عاماً ولا أدري عن انتمائها الجغرافي أو القبيلي.
تفاءل يازول بأننا كنا وسوف نكون أمة السودان التي تتعامل مع كافة شعوب العالم بأريحية ودون حواجز نحظى فيها بالقبول التام لحكمة يعلمها الله .

Exit mobile version