الأسبوع الماضي، عقد الحزب الاتحادي الليبرالي مؤتمره العام، كتكوين سياسي جديد، يسعى لملء فراغ في الساحة السياسية، بالتبشير بالأفكار الليبرالية. وقد انتخب المؤتمر الدكتورة “ميادة سوار الدهب” رئيسة للحزب. وكان قد سبقها على الموقع، الأستاذة “نور تاور”، التي خاضت الانتخابات، عن الحزب، في إحدى الدوائر الانتخابية بجنوب كردفان، قبل أن تغادر إلى الخارج. وقد عرف الحزب في وقت سابق باسم الحزب الليبرالي، لكنه عدل اسمه، إثر انضمام مجموعة من الاتحاديين له، إلى الحزب الاتحادي الليبرالي. وقد تدرجت “ميادة” من ميادين النشاط العام بجامعة الأحفاد، لتنتقل إلى الساحة الوطنية الأوسع من خلال الحزب الليبرالي، الذي يطمح لأن يكون حزب الوسط، الذي يوحد في صفوفه الكتلة الأكبر من الناشطين السياسيين. تقول “ميادة”، خلال الحوار الذي أجراه معها الأستاذ “الهندي عز الدين”، في برنامجه (على المنصة) بفضائية الخضراء، إنها وجدت في هذا الحزب نظرة جديدة في العمل العام، يعني ممارسة جديدة، خطاب جديد، قيم جديدة، باعتباره حزباً ينحاز للطلاب والشباب والنساء والمهمشين، وقالت إن الحزب الليبرالي هو حزب ذو منهجية علمية ويقدم طرحاً برامجياً وهو حزب غير عقائدي. فيما يلي الجزء الأول من هذا الحوار:-
*مرحباً بك الدكتورة “ميادة سوار الدهب” ورمضان؟
ـ مرحباً بك ورمضان كريم، يعود علينا بالخير والسلامة للأمة العربية والسودانية.
*الأستاذة “سوار الدهب” أين مارست السياسة؟
ـ أنا أعتقد أن الممارسة السياسية موجودة في جامعة الأحفاد ولكن بشكل مختلف وأنا أعتقد الممارسة السياسية هي كل فعل يصب لمصلحة المجتمع فـ(الأحفاد) تحديداً كمؤسسة تهتم بالمجتمع بشكل كبير، وأعتقد أن مؤسسة الأحفاد تصقل القدرات وتخلق كادراً قادراً على التعامل مع المجتمع بشكل إيجابي وتفرز قيادات.
* أنا طبعاً أتحدث عن العمل السياسي من خلال أركان النقاش والعمل النقابي من خلال اتحاد الطلاب وهذا غير موجود في الجامعات الخاصة؟
ـ نعم هو غير موجود بهذا الشكل ولكن أنا أعتقد أن الممارسة السياسية كما ذكرت تختلف أشكالها وكلها في النهاية تصب في العمل السياسي.
*”ميادة” ما هي علاقتها بأسرة “سوار الذهب” الكبيرة المشير “عبد الرحمن سوار الذهب” رئيس المجلس العسكري الانتقالي في الفترة 85-1986م؟
ـ أسرة “سوار الذهب” هي أسرة ممتدة من الشمالية والأبيض وداخل الخرطوم وفي العيلفون وأم درمان وأنا في العيلفون زوجي هو “إبراهيم سوار الدهب” كان الحاكم العسكري في الشمالية والخرطوم بحري وكان قائد سلاح الطيران رجل مناضل وشارك في الحرب العالمية الثانية.
* التحقتِ بالحزب الديمقراطي الليبرالي عام 2009 كيف تم هذا الالتحاق وما الذي وجدتيته مختلفاً عن بقية الأحزاب في الحزب الليبرالي؟
ـ حقيقة أنا انجذبت للحزب الليبرالي لأنني وجدت فيه نظرة جديدة في العمل العام يعني ممارسة جديدة، خطاب جديد، قيم جديدة، هو حزب ينحاز للطلاب والشباب والنساء والمهمشين، الحزب الليبرالي هو حزب ذو منهجية علمية ويقدم طرحاً برامجياً وهو حزب غير عقائدي، انجذبت للطرح الليبرالي في ظل التعددية الموجودة في المجتمع السوداني، واعتقد الليبرالي بما تحمله من روح تقبل الآخر هي الأنسب للشعب السوداني والأقرب للمجتمع السوداني.
*الحزب تنقل ما بين الأسماء من الحزب الديمقراطي الليبرالي إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي الليبرالي، تنقلات الحزب بين هذه الأسماء هل أثرت على القضية الرئيسة للحزب؟
ـ لا، الطرح هو واحد طبعاً ونحن نتبنى المنهجية الديمقراطية الليبرالية كفكر ولنا مبادئ وهو حزب مرن منفتح على كل التراث البشري ومؤمن ببناء مجتمع متطور ودولة مواطنة ودولة قانون وبناء الدولة الحديثة، الاسم اختلف من فترة لأخرى بما يتناسب مع شعار كل مرحلة عندما تم إدراج الاتحادي الديمقراطي كان القصد وكان الشعار في تلك الفترة نحن نمد أيدينا بيضاء لكل القوى السياسية، كنا نريد أن نبني حزب الوسط فكانت فكرة الاتحاد ولكن الحزب طرحه واحد.
* وجاءت أيضاً من انضمام مجموعة من الاتحاديين لحزبكم؟
ـ نعم.. لكن الاسم لم يأت بناء على انضمام اتحاديين إلينا ولكن جاء بناءً على الشعار في تلك الفترة وكان انضمام مجموعة من الاتحاديين كنا نفكر بأن تكون نواة لانضمام قوى ديمقراطية أخرى تتبنى المنهجية اللبرالية لذلك جاءت فكرة الحزب الاتحادي الليبرالي.
* الغريبة جاءكم ناس من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ولكن لم يأتكم مجموعات على شكل معروف من الحزب الشيوعي وحركة حق والمتوقع أنه في الحزب الشيوعي هناك مطالبة لتغيير اسم الحزب ليكون اسمه الليبرالي الاشتراكي كان متوقعاً أن تكون الحركة من أحزاب يسارية في العمق أكثر حزب الوسط الاتحادي الأصل باعتبار أنه من طرح الفكرة؟
ـ أنا أعتقد أن المجموعات الاتحادية تنطلق من فكرة الوسط من هذا المنطلق ونحن نطرح فكر الوسط وهم انضموا للحزب من هذا المنطلق.
* كانت الأستاذة “النور تاور” هي رئيسة الحزب ونزلت في انتخابات في جبال النوبة في 2010 ثم غادرت البلاد وأصبحت “ميادة” رئيسة للحزب ما هي الميزة التي جعلت لهذا الحزب بالذات الرئيسة الأولى امرأة والثانية امرأة؟
ـ إننا حزب ننحاز للنساء ونمارس الجندرية في كل مؤسسات الحزب ونرفض أمانة المرأة لأننا نعتبرها نوعاً من أنواع التمييز السلبي.
*ليست هناك أمانة للمرأة ؟
ـ ليست هناك أمانة ولكننا نطبق الجندرية بكل مؤسسات الحزب.
*هل هناك أمانة للرجال؟
ـ الحزب يعرض نفسه للرجال والنساء ولكننا نعتقد أنه سينحاز للنساء من منطلق القهر التاريخي ويسعى لتمكين المرأة وإنصافها.
* كم تقدرين نسبة المرأة في الحزب الاتحادي الليبرالي؟
ـ نسبة كبيرة جداً.
* كيف تديرين النساء في الحزب الاتحادي الليبرالي معلوم أن إدارة النساء صعبة خاصة إذا كانت القائدة امرأة؟
ـ إدارة النساء لا تختلف عن إدارة الرجال.
* لظروف طبيعية وأنت دكتورة في علم النفس؟
ـ هي الإدارة عموماً بشكل عام سواءً كانوا رجالاً أو نساءً أو طلاباً لا تختلف، لكن نحن نعتمد في الحزب الليبرالي على قوة الطرح والممارسة وهي التي تحدد كيفية الإدارة.
* الدكتورة “ميادة” تخرجت في جامعة الأحفاد ونشطت في مجال العمل الطوعي والمعارضة على المفتوح ربما كان البعض الذين لا يعرفونك يصنفك بأنك شيوعية أو من حركة حق مثلاً لماذا لم تنضمي للحزب الشيوعي السوداني؟
ـ وهل العمل المعارض محتكر على الحزب الشيوعي؟
* ليس محتكراً ولكن أنا أتحدث عن طبيعة المرحلة عن طبيعة النضال في هذه المرحلة وعن المجموعات المحيطة بالدكتورة “ميادة” في تلك الفترة؟
ـ في كل المراحل وليس في تلك الفترة الماضية نحن لدينا طرح واضح هو تبني الديمقراطية الليبرالية ونعتقد أن العمل المعارض ليس احتكاراً على قوة ذات توجه معين.
* الدكتورة “ميادة” ما الذي يختلف في حزبكم؟ معظم الأحزاب السياسية تعاني من تصدعات ومشكلات مستمرة كيف تغلبت على هذه المواجهات الداخلية؟
ـ طبيعة الحزب هي طبيعة مرنة ونقول دائماً هو حزب لا مركزي ولا هرمي والممارسة داخل الحزب أيضاً كانت تنم عن طبيعة حزب مرن نحن نناقش الديمقراطية داخل مؤسسات الحزب ونبتعد عن الممارسة التقليدية والحزب يقدم كوادر شابة على دفة القيادة ونحاول أن نخلق نموذجاً للقيادة الرشيدة، أما فيما يختص بالمنظومة السياسية السودانية بشكل عام فهي تقوم على أسس ومفاهيم أعتقد أنها تحتاج إلى إعادة تقييم وإعادة النظر حولها، وهناك بعض الممارسات داخل الأحزاب السياسية تخلق نوعاً من الصراعات والانقسامات كقدسية القيادة كالعمل الاحتكاري والإقصاء ونحن غير محصنين من كل الأمراض إنما نعتمد على قوة الطرح.
* الأستاذة “ميادة” هناك أسئلة حول رؤية واضحة للحزب حول الخلافات كيف يمكن أن تختلفي من بقية الأحزاب كقيادية شابة في مختلف قضايا الاقتصاد والحوار الوطني ؟
ـ الحزب قدّم أوراقاً كثيرة حول الاقتصاد وما يمر بالأزمة السودانية بشكل عام له رؤية متكاملة وشاملة حول القضايا السودانية وطرحناها من قبل الحزب الديمقراطي الليبرالي استطاع أن يحجز مكانة في الساحة السودانية واستطاع أن يقتحم المجتمع من خلال الطرح ومن خلال البرامج التي قدمها للجماهير نستطيع أن نقول إنه حزب أصبح موجوداً.
*له رؤية.. لكن هل تستطيعين القول إنه اقتحم المجتمع السوداني الآن هو موجود شعبياً؟
ـ نعم بالتأكيد المؤتمر الأخير الذي أقيم السبت الماضي كانت فيه صورة واضحة أن هذا حزب أصبحت لديه قاعدة.
*حدثينا عن هذا المؤتمر الذي تم فيه انتخابك رئيسة بالإجماع للحزب الديمقراطي الليبرالي؟، حدثينا عن هذا المؤتمر وعن الإجماع الذي لم يتأتَ لكثير من القيادات السياسية. وعادة في الأحزاب الكبيرة والرئيس “البشير” في المؤتمر الوطني نزل ضده خمسة مرشحين؟
ـ المؤتمر الذي أقيم السبت الماضي كان فيه شكل مختلف ونموذج مختلف للأحزاب السودانية أولاً، حزب كله شباب الأغلبية من الحضور كانوا نساءً في إشارة واضحة أننا نفعل ما نقول وعندما نقول تمكين المرأة فإنني أعني ما أقول وعندما نقول إننا منحازون للشباب فهو فعلاً الأغلبية فيه للشباب، وكان حضوراً في كل أطياف العمل السياسي، وحزب شارك فيه المجتمع الدولي أو نستطيع أن نقول القوى الدبلوماسية. وهذا ينم عن إرادة حقيقية ونقول من هذا المؤتمر إن هناك جيلاً ليبرالياً ديمقراطياً قادم وهناك امرأة قادمة.
* لم يكن هناك مرشح لرئاسة الحزب غيرك؟
ـ لا، لم يكن هناك أحد.
* ألا تعتقدين أن هذا انتقاص من قدر الممارسة الديمقراطية؟
ـ والله المجال كان مفتوحاًا
* ولم يتقدم أحد للترشيح؟
ـ لم يتقدم أحد.
* عادت إليك في هذا المؤتمر مجموعة كانت انشقت سابقاً من الحزب الديمقراطي الليبرالي وبالتالي عاد الاسم للحزب الديمقراطي الليبرالي بعد أن كان اسمه الحزب الاتحاد الديمقراطي الليبرالي تقلصت إلى كلمتين كما بدأتم آفاق هذا الانضمام والوحدة الجديدة التي سميتموها الوحدة الليبرالية؟
ـ الوحدة الليبرالية تمت في يناير في 2016 ولكن الحزب الديمقراطي الليبرالي هو الحزب الديمقراطي الليبرالي الاسم ونحن أضفنا كلمة الحزب الديمقراطي بما يتوافق مع المرحلة ولكن المؤتمر الآن قرر ألا نعود إلى الاسم السابق.
*خرجت مجموعة معكم من مؤسسات الحزب؟
ـ نعم خرجت مجموعة وعادت إلى مؤسسات الحزب ولكن الحزب الليبرالي يبقى هو الحزب الليبرالي
المجهر السياسي