تناول الإمام وخطيب مسجد الحارة الأولى بالثورة مولانا “الصادق محمد عبد الدافع” في خطبته أمس الأول أهم قضية شغلت الرأي العام حالياً وهي قضية المخدرات التي أصبحت الداء اللعين للأسر والأبناء.
فمولانا “الصادق” شرح القضية وخطورتها على المجتمع المسلم واستهدافه من الصهيونية العالمية التي تريد أن تستحوذ على خيرات الأمة بعد أن تنهك قوى شبابها وتحطيمهم، أن قضية المخدرات ورغم أنها أصبحت من القضايا العالمية، ولكنها شغلت المجتمع السوداني الذي لم يعرفها بمسمياتها الدخيلة (الخرشة) وغيرها من الأسماء التي وفدت إلينا من دول الجوار.
وقال مولانا “الصادق” إن قضية المخدرات أصبحت مزعجة للأسرة وكم من أسرة ذرفت دموعاً على أبنائها، حينما علمت بإدمانهم لهذا الداء اللعين، ونبه المجتمع والدولة من تفشي هذه الظاهرة، فإذا لم تتم محاربتها من الأماكن التي تدخل منها مثل الموانئ التي بدأت في استقبال عدد من الحاويات وهي مليئة بالمخدرات. ونبه إلى الرقابة التامة والملاحقة لمروجيها وبائعيها مع استصدار القوانين التي تؤدي لمعاقبة أولئك الذين ينظرون إلى الربح فقط. لقد انتشرت المخدرات في المجتمع بصورة مخيفة، وفي وقت مضى كان تعاطي المخدرات وسط فئة معينة من المجتمع، ولكن تعاطي المخدرات أصبح وسط الطبقة المثقفة وطبقة طلاب الجامعات بلا استثناء أولاد وبنات، وتمددت الظاهرة وأصبح من يتعاطاها لا يخشى المجتمع ولا حديث الناس، وأصبحت الرائحة تشم في الميادين العامة وفي الطرقات وداخل المؤسسات التعليمية.
إن الجهة التي تقوم بالترويج لهذه المخدرات هدفها الوحيد إنهاك قوى الأمة المسلمة وجعل أبنائها في حالة ضياع تام، فإن لم تراقب الأسر أبناءها بالتأكيد ستفقد تلك الأسر أولئك الأبناء وهم في ريعان الشباب خاصة وأن تلك المرحلة تعد من أصعب المراحل التي تتم فيها السيطرة على أولئك الشباب.
مولانا “الصادق” لم يقف في خطبته على المتعاطين، ولكن تحدث عن المروجين وحدد جهات حاولت أن تقضي على أولئك الشباب عن الترغيب بتناول المشروبات حتى تضمن تلك الجهة استمرار أولئك الشباب في الشراء.
إن الدولة لا بد أن تعي خطورة هذه المخدرات ولا بد أن تكون عيناً ساهرة لنظافة المجتمع من أولئك القتلة وهم أخطر من الأمراض التي تصيب الإنسان ولا تجد علاجاً، فالدولة يجب أن تستصدر قانوناً ليس للمعاقبة فقط بل يجب أن يشمل القانون الإعدام أو الشنق لكل من يروج أو يبيع أو حتى الذي يتعاطاها، فلن ينصلح حال الأمة إلا بالقوانين الحازمة والقوية والفورية، وإلا ستظل عملية المخدرات مستمرة في ولوجها إلى البلاد من المنافذ المختلفة طالما ربحها سريع.
يجب على الأسر أن تحافظ على أبنائها ومراقبتهم داخل الأحياء أو في المؤسسات التعليمية وكذا الحال بالنسبة لمديري الجامعات، يجب أن تكون أعينهم يقظة للحفاظ على تلك الشريحة التي تعول عليها الأمة في المستقبل.