فابي ومشروع الشهيد

* الرسالة التي نشرها الحبيب جمال علي حسن في عدد الأمس، حول فشل إدارة مشروع السليت الزراعي في توصيل المياه للمزارعين، تدل على أن كل ما يتردد عن دعم الدولة للزراعة محض هراء.
* هناك مثال آخر لذلك الإهمال، يدل على أن الحديث عن تبني سياسات داعمة للزراعة إنما يستخدم للاستهلاك ليس إلا، وأن الفاصل بين الحقيقة والوهم في ما يتعلق بمشاريع الأمن الغذائي كبير جداً.
* المثال المذكور يرتبط بمشروع الشهيد الزراعي، الذي يقع جنوب محلية شندي، ويقف شاهداً على الكيفية التي يتم بها تحويل الأحلام الكبيرة، والمشاريع الناجحة إلى ركام.
* من تلك المنطقة يتحدر الرئيس عمر البشير، وفيها يقيم أهله وينشطون كفلاحين، في قرىً بسيطة، عانت إهمالاً متصلاً منذ عهود ما قبل الاستقلال.
* قدمت تلك المنطقة مجموعة من شهداء الوطن، فتم إطلاق اسم (الشهيد) على المشروع، تخليداً لذكراهم.
* رأت القيادة أن أفضل ما يقدم لأهل تلك المنطقة المنسية أن يتم استغلال أراضيها الخصبة ومياهها الوفيرة في مشروع زراعي كبير، تستغل فيه خبرات السكان المرتبطة بالفلاحة أصلاً، لتطوير المنطقة، ورفع معدلات الدخل، وتوفير فرص عمل للشباب.
* تم توفير التمويل المبدئي، وفتحت قنوات الري، وأعدت الطلمبات، واستبشر المواطنون والمستثمرون خيراً، لأن توفير مياه الري من النيل يعني رفع كفاءة الأرض ومدها بالطمي، مع تخفيض كلفة الإنتاج، وانتفاء الحاجة إلى توصيل الكهربا وحفر الآبار الأرتوازية وخلافه.
* مرت السنوات، وفعل الإهمال فعلته، واستشهد مشروع الشهيد، بعد أن تولت (السفاية) دفن قنواته في مناطق السلمة وقرى التضامن وحوض بانقا وما جاورها، وقبرت فيها الأحلام الجميلة التي داعبت النفوس بُعيد انطلاق العمل في المشروع.
* لم تخضر من مساحات شاسعة سوى ما امتلكه بضعة مستثمرين ميسورين، امتلكوا قدرات مالية أعانتهم على توصيل الكهرباء وحفر الآبار لري أراضيهم بكلفة مرتفعة.
* في المنطقة المذكورة فعل أبناء الأستاذ المحامي الراحل فايت محمد أحمد فايت (رحمه الله) ما أعجز الحكومة، وبنوا واحدا من أميز مصانع المنتجات الغذائية، وصنعوا من (فابي) نموذجاً للمشاريع الناجحة، التي تؤثر إيجاباً على محيطها، وتشكل رافداً جديداً ومميزاً لاقتصاد الوطن.
* وفر مشروع (فابي) مئات الوظائف لأهل المنطقة، وغير طبيعتها السكانية، لأنه منح شبابها فرصة الاستقرار مع ذويهم، في قرىً كادت تصبح مقفرة منهم سابقاً، بسبب خلوها من الوظائف المناسبة للشباب.
* في كل بقالة وكل دكان وكل (كشك) بالسودان توجد منتجات (فابي) الفاخرة والمميزة من ألبان وأجبان وخلافه.. ونحن نسأل: كيف فعل وليد وأمير، ابنا المرحوم فايت ما أعجز الدولة؟
* وإلى متى يظل مشروع الشهيد ضحيةً للإهمال، مع أنه يتوافر على كل مقومات النجاح، من أراضٍ خصبة ومياه وفيرة وخبرات نوعية في الزراعة؟
* نناشد السيد الرئيس أن يحرك ساكن المشروع الطموح، ويوجه القائمين عليه بإنجازه، ليحقق المراد منه، ويحفظ الأموال الطائلة التي أنفقت عليه، ويحسن الظروف المعيشية لأهل المنطقة.

Exit mobile version