انحسرت الحرب ضد قوات الجيش السوداني بواجهاته المختلفة، قوات جهاز الأمن والفرق والحاميات وحرس الحدود وقوات الدفاع الشعبي، فضلاً على ذراعه الطويلة (قوات الدعم السريع).. انحسرت الحرب والمقاومة على الأرض، لتبدأ حرب (خبيثة) من نوع آخر على صفحات الميديا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي !!
تفتأ هذه الحملات المصنوعة بعناية ورعاية من جهات حازقة مهزومة على الأرض، تفتأ تنال من رصيد الجيش المعنوي من جهة، ومن جهة أخرى تنزع إلى دق إسفين بين الشعب وقواته سيما قوات الدعم السريع، كأن يستدعي البعض مصطلح الجنجويد من مرقده!! وبعض القصص والروايات الخيالية التي تثبت ضحالتها وبؤسها في حينها، على شاكلة تلك الواقعة التي أتت بلقطات تصويرية قالت إنهم (جنجويد مفترضون) يتبعون إلى قوات الدعم السريع !! يحتجزون بصاً سياحياً غرب أمدرمان ويخضعون الركاب إلى عمليات تفتيش ونهب وترويع!! فلم يمض طويل وقت حتى اتضح أن تلك الصور تتبع لعمل تلفزيوني درامي !!
* لم تحزنني حملات (الجبهة الثورية) ومن يناصرها من أحزاب اليسار ضد قوات الدعم السريع التي أفقدتهم أرضهم وتوازنهم وأجندتهم، بقدر ما يحزنني بعض الذين يبكون ويردحون (وما عارفين الميت منو)!! ممن يذهبون في (زفات الطار والطبل) بسذاجة وعفوية وهم لا يعرفون عمق الحملة ومآلاتها على الوطن وأمنه ومستقبل استقراره !
* يا جماعة الخير، تبصروا وترشدوا وتبينوا في شهر القرآن والقيام والعرفان، واعلموا أن قوات الدعم السريع هي في المقام الأول (قوة نظامية) تعمل تحت إمرة الجيش السوداني، ثم أنها لا تتحرك من تلقاء نفسها وإنما بأمر إدارة عمليات الأمن والجيش القومي، على أن كل القصص التي تروى وتنتج هي نسج خيال ممن تضررت حركاتهم وأجهضت أجندتهم وأحلامهم !!
* ليس لقوات أمن الدعم السريع ذنب سوى أنها نجحت في معرفة تضاريس المناطق الساخنة، فقديما قيل إن أهل مكة أدرى بشعابها، ومن ثم تمكنت من هزيمة الحركات المسلحة وقطاع الطرق في عقر ديارهم، ومن ثم حققت نجاحات غير مسبوقة في عمليات الجبال وجنوب كردفان والنيل الأزرق، والآن هي في مهمة على الحدود الليبية السودانية لملاحقة فلول الحركات المسلحة التي خرجت من أرض المعركة والوطن برمته، وهي تود أن تلتف من ناصية أخرى !!
* أو تذكرون معركة (قوز دنقو)!! التي خطط لها على مدى سنين من وراء البحار، وجلب لها (الأصدقاء/ الأعداء) آلاف سيارات الدفع الرباعي، لتكون معركة فاصلة تتساقط أمامها العواصم الدارفورية زحفا باتجاه الخرطوم!! تمكن بحول الله وقوته المجاهد الأسطورة حميدتي وقواته في دحرها في أقل من ساعة، في معركة تدرس الآن في كليات الدفاع!! بربكم هل هؤلاء يستحقون التشجيع والدعاء وسند ظهوهم، أم كشف ظهورهم وتعريتها بهذه الأساطير والهواجس والشكوك؟!