سهير عبد الرحيم : الدور على منو ……!!

منذ أن سمعت بخبر اختفاء طفلة البسابير حتى تداعى إلى خاطري السيناريو المتكرر والمعروف، إختفاء ثم بحث يعقبه عثور على جثة في نهر أو غابة أو بئر ثم نتيجة التشريح والطب الشرعي والتي تفيد بحدوث اغتصاب وتعرض الضحية لانتهاك وحشي أفضى إلى وفاتها .
هذا هو السيناريو المتوقع لكل حوادث اختفاء الأطفال ومنذ قصة الطفلة مرام في العام 2007 وحتى قصة طفلة الكاملين مروراً بالطفلة شهد وغيرها الكثير الكثير ما زال السيناريو واحداً رغماً عن تشديد العقوبة ووصولها حد الإعدام شنقا .ً
ولكن وعلى مايبدو أننا مازلنا بعيدين كل البعد عن السبيل الأمثل والطرق الأكثر فاعلية لحماية أطفالنا .
المقولة السائدة والقديمة والتي تتحدث عن أن الوقاية خير من العلاج لا نلتفت عادة إليها إلا عند حدوث المحظور فننفعل مع حوادث اغتصاب الأطفال انفعالاً لحظياً ونبدأ في محاولة الانتباه لمجتمع أطفالنا وأخذ الحيطة والحذر ولكن ومع الأسف كل هذا التفاعل يكون وليد اللحظة وسرعان ما يتلاشى ويذوب مع مرور الوقت .
ورويداً رويداً نفقد الاهتمام بأطفالنا ومراقبة البيئة من حولهم وإغفال علاقة الغرباء والأقارب معهم فينفرط العقد مرة أخرى ولا نصحو ونحاول نظمه مجدداً إلا عند سماعنا بحادثة اغتصاب مماثلة أو تعرض أطفالنا أنفسهم للتحرش والاغتصاب .
يوم أمس قضيت يوماً اسرياً في الساحة الخضراء ولكن لفت نظري وجود شلة من الأصدقاء في مراحل سنية صغيرة يرافقهم رجل كبير في العمر لا يتناسب وجوده معهم، سألت أحدهم على انفراد وقد كان جميل المحيا يطلق شعره في كثافة ملحوظة حول علاقته بهم فقال ده صاحبنا……!!
إن علاقة كبار السن بالمراهقين تفتح الباب على مصراعيه لتساؤلات ليست إيجابية بأي حال من الأحوال .
ما زالت الأسر بعيدة عن أبنائها وما زال البعض يغفل علاقات أبنائه وأصدقائه، وما زال البعض يتعامل بسذاجة مع الغرباء وبعفوية أقرب إلى الغباء .
طفلة البسابير وقبلها شهد لم تكونا مقطوعتين من شجرة بل لكل طفلة منهماعائلة تسد عين الشمس ورجال يأكلون الجمر ولكن ما الفائدة من وجود أسرة كبيرة في ظل غياب التوعية وعدم العناية والاهتمام .
إن أية طفلة تتعرض للاغتصاب فإن المسؤولية الأولى تقع وبلاشك على الأسرة أو من تركت برفقته الطفلة.. دعونا نحكم الحصن حول أطفالنا أولاً ثم نعود لمحاولة إصلاح المجتمع حتى لا نجد المرفعين قد أكل الخروف كما تحكي القصة القديمة .
خارج السور :
إحترسوا أيتها الأمهات إحترسوا أيها الآباء حتى لا يكون الدور عليكم وتصبح طفلتكم عنوان الصحف في المرة القادمة.

Exit mobile version