دم الأتراك المسلمين يجري في عروق رجل بدأت تشير إليه معظم الأصابع منذ أمس، كالأوفر حظاً لتولي منصب رئيس الوزراء في #بريطانيا، خلفاً في أكتوبر المقبل للمستقيل ديفيد #كاميرون، لأن الجد الأكبر لعمدة لندن السابق، بوريس جونسون، هو تركي أبا وأما ومسلم بامتياز، بل فيه شيء أيضا من دم الشركس بأواخر القرن التاسع عشر.
جونسون، الذهبي الشعر كدونالد #ترامب، ولد في 1964 لأبوين إنجليزيين بنيويورك، لذلك كان يحمل جنسيتين قبل تخليه العام الماضي عن الأميركية، وفقا لما قرأت “العربية.نت” بسيرته المتوافرة “أون لاين” في مواقع عدة، وفيها أنه كبير 4 أبناء لأبويه ستانلي جونسون وشارلوت فاوست، وأخ غير شقيق لابن وبنت من أبيه.
الأب Stanley Johnson المولود في 1940 بمقاطعة Cornwall بأقصى الجنوب الغربي البريطاني، تزوج حين كان عمره 23 من شارلوت، وبعد طلاقه منها تزوج Jennifer Kidd الأم منه لجوليا وماكسيميليان. أما شارلوت، المولودة في 1942 بمدينة أوكسفورد، فاقترنت بعده في 1988 ببروفسور أميركي اسمه نيكولاي وال، توفي بالسرطان في 1996 بلندن، وتركها أرملة معتلة منذ 1989 بالباركنسون، ولها موقع باسمها Charlotte Johnson Wahl لمن يرغب بمعرفة المزيد عنها. كما لزوجها الأول موقع باسمه أيضا.
ستانلي، والد بوريس جونسون، هو ابن #التركي الأصل Osman Kemal المولود في لندن، والذي غيّر اسمه باضافة اسمين آخرين، فأصبح Osman Kemal Winifred Johnson الوارد بسيرته أنه الابن الوحيد للتركي Ali Kemal الجد الأكبر للأوفر حظا بتولي رئاسة الوزراء في بريطانيا، والوارد أيضا بسيرة جده الأكبر، أنه كان في مرحلة ما أحد وزراء الداخلية بالسلطنة العثمانية، وفق مراجعة “العربية.نت” لتفاصيل بشأنه في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، كما اطلاعها على ترجمة لاشارات عنه ذكرتها صحيفة Demokrat Haber التركية، مرفقة بصورة له قديمة.
طبقا للوارد في “ديمقراط” فإن الجد الأكبر لبوريس جونسون، ونتحدث هنا عن علي كمال، ولد في 1867 بحي السليمانية في #اسطنبول باسم علي رضا، وكان صحافيا وناشرا وشاعرا “يكتب مقالات وقصائد يوقعها باسم كمال علي” فانسحب عليه الاسم الفني وبقي معروفا به طوال حياته.
كما فيها أنه كان كثير الترحال، يغادر ويعود إلى تركيا سريعا، وأقام مدة بباريس، كما في القاهرة، وبعد زواجه في لندن عاد عام 1908 إلى تركيا، وغادرها فجأة لتسلمه تهديدات بالقتل، ثم رجع في 1912 ثانية إليها، ولم تمر 6 أشهر إلا ونفته السلطات العثمانية إلى النمسا، لما كان يكتبه من مقالات معارضة بصحيفة أسسها باسم “اقدام” وعن صفحتها الأولى وجدت “العربية.نت” صورتين بأرشيف مكتبة Europeana الرقمية الأوروبية، المحتوية على وثائق قديمة بعدد من دول القارة.كما نجد نسخة من Ikdam عرضها أحدهم العام الماضي للبيع بالمزاد في eBay طالبا ثمنها 20 دولارا، إلا أن أحدا لم يتقدم لشرائها، وما زالت برسم البيع للآن.
كان علي كمال، المولود من أم شركسية مسلمة من جبال القوقاز بروسيا ذلك الزمان، وزيرا للداخلية مدة 3 أشهر فقط بحكومة “الصدر الأعظم” في السلطنة العثمانية، دامات محمد فريد، وقضى شنقا أثناء “حرب الاستقلال التركية” التي امتدت من 1919 إلى 1923 وجاءت بكمال أتاتورك زعيما على ما أصبح تركيا فيما بعد، واعتاد السفر الدائم لتمضية عطلاته في الخارج.
وفي إحدى رحلاته المتكررة إلى سويسرا، تعرف إلى انجليزية من أصل سويسري ووقع بحبها من أول لقاء على ما يبدو، وكان اسمها Winifred Brun فتزوجها بيوم يعيد الذاكرة إلى هجمات 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك، ففي مثل ذلك اليوم من 1903 عقد قرانه عليها في حي “بادنغتون” القريب من حديقة “هايدبارك” في لندن، وكان زفافا عائليا من طرف واحد، أي أفراد عائلتها وهو فقط، ونرى في صورة وجدتها “العربية.نت” مؤرشفة بالانترنت شيئا من ذلك الزفاف، وفيه يبدو علي كمال مع شقيقتي عروسه الجالسة على الكرسي، وأم ابنه الوحيد عثمان كمال.
ولم يمتد العمر طويلا مع الجد الأكبر لبوريس جونسون، فحين كان بعمر 55 سنة في 4 نوفمبر 1922 تم خطفه وهو يقص شعره لدى حلاق بفندق في اسطنبول، ومضى به خاطفوه إلى القسم الآسيوي من المدينة، ومنه إلى العاصمة أنقرة، ليمثل أمام محكمة بتهمة الخيانة، وتحالفه مع الانجليز ضد الاستقلاليين، وفي الطريق إليها بعد يومين هاجمه تابعون لقائد الجيش التركي الأول ذلك الوقت، وانهالوا عليه ضربا ورجما، ثم سحلوه وعلقوه على شجرة وأعدموه.
ويبدو أن الإسلام له شأن متواصل مع بوريس جونسون حتى وهو بعيد عن مؤثراته، فزوجته الأولى، وهي ايطالية الأم ووحيدة أبويها، اسمها Allegra Mostyn-Owen وفرق الطلاق بينهما في 1993 من دون أن تنجب له ابنا، تزوجت فيما بعد من مسلم باكستاني اسمه عبدالمجيد، يصغرها بأكثر من 22 سنة، فقد كان عمره 23 وهي 45 سنة حين الزواج الذي اعتنقت على إثره الإسلام وغيّرت اسمها إلى دلشات كالي غوري، ومنذ 11 سنة كانت تعمل متطوعة لرعاية الأطفال بمسجد “منهاج القرآن” في شرق لندن.
وإذا أصبح بوريس جونسون رئيسا للوزراء كما يتوقعون، فستصبح بريطانيا في وضع نادر لم تمر به في تاريخها، ولا عرفته أي دولة في أوروبا حتى الآن، حيث رئيس بلدية العاصمة مسلم، ورئيس الوزراء متحدر من مسلمين.
العربية نت