حين تتوقف (محاسن) أمام أحد باعة الخضروات لشراء ما تريد، ما يشغل بالها أن تملأ (كيس خضارها) بأفضل أنواع الخضروات من حيث لونها وشكلها الخارجي، وبأقل سعر، وربما لا يخطر على بالها جودتها من الداخل، وهي تجادل البائع في أن يعطيها طماطم (حبتها كبيرة) ويزيدها قطعاً أخرى، لأنها أساسية في المائدة، وتجادله وتكثر جدالها بأن “الطماطم ذاتها طعمها بقى كعب وبتبوظ طوالي” دون أن تعرف لها سبباً، ولكن ما لم تعرفه، ربما يدفعها لتقليل شراء الطماطم مستقبلاً، وحتى التوقف عن شرائها تماماً، إذا ما لامست أذنيها تلك العبارة: “الطماطم قاتلة، ليس مجازاً ولكنها الحقيقة المثبتة علمياً”، فالعبارة الحقيقية الصادمة ألقى بها بروفيسور عاصم علي عبد الرحمن، اختصاصي وقاية النباتات، مدير هيئة البحوث الزراعية السابق، بأن الطماطم الموجودة في أسواق الخرطوم تحتوي على كميات كبيرة من السموم، تختزن داخل جسم الإنسان وفي الكبد والشحوم، وتسبب له الإصابة بالأمراض القاتلة مثل السرطان، وأمراض البنكرياس، والبروستاتا فتتسبب في موته عاجلاً أو آجلاً.
بروفيسور عاصم، في حديثه لـ(اليوم التالي) أمس، دق ناقوس الخطر، حول الطماطم الموجودة في الأسواق والتي تباع للمستهلك من دون رقابة لصيقة من الجهات المعنية، عندما قال إن الطماطم بالأسواق تأتي في غير موسمها، لأنها نبات شتوي، ولكن حتى يضمن المزارعون بيعها طوال العام يرشونها بمبيدات فوق المعدل تصل إلى 3-4 مرات في الأسبوع، للوقاية من حشرات تنتشر بكثافة في فصل الصيف، ليضمنوا إنتاجاً وفيراً، وكشف عن أن السموم الموجودة في المبيدات التي ترش بها تدخل وتتغلغل في أنسجة الطماطم ما يجعلها قاتلة، وعضد قوله ما نشرته (العربي الجديد) عن صحيفة بريطانية أمس، بأن (البندورة)، يصفها الخبراء بأنها قاتلة الفقراء، إذ تشتم منها رائحة المبيد وتتذوق طعما غريباً يخالط الطعم الأصلي لها.
بروفيسور عاصم لم يبرئ طماطم البيوت “المحمية” من أنها قاتلة أيضاً، وقال إنها فقط محمية من الحرارة حيث تخصص درجة برودة ومكيفات لتكون مناسبة لأجواء الشتاء، ولكنها ليست محمية من الحشرات فتتعرض للرش أيضا بالمبيدات وبكثافة شديدة، ما يجعل ثمار الطماطم تتسبب في الأمراض، وقال إن هذه التأكيدات تحصل عليها من أصحاب البيوت المحمية أنفسهم بأنهم يقومون برش الطماطم نحو 3 مرات تقريباً، وكشف عن أن 95 % من الطماطم في أسواق الخرطوم تأتي من البيوت المحمية وتُرش بالمبيدات، و70 % من المبيدات غير صحية ومنتهية الصلاحية ومهربة، ونفى أن تكون بذورها بها مشاكل أو أنها السبب في الإصابة بالأمراض، على إثر تردد معلومات عن دخول كميات من البذور غير المطابقة من الطماطم من دول مجاورة، وقال إن البذور لا علاقة لها بالإصابة بالأمراض.
وبث الخبير نصائحه للمستهلكين بتجنب شراء الطماطم في الفترة من 15 أبريل وحتى 15 يونيو، لأنه يتم رشها بالمبيدات بكثافة لضمان زيادة الإنتاج والاستمرارية في الأسواق، ودفع بمقترح لوقف تجارة الطماطم في هذا التوقيت لتفادي أضرارها على صحة الناس، وقال إن حماية المستهلك دقت ناقوس الخطر في مرات كثيرة وعقدت ورشاً وندوات للتوعية بمخاطر الطماطم، ولكن دون جدوى أو استجابة من الجهات المسؤولة، بينما نصح اختصاصيون بالتوقف عن شرائها إلا في موسم إنتاجها شتاءً.
الخرطوم – سلمى معروف
صحيفة اليوم التالي