في سيرة الحظ والسعادة… معتقدات ومفاهيم قديمة تقود للتفاؤل.. رفة العين وحكة اليد

هناك مفاهيم يعتقد الناس أنها تجلب لهم الحظ وتسوقهم إلى السعادة، كما الحال عند التفاؤل والتشاؤم منذ القدم، وارتبطت بعض الأشياء لدى الكثيرين بأنها تقود لتحقيق نتائج ملموسة في الحياة وباتت مصدر تفاؤل مهم، وفسر البعض الظاهرة بأنها عادة قديمة وعلى الأرجح أنها ثماثل الخرافة.
كثير منا يؤمن بأن فضلات الطيور إذا تساقطت عليه تجلب له الحظ والمال، كما أن هذا الاعتقاد منتشر في السودان وسوريا، رغم أن البعض يتعجب من علاقة الفضلات بالحظ، ليس ذلك فحسب بل هناك معتقد يشير إلى أن تدفق فنجان القهوة في أي شخص يمنحه المال من واقع أنه وبعد مرور أيام سيمتلك الشخص المعني مبالغ مالية من حيث لا يدري ولا يحتسب.

جني المال والغائب البعيد
في كثير من الأوقات قد تكون جالسا وسط زحام تحك يدك وتلعقها أكثر من مرة مرددا عبارة (بختي جاياني قروش)، وهذه أيضاً من الأساطير التي يعتقد أنها تجلب المال والحظ حتى أن الحكة إذا كانت في أي مكان يتنبأ بأن هناك جديداً قادماً، ومن الاعتقادات أن رجفة العين من الأعلى دلالة على رؤية شخص غائب، فما عليك سوى أن تردد عبارة (اللهم أرني خيرا) بعد صمت طويل لتخمن من الذي سيعود بعد غيبة لتراه من جديد، كما أنها إحدى الخرافات التي يتكهن بها الناس ويجزمون أنهم سيرون أناساً غائبين عائدين بعد انقطاع، ففي الحقيقة ما هي إلا توتر في أعصاب جفون العين، بحسب الأطباء، وهناك من يسمع منادياً ينادي من بعيد، فصرخ بأعلى صوته مجيباً بنعم، وبعد أن يسأل كل الذين حوله لم يجد شخصاً فيردد مع نفسه (ده سعدي ناداني).

الحظ لا يرتبط بعلامات
في السياق، يقول مرتضى أنور إن التفاؤل في حد ذاته شيء جميل دون أن يصل مرحلة الاعتقاد بأن مخالفته قد تكون عائقاً على حظ الشخص، مشيراً إلى أن هناك أشياءً قد تكون غير حقيقية أو نابعة من العقل الباطن كسماع شخص ينادي. وأردف: الحظ لا يرتبط بحكة يد أو حمامة تضع بيضها أمام الباب، وجزم أن هناك أكثر من مرة رفت فيها عينه، فآمن بأن تلك المفاهيم مغلوطة، وكثير من الناس يصلون بها مرحلة الشرك في التفاؤل والتشاؤم.

راحة نفسية
يعد الكثيرون أن كل الأشياء التي ذكرت هي محض خرافات لا تمت للواقع بصلة وأن الناس يسبرون بها لمصادفتها مرة أو مرتين، حيث يقول محمد نور – اختصاصي علم النفس: معظم الشعوب العربية والغربية تؤمن بالتكهن والتفاؤل وتتطير ببعض الأشياء وتتشائم بها، كما يورثونها لبعضهم البعض ولأجيالهم، فربما يبني الطير فوق رأسك عشا دون أن يهبك الله جنيها واحدا. ويضيف: كل تلك الاعتقادات ما هي إلا مفاهيم يسعى بها الشخص وراء الراحة النفسية.

الخرطوم – درية منير
صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version