لدى مستقبل هنا أريد أن أحميه أنا لا أدين أحدا بشكل مسبق ولكنى أطالب المسؤولين عن هذه الكارثة بالمثول أمامكم فهل هذا كثير ؟ أليسوا بشرا خطائين مثلنا أليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقى البشر.
أنا ومعى المستقبل كله نلوذ بكم ونلجأ إليكم فاغيثونا .. أغيثونا.
هي عبارات قالها الممثل الراحل أحمد زكي في فيلمه الشهير (ضد الحكومة) وهو يترافع عن الضحايا فيها وكانوا أطفالا ، موجها حديثه لرئيس المحكمة ، أستعيرها اليوم لأخاطب المسؤولين عندنا عن الإعلام وعن الثقافة وعن الهوية التي تتهددها ثقافات وافدة ، غريبة علينا ، لا تشبهنا ولا تشبه تقاليدنا ولا عادتنا ومع ذلك تجد طريقها إلي شاشات فضائياتنا وإذاعاتنا الخاصة التي لم يمنعها حتى الشهر الفضيل من ركوب الموجة والتقليد الأعمى.
كنا نتوقع من مدراء الفضائيات أو علي الأقل مدراء البرامج فيها أن تكون برامج فضائياتهم في رمضان مغايرة في كل شئ ، وكلها برامج تشبه الشهر الفضيل وتزكي روح التنافس في الطاعات وتعين علي الصيام والقيام ، وليست برامج الغناء ومسلسلات العشق التي تحمل الكثير من المشاهد التي لا يجوز عرضها حتي في غير رمضان.
لا أريد أن أصنع من (الحبة قبة) وأقول أن الشهر الكريم مستهدف بمثل هذه البرامج ، ولكن ما نشاهده يقول ذلك ، حتي وإن كان عن غير قصد ، فكل القنوات عندنا تتسابق وتبذل من الأموال والوقت ما تبذل في سبيل تلك البرامج لتعرضها في هذا الشهر الكريم ، أما بقية الشهور فلا (حس ولا خبر) ولا أثر.
تري من المسؤول عن هذه الفوضي ، وهل هذا هو إعلام المشروع الحضاري الذي حدثونا عنه ، أم أن هذا المشروع غير معني بالفضائيات والإذاعات الخاصة لذلك تركوا لها الحبل علي الغارب.
فيا وزارة الإعلام ويا وزارة الثقافة : ما يحدث ليس مجرد برامج تعرض ولا أغنيات تنتهي بإنتهاء مراسم الحلقات ، فالأغنيات والبرامج هما الأكثر أثرا في المجتمعات وهي التي بيدها بوصلة تحديد وجهة المجتمع ، فإلي أي إتجاه تسوقنا تلك القنوات؟
خلاصة الشوف
قناة الخرطوم الفضائية بدأت خارطتها البرامجية للشهر الكريم بكل الحيوية والنشاط ولكنها سرعان ما نامت علي (الحلو مر) وأكتفت بما قدمت من نفحات برامجية ، وبالتأكيد هذه النفحات لن تستمر طويلا لو لم يكن هناك جديد.