الأستاذ “عبد الله الجيلي محمد الجاك” معتمد محلية (شرق النيل) من الشخصيات التي تحظى بقبول واسع وسط مواطني المحلية، وذلك بفضل السياسة التي يتبعها في توفير الخدمات للأحياء دونما استثناء ولجديته في تنفيذ خطط المحلية وعدم التهاون في محاسبة المقصرين.. رغم قصر الفترة التي جلس من خلالها على كرسي “المعتمدية”، لكنه يعرف التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالمحلية، وقد وظّف خبراته في وضع الخطط التي تنهض بالمحلية في كافة المجالات الخدمية من “مياه وتعليم وصحة ونظافة” لتشهد المحلية في عهده نهضة غير مسبوقة.. “المجهر” التقته في حوار لدقائق معدودات أجاب من خلالها بشفافية عالية على الأسئلة المطروحة والمتعلقة بالخدمات وجاءت إجاباته تحمل الكثير من البشرى لمواطني (شرق النيل) خاصة فيما يلي المياه ومصارف الأمطار والنفايات والتعليم وعبر المساحة التالية نتابع ما جاء على لسانه:
{ سعادة المعتمد رمضان كريم؟
ـ رمضان كريم على الأمة الإسلامية والعربية، ونسأل الله أن يعود علينا شهر رمضان، وبلادنا تنعم بالأمن والاستقرار، ونتمنى لأهلنا في شرق النيل الرفاهية والرخاء.
{ ليكن مدخلنا الأول هو محور الاستعدادات للخريف.. فما هي خطط المحلية فيما يتعلق بالترتيبات المتعلقة بالخريف سيما مصارف الأمطار؟
ـ شرق النيل من كبرى المحليات التي تشهد معدلاً عالياً من الأمطار، بجانب السيول التي تأتي من البطانة، مما يعني أننا من أكثر المحليات التي تتأثر بالسيول والأمطار معاً، وكان لابد أن نتحوط لذلك خاصة وأن بعض الشواهد تشير لهطول أمطار غزيرة، بجانب التوقعات العليمة للأخوة في الأرصاد الجوي، ونسأل الله أن تكون أمطار خير وبركة، وهذا الأمر جعلنا نعمل في محورين، الأول هو المصارف الكبيرة وهي مسؤولية وزارة “البنى التحتية”، ونحن لدينا فرعية بالمحلية، أما المصارف الفرعية والمتوسطة مسؤوليتنا نحن في المحلية، لكن من المعلوم أن المصرف إذا لم يصل إلى نهائياته، فإنه لا فائدة منه لذلك فقد قمنا بالتنسيق مع الأخوة في “البنى التحتية” وفق خطة مشتركة ليتم التنفيذ “مباشرة” وربما من السنوات القلائل الاتفاق على أن يكون التنفيذ مباشراً، وقد حشدنا ما يقارب الـ(20) آلية للمشاركة في هذا المشروع.
{ ما نسبة التنفيذ التي تمت في هذا الإطار وهل من قيد زمني لإكمال المصارف خاصة وأن الخريف على الأبواب؟
ـ نستطيع القول إننا أنجزنا (70%) من المشروع الذي يفترض أن يكون جاهزاً في الثلاثين من الشهر الجاري لتكون المجاري الرئيسة والمتوسطة والفرعية مهيأة لتصريف مياه الأمطار والسيول وهو الجانب الهندسي.
أما ما يلينا في المحلية فهو حجز التروس والسدود في منطقة الصابراب “وادي حسيب”، وهي من أكبر المناطق التي تتجمع فيها مياه السيول ونخطط لبناء سد في القريب العاجل، ولكن قبل أن يصبح واقعاً لابد من الحد من كمية المياه، وأيضاً تطهير وإنشاء الحفائر والتي بلغ عددها (40) حفيراً بين تطهير وإنشاء، إضافة لتطهير سدين ونسعى للاستفادة من ذلك في المياه الجوفية “حصاد المياه”، وبنهاية الشهر الجاري نكون أنجزنا (50) حفيراً للاستفادة منها في مجال الاستزراع والرعي لوجود رعاة وماشية كبيرة وهو برنامج ثلاثي “زراعي وحيواني وماشية وأسماك وتعزيز المياه الجوفية”، ونفكر كذلك في استزراع “أسماك” بمناطق السدود ولدينا بحوث أثمرت عن وجود مياه عذبة في كل منطقة تم فيها “حصاد مياه”، فما تم من حفر آبار بتلك المناطق كشف لنا عن وجود مياه عذبة بتلك الآبار، مع العلم أن تلك المناطق كانت تعاني مشاكل مياه قبل “حصاد المياه”، وخطتنا تتمثل في الاستفادة من “حصاد المياه” في أكثر من (8) مناطق كانت بها مشاكل مياه، وفي خطتنا الكلية عمل أكبر عدد من السدود والحفائر لاستغلالها في هذا الجانب ويمثل هذا الأمر الجانب الايجابي من الخريف.
{ ما حجم الانجاز في مجال “حصاد المياه”؟
ـ أنجزنا أكثر من (90%) من مشروع حصد المياه، وأيضاً ولمرور مياه الأودية وعبورها بالطرق الرئيسية، قمنا بعمل “مزلقانات” بصورة علمية خاصة، وقد كانت هنالك عيوب في السابق تسبب الضرر للمواطنين بحجز الإسفلت للمياه.
{ هل وقفتم على المصارف ميدانياً؟
ـ نعم فقد قمنا بثلاثة طوافات للوقوف على المصارف واطمأننا على أنها تقوم بالمهام حتى المصب، ووصلنا حتى البوابات التي تصب مياهها في البحر، وكان معنا الأخوة في البنى التحتية في أحد الطوافات، بجانب طوافين يخصان المحلية.
{ ماذا تم بشأن المياه المالحة ببعض المناطق سيما الوادي الأخضر إلى جانب الحلول المقترحة لازمة المياه بأحياء شرق النيل؟
ـ لدينا محطة ضخمة جداً تنتج (300) ألف متر في اليوم، وهي تسقي مناطق عديدة بما فيها الوادي الأخضر وهو الخطة الإستراتيجية، وستكون جاهزة في فترة ما بين سنة ونصف لسنتين، لكن منطقة الوادي الأخضر كان بها بئر كبيرة الإنتاج تساوي “سبعة آبار صغيرة”، وحسب مخططاتنا حفرنا بئر صغيرة، ولكن قبل توصيل الكهرباء لها تحولت البئر إلى “جافة” بسبب الآبار الجوفية، وهذه البئر تعمل الآن بمولدات وإنتاجها متدنٍ، ولكنها ستعمل بالكهرباء خلال يومين ليكون إنتاجها أكبر.. ولدينا معالجات أصيلة في خط مياه 18 بوصة من بحري وصل الآن حتى طلمبة “بتروناس” بود دفيعة وستتفرع منه ثلاثة خطوط رئيسة إلى”القادسية والشقلات والبنداري”، وهي ستحل مشاكل معظم المناطق التي بها مشاكل مياه، كذلك قمنا بحفر عدد (9) آبار جوفية، وسنقوم بحفر أربعة آبار أخرى لنحل الإشكالية المتمثلة في حاجة المواطنين.
{ هل من تقدم في مجال النفايات؟
ـ قمنا بوضع خطة من ثلاث مراحل في مجال النفايات، حيث كانت لدينا أكثر من (100) عربة نفايات والذي يعمل منها (50%)، ورفعنا العدد إلى (70%) بمجهود من المحلية ودفعت ألينا ولاية الخرطوم بعدد 12 عربة جديدة منحتنا (10%) إضافية، والآن لم نصل لأكثر من (80%) نسعى لان نصل إلى (100%) خلال الفترة المقبلة، ولكن كانت لدينا مشاكل منها عدم وجود محطة وسيطة، وبالتالي كانت العربات تذهب إلى “حطاب” (35) كيلو ذهاباً وأخرى إياباً، والآن لدينا محطة تبعد (7) كيلو من المحلية، ونقول إن النفايات مسألة ثقافة كلما كان للمواطنين دور في كيفية التعامل معها كلما ساعدونا في القيام بواجبنا على أكمل وجه.
{ هل أنتم راضون عن دور المحلية تجاه النظافة؟
ـ لسنا راضين عن النظافة رغم التقدم الملحوظ والمرئي، ونقول إن هنالك قصوراً نسعى لإكماله، ولكن يجب على المواطن الالتزام بزمن العربة وكيفية التعامل مع النفايات، إضافة لدوره تجاه الحي الذي يسكنه، ونحن قمنا بحوالي 15 حملة في الأحياء المختلفة بمشاركة عدد مقدر من الشباب والمنظمات والمجتمع المدني، ونركز أن يكون توقيت الحملات في رمضان والأعياد، لأن معدل النفايات يكون أكبر ونحن بذلك أردنا أن نوصل رسالة للمواطن في كيفية التعامل مع الحملات، وفي مشاركته في نظافة بيته وحيّه.
{ ما هي جهود المحلية في مجال التعليم؟
ـ في المجال التعليمي لدينا خطة متكاملة هدفها الأساسي فك الازدحام والاختلاط وسط التلاميذ والطلاب، وقد وجدنا أن حاجتنا الأساسية لعدد (200) فصل، وحتى نتيح الفرصة للمواطنين للمشاركة فقد منحنا الجهد الشعبي نسبة (50%)، بمعنى أن تسهم المحلية ببناء (100) فصل مقابل (100) فصل يتم تشييدها عبر الجهد الشعبي، وكانت لنا تجربة رائدة في هذا الصدد، إذ إننا دعمنا مدرسة الجريف شرق بعدد (3) فصول، فكان أن التزموا هم ببناء (8) فصول، وبالتالي فإننا نريد أن نحث المجتمع ليشارك عبر الجهد الشعبي واستثنينا ثلاث أو أربع مناطق نسبة لوجود إشكاليات بها، تتمثل في ضعف المجتمع وبإذن الله تعالى ستكون الفصول المذكورة جاهزة قبل بدء العام الدراسي الجديد بعد أن وقفنا على ذلك من خلال عملية التسليم والتسلم للمقاولين، وبجانب ذلك هنالك معالجات أخرى تتمثل في الردميات والمصارف، وقد قمنا بعمل “تشوين” كاحتياطي “ردميات” في ثلاث مناطق تحسباً لأي طارئ ولدينا آليات من قلابات وغيرها ولا توجد مشكلة في الإسعاف.
{ ماذا تم بشأن الصحة
الصحة من البرامج الراسخة التي نجتهد فيها وفي كل مرة نفتتح مركزاً أو شفخانة ريفية وقريباً نفتتح مستشفى الشهيد “الجعفري”، وكنا في زيارة برفقة وزيري الصحة والمالية، وجاءت الزيارة بغرض حل إشكالية التعثر في الدفعيات للمقاول، وقد تم الحل والآن ليست لدينا مشكلة، وأصبح لزاماً علينا إكمال المستشفى المرجعي ليخفف العبء على مستشفى (شرق النيل) والبان جديد، ونخطط أن تكون سعة المستشفى أكبر من 300 سرير، وبإذن الله وبنهاية العام الحالي نفتتح المستشفى لنكون قد أحكمنا الجانب الصحي.
{ هنالك أزمة في المواصلات بشرق النيل إلى جانب تحايل بعض أصحاب المركبات بتقسيم المسافات بين الخطوط المختلفة، إضافة لبعض الشكاوى من عدم الالتزام بالتعرفة.. ترى ما هي رؤيتكم لحل تلك الإشكاليات؟
ـ من المعلوم أن الخطوط مجازة من البنى التحتية وأن الذي يتحايل فهو “يتحايل” على القانون، وقد جاءتنا بعض الشكاوى وحرصنا على التحرك الفوري للتأكد من صحتها حتى تكون المعلومات صحيحة ودقيقة وربما تسبب الفراغ الذي أحدثه عدم وجود لجان شعبية في السابق أحد الأسباب في هذه الشكاوى، ولكن وبتكوين اللجان الشعبية مؤخراً، فإننا نتوقع مساهمتها في حل تلك المشاكل بتحويل الشكاوى إليها، وأيضاً نتوقع أن يسهم السوق المركزي نهاية العام الحالي في ضبط خطوط المواصلات.
{ما هي الأولويات بالنسبة لمحلية شرق النيل من بين الخدمات؟
ـ أولوياتنا هي بالترتيب المياه والتعليم والنظافة والصحة، ولدينا خطط وضعناها بكل دقة ونسعى لتطبيقها وإنزالها إلى أرض الواقع وفق المدى الزمني، فمثلاً بالنسبة للمياه هنالك خطة متوسطة تنتهي بنهاية الشهر الحالي، وأخرى طويلة المدى “إستراتيجية” وبتطبيقها تشرب جميع أحياء المحلية من النيل باعتبار أن مياه الآبار تصاحبها كثير من المشاكل.
{ مقاطعة.. نرجو مزيداً من التفصيل بشأن الخطة الإستراتيجية للمياه ومداها الزمني؟
ـ كنا نرتب لإنتاج 50 ألف متر من المياه لنصل إلى الكمية المطلوبة عبر مراحل، ولكن هدية دولة الإمارات جعلتنا نستفيد من ذلك في إنتاج 300 ألف متر في مرحلة واحدة بدلاً عن مراحل متعددة وبإذن الله سنطوي ملف المياه في فترة بين سنة ونصف إلى سنتين.. وما يؤكد جديتنا في حل مشكلة المياه أننا عيّنا مستشاراً لمتابعة ملف المياه، بمعنى أن عمله محصور في هذا الملف.
{ هل للمحلية رؤية بشأن تنظيم الأسواق سيما وأن هنالك أسواقاً لا يعلم أحد من المسؤول عن الإشراف عليها وعلى سبيل المثال سوق “المزدلفة” الذي تشوبه بعض العشوائية في إدارته بظهور كشك في كل يوم دون الحصول على تصديق؟
ـ نحن لدينا خطط واضحة في كافة المجالات والأسواق ليست استثناء، لكننا بدأنا بالأسواق الكبيرة في بداية الأمر حينما خصصنا حملات منتظمة لسوق “ستة” بـ”الحاج يوسف” وأيضاً سوق “حلة كوكو”، وستتواصل الحملات للأسواق الطرفية، وقد جاءت ردود الأفعال بالنسبة لتلك الحملات ما بين مؤيد ومعارض من قبل المواطنين، ولكن ثق أن “أي زول ما قاعد بصورة صحيحة سنزيله”،ونحن نسير بصورة جيدة في هذا الآمر وبخطوات واثقة ووفقاً لبرنامج متكامل.
{ ما هي أبرز المشروعات التي ستكتمل في القريب العاجل ويمكن وصفها بالانجازات؟
ـ صرفنا على التعليم ما يقارب الـ(43) ملياراً وقبل بدء العام الدراسي سنفرغ من بناء (200) فصل لفك الاختلاط والتزاحم وسط التلاميذ والطلاب، وكذلك بذلنا مجهودات مقدرة في ملف المياه وصرفنا ما يقارب الـ(30) مليار خاصة فيما يخص حفر الآبار والسدود “سد الصابراب”، وستنتهي الأزمة تماماً في فترة لا تتجاوز العامين. أما بالنسبة للصحة فقد افتتحنا عدد (7) مراكز صحية منها مركزان مرجعيان، وبافتتاح مستشفى الشهيد الجعفري المرجعي نهاية العام الحالي سنكون قد قطعنا شوطاً بعيداً في الصحة، وكذلك زيادة عدد عربات النظافة بالمحلية وصل بالنسبة إلى (80%) إلى جانب مصارف الأمطار ورصف طريق (ود أبو صالح) بنهاية العام الحالي، إلى جانب بعض الطرق الفرعية، وأيضاً افتتاح السوق المركزي بنهاية العام الحالي، وتوفير الرميات للمناطق التي بحاجة لها ولمقابلة طوارئ الخريف.
{ ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟
ـ الشكر كل الشكر لصحيفة “المجهر السياسي” وهي تسعى لعكس ايجابيات وسلبيات المحلية، وفي اعتقادي أن للكلمة أثراً في تحفيز المواطن ليكون ايجابياً مع المشاريع، وأرى أنه مشارك بفعالية، وأيضاً فإن الصحافة تبصر الناس بالقصور وتنبههم والمسؤولين لأشياء ربما تكون خافية ليصل إليها الإصلاح، وبرأيي أن للصحافة دوراً أصيلاً في المشاركة مع المواطنين والمسؤولين في الوصول إلى الحقائق وعكسها وإبرازها، وأكرر شكري لكم وأسأل الله أن تكون محلية شرق النيل في مقدمة محليات الولاية.
المجهر السياسي