شمائل النور : استفتاء.!

صدفة أن يتزامن الإفطار الرمضاني السنوي لاتحاد الصحفيين مع إفطار شبكة الصحفيين السودانيين، الجسم الموازي للاتحاد الرسمي، والأفضل على الإطلاق أن المناسبتين كانتا في يوم واحد، لأنها طرحت استفتاء حقيقياً لمنتسبي الصحافة. الاتحاد وهو الجسم الرسمي المحسوب على الحكومة إنفض الصحفيون من حوله، بينما وجد الكثير منهم أن أجساماً أخرى تطوعية غير رسمية تعبر عنهم. ورغم الفارق الشاسع بين ما هو متاح للاتحاد من ميزات وامتيازات ودعم ومنعدم تماماً لدى الشبكة إلا أن ذلك لم يعد يمثل شيئاً. ولا يقف عائقاً كبيراً..هذا يقودنا إلى أهمية وضرورة العمل النقابي الحر بعيداً عن ظلال السلطة وسيطرتها، الاتحاد أمام تحد كبير بعد ما تابعناه في الإفطار السنوي الذي كاد أن يخلو من الوجود الصحفي، بينما الكرة الآن في ملعب الشبكة وطبعاً، ينتظرها الكثير ليلتف كل منتسبي الصحافة حولها. السؤال، ماذا يريد الصحفي من نقابته، على أقل تقدير أن يشعر أنها تعبر عنه، وإن كان ذلك عبر بيان ينتقد مصادرة الصحف، يدين استدعاءات الصحفيين، دع عنك المطالبة بالحقوق الكبيرة، إن كان اتحاداً أو غيره، الاتحاد لم يعد معبراً عن الصحفيين ولا الصحافة، وبعيداً عن المواقف التي يُمكن تصنيفها بأنها سياسية، الاتحاد يعبر عما تطلبه السلطة، ينجح أحياناً ويفشل أحياناً أخرى، ولن ترض عنه السلطة مهما فعل، هكذا هي طبيعة الأشياء، ولو فعل الاتحاد كل مافي وسعه، لن يأتي يومٌ تشكره السلطة فيه، وتمنحه وسام الإنجاز، سوف يُنسى في أقرب سانحة.
الصحافة، ما لم تكن سلطة رابعة مستقلة فعلاً، سوف تكون أداة في يد السلطة وأياً كان توجه هذه السلطة..الحضور الصحفي اللافت في إفطار شبكة الصحفيين عبر بعفوية عن حاجة الصحفيين إلى جسم نقابي يعبر عنهم، كما عبر عن قبول واسع للشبكة وسط الصحفيين، لكن هذا لا يعني نهاية المطاف، بل هي بداية الرحلة لمهمة ليست مستحيلة وليست يسيرة. الطريق طويل والصعاب أكثر.
لو تدري الأجسام الرسمية التي تحمل لافتات الصحافة، أن الأنظمة ذاهبة والمهنة باقية لما رضخوا وأصبحوا لساناً يعبر عن السلطة، والتاريخ القريب يشهد بذلك..الصحافة باقية والأنظمة ذاهبة لا محالة، المطلوب أن ننتفض جميعاً لأجل السلطة الرابعة، والذي لا شك فيه، أن الإنقاذ ولو ذهبت غداً ثم أتت سلطة ديمقراطية 100بالمائة ووجدت الصحافة على حالها هذا، سوف تصعد على ظهرها، ولن يتغير الحال بل ربما يمضي إلى الأسوأ..وهذا دور الأجسام المستقلة.

Exit mobile version