* يبدو أن الثلاثي المرح نافع علي نافع وأمين حسن عمر والحاج آدم يوسف (متشارطين) أو متراهنين أو داخلين مسابقة مفتوحة على توجيه الاهانات للشعب، والفائز هو من يحظى بأكبر قدر من الانتقادات والشتائم في الصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وإلا كيف نفسر عودتهم المرة تلو المرة لاهانة الشعب رغم الهجوم الشديد الذي يتعرضون له في كل مرة يسيئون فيها للشعب المغلوب الصابر منذ أكثر من ربع قرن من الزمان على الضيم والهوان وسوء الحال والمآل؟!
* وبما ان السادة الأماجد في شغل شاغل عن مصاعب الحياة وهموم الدنيا الفانية بممارسة رياضة التأمل الروحية (Meditation) في النعيم المقيم الذي هبط عليهم فجأة، والدمقس والحرير الذي لم يكونوا يرونه حتى في أحلام اليقظة دعك من أحلام المنام، قبل أن يجلسوا ويدلدلوا أرجلهم على ظهر الشعب.. فانخلعت قلوبهم ــ وعلى رأي المثل “الما بتشوفوا في بيت ابوك بيخلعك” ــ ودخلوا في حالة تأمل مستعصية للنعيم المقيم، وانشغلوا بحصر الثروات والممتلكات والعقارات عن هموم وشجون الشعب، فلا بد أن يكون لكل منهم أجهزة إدارية عديدة لمتابعة ردود الفعل ورصد ما يكتب على الصحف، وما ينشر على الإنترنت وما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعى فى الرد على اهانتهم للشعب!!
* أجهزة للتصنيف، وأجهزة للحصر، وأجهزة المراجعة الابتدائية.. تصنّف وتحصر وتراجع، ثم تحيل كل ردود الفعل الى جهاز الإحصاء العام، ثم الى لجنة المراجعة النهائية المكونة من خبراء أجانب في حصر وتصنيف الشتائم الموجهة من كبار المسؤولين الى الشعوب في دول العالم الثالث، لإعطاء الرأي الأخير قبل إحالتها للجان التنسيق المكونة من ممثلي أجهزة الثلاثي لحصر نقاط الاتفاق والاختلاف، وإحالتها للجان التوفيق والتحكيم ثم الى لجنة رصد النتيجة النهائية فى الدورة الشتائمية الحتمية الشهرية، واعلان اسم الشاتم الفائز الذي يؤهله الفوز لجنى المزيد من المكاسب، والحصول على الفرصة الأخيرة في الدورة الشهرية القادمة، للإدلاء بمرافعته السوداوية في تشنيف الآذان السودانية بأبدع ما في بطون الكتب الصفرواية من محسنات بديعية!!
* لا شك ان هذا هو ما يحدث، وإلا كيف نفسر استمرار الشتائم والاستفزازات من لحس الكوع، وطالبات الجامعة المتبرجات ووقوف الشعب في صفوف، الى تكنولوجيا الكبريت التي انعمت بها علينا ثورة الانقاذ عندما هبت رياحها الطيبة على السودان رغم كل ما تجده من انتقادات.. لماذا يستمر سيل الشتائم والاساءات والاستفزازات، أم ان الذين يفعلون ذلك لم يستحملوا صدمة النعيم فأصيبوا بحالة مزمنة من الانكليستوما الدماغية الانخلاعية التي تسبب الهزيان الإنكليستومى الانخلاعي الارتعاشي المزمن، جعلتهم لا يستريحون، ولا يتذوقون طعما للنوم إلا بعد فاصل من الردحي والتجريح فى خلق الله، والحصول على جرعات مضادة !!
* أما انها حالة نشأوية طفولية تشوهية تصيب الانسان في مرحلة الطفولة، ولكنها تظل كامنة فى خلايا النفس، الى ان تظهر في وقت لاحق نتيجة مؤثر خارجي عنيف، كرؤية الانسان وتعامله مع أشياء لم يرها أو يتعامل معها في تلك المرحلة التخلقية النشأوية، مما يؤدي الى اضطرابات نفسية حادة من اهم اعراضها الهلوسة والاسهال الفموي الخشمي المتقيح الذى يزداد سوءا مع مرور الأيام، وليس له شفاء، ورحم الله الشاعر (صريع الدلاء) الذي قال:
ومن أكل الفحم تسوّد وجهه *** وراح صحنُ خده مثل الدجى !!