* حدثنا أمس الأول مساعد رئيس الجمهورية حديثاً طيباً وقومياً، نحن الكلام (السمح) بمشي فينا … خاصة إذا اقترب من جدار القومية الذي ابتعد عنه الجميع مسافة بعيدة.. الكل يحتمي بالجدار العازل جدار الحزبية ..!!
* الحديث كان في مناسبة وهي دعوة لرؤساء التحرير وقادة صحفيين وإعلاميين للإفطار معه في داره العامرة بالمنشية.
(المنشية) ذاتها تجعل الحديث ذا شجون و تصلح «الجلسة» وتجعل الكلام ينساب كالهواء البارد والذي يخرج من (الأسبلت) ويصادف وجهاً قادماً لتوه من (الأمبدادت) أو (الكلاكلات) ونحو ذلك من الأحياء الريفية للعاصمة الخرطوم.
* إبراهيم محمود قال إنهم في طريقهم لإطلاق حملات تنادي بإيقاف الحرب وتفعيل الاقتصاد.. والحملة الأولى بلافتة كبيرة اسمها (أوقفوا الحرب) وهي تعنى بتغيير مفاهيم الناس برفض الحرب والاتجاه نحو السلام وعدم استخدام البندقية لرفع المظالم واسترداد الحقوق.. كما تهدف الحملة الثانية لإنهاء الصراع المحموم نحو السلطة وإعلاء المصالح الإستراتيجية من خلال الحوار الوطني وأهمية أن يحتكم الناس لصناديق الاقتراع بدلاً من الاحتكام (للبارود)..!!
* أما الحملة الثالثة تتلخص في الدعوة للأمل وزرعه في النفوس بديلاً للإحباط السائد الآن والمتفشي في كل مناحي الحياة بصورة مرضية..
* كل الحملات الثلاثة مطلوبة.. ودعونا نبدأ بالحملة الأولى وهي الدعوة لوقف الحرب.. ومثل ما قال المهندس إبراهيم القضية ليست في جمع السلاح من أيادي الناس وهي مهمة سهلة ومقدور عليها.. ولكن كيف (نقلع) فكره الحرب والاقتتال من عقول الناس وأفئدتهم نهائياً.. لقد أضحى منطق القوة هو السائد للأسف الشديد وأضحى تكوين الجماعات والحركات المسلحة شيئاً يقترب من الذهنية السودانية في المحاكاة والتقليد.
القصة أغلبها تدور حول هذا (الفهم (بات هناك اعتقاد بأن البندقية هي أقصر الطرق للوصول للسلطة والحكم والاستوزار!!
(اقتل لتحكم) أضحت هذه الجملة هي) الجسر (الوحيد المعبد والممهد للوصول للحكم في الخرطوم.
وربما شجع المسلك الحكومي وعوامل أخرى كثيرة للوصول لهذا المستوى (الدموي( .. الحكومة ظلت تستمع لتجار الحروب وتستمع إليهم جيداً بأذن ذهبيه وتسد (دي بي طينه ودي بي عجينه) أمام المعارضة السلمية التي ترفع أعواد )النيم( في شوارع الخرطوم وتردد بصورة أقرب لغناء التمتم )عائد عائد يا أكتوبر!!(
والنتيجه ما نراه الآن من حرب مدمرة أكلت الأخضر واليابس.. وليتها اكتفت بذلك فقد أكلت كل ماهو جميل في النفوس والأرواح والمجتمعات.. أضحى الناس ليس الناس والأجساد) جلاليب) (هايمه ساكت)!!
حسناً ..الرجوع عن الحق فضيلة, فطالما أعلنت الحكومة عن حملة للدعوة لإيقاف الحرب فلتكن حرباً شاملة على )الحرب(, وأن تبدأ من عندها وتعترف بأنها أخطأت في حق من يعارضون سلمياً وأن إعلاء شأن البندقيه والاعتراف بحامليها ومطالبهم يجب أن يتم في إطار اتفاق قومي وبمشاركه الجميع.