قال وزير الخارجية السوداني إن مبعوثا من الرئيس الأوغندي التقى، الإثنين، الرئيس عمر البشير وطلب منه دعم مرشح بلاده لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وكشف أن البشير سيسجل زيارة ثانية إلى كمبالا قريبا.
JPEG – 28 كيلوبايت
البشير يستقبل بمطار الخرطوم ـ 15 سبتمبر 2015 (صورة من سونا)
وأفادت الخرطوم أخيرا بأن الرئيس البشير كثف اتصالاته بنظرائه الأفارقة لمساندة مرشحي السودان في انتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقي، حيث دفع بكل من وكيل وزارة الخارجية السابق رحمة الله محمد عثمان، لمنصب مفوضية الشؤون السياسية، ووزيرة الرعاية الاجتماعية السابقة أميرة الفاضل لمفوضية الشؤون الاجتماعية.
وقال وزير الخارجية ابراهيم غندور إن المبعوث الأوغندي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أوكيلو بأوريم وصل الخرطوم، الإثنين، وسلم البشير رسالة خطية من نظيره الأوغندي يوري موسيفني.
وأكد غندور للصحفيين أن المبعوث تقدم بطلب لدعم مرشح أوغندا لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، وجدد حرص السودان على تضامن القارة الأفريقية، قائلا “كل جهد أفريقي مشترك نحن ندعمة ونقف معه.. نحن من أنصار التضامن والوحدة الأفريقية”.
وتشمل الترشيحات في مفوضية الاتحاد الأفريقي منصب رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، الذي تتولاه الآن الجنوب أفريقية نكوسازانا دلاميني زوما، إلى جانب منصبي نائبي رئيس المفوضية والمفوضين الثمانية. وبلغ جملة المرشحين 34 مرشحا للحقائب المختلفة.
وقال المبعوث الأوغندي للصحفيين: “الرئيسان البشير وموسيفني قويان ولديهما تاثير قوى في المنطقة ويجب أن يتعاونا من أجل مصلحة شرق أفريقيا”.
وتشير “سودان تربيون” إلى وجود خمس مناطق في الاتحاد الأفريقي يتم الترشيح على أساسها “شرق وشمال وغرب ووسط وجنوب أفريقيا”. ويقع السودان وأوغندا ضمن منطقة شرق أفريقيا في مقابل دول غرب ووسط أفريقيا التي تسيطر على أجهزة الاتحاد الأفريقي.
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية أن البشير سيزور أوغندا قريبا ـ من دون أن يحدد موعد الزيارة بشكل قاطع ـ، منوها الى تأكيدات البشير على عمق وقوة العلاقات السودانية والأوغندية.
وسجل البشير في مايو الماضي زيارة نادرة الى أوغندا، امتدت ليومين وأجرى خلالها محادثات رسمية مع موسفيني. وتولى الرئيسان الأوغندي والسوداني السلطة في أواخر الثمانينات ودائما ما اتسمت العلاقات بين بلديهما بالعداء قبل أن تشهد انفراجا منذ عام.
وتابع غندور “إن رئيس الجمهورية أكد أهمية التنسيق في كل القضايا الإقليمية والدولية التي تهم المنطقة، وخاصة شرق افريقيا بجانب التنسيق لاستكمال السلام وتحقيق الأمن في جنوب السودان ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله”.
وقال إن اللقاء تطرق الى مجمل القضايا الإقليمية والدولية والأوضاع بجنوب السودان وبورندي وسبل تحقيق السلام بشرق أفريقيا، لافتا الى أن المبعوث الأوغندي أكد دعم بلاده للسودان أمام كل التحديات التي تواجهه، على رأسها المحكمة الجنائية الدولية والحصار.
وأشار المبعوث ـ وفقا لغندور ـ الى أهمية الأسراع فى انعقاد اللجنة الأمنية والوزارية المشتركة بين البلدين خلال الفترة القادمة مؤكدا حرص أوغندا على تطوير وتعزيز علاقاتها مع السودان.
وحول طلب قادة الحركات المسلحة في دارفور توسط الرئيس الأوغندي، قال غندور “لسنا الآن في حاجة لوسطاء مع احترامنا لكل الأشقاء”، لافتا الى أن هناك وساطة رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي والرئيس عبد السلام أبوبكر وهي تسير في طريق أكمال السلام.. المطلوب هو الأسراع في توقيع خارطة الطريق بدون شروط”.
من جانبه أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي موقف بلاده الرافض للمحكمة الجنائية الدولية، وقال “موقف أوغندا والرئيس موسيفني ثابت ولن يتزحزح.. البشير له أحقية بأن لا يحاكم وأوغندا ستستمر في موقفها الثابت الذي أعلنه الرئيس موسيفني أثناء حفل تنصيبة”.
وكان موسيفني سخر لدى زيارة نادرة للبشير إلى كمبالا للمشاركة في مراسم تنصيبه في مايو الماضي من المحكمة الجنائية الدولية واعتبرها عديمه الجدوى.
وأشار المبعوث الأوغندي الى عمق العلاقات بين البلدين، وقال إن نقطة التحول في العلاقات كانت في سبتمبر 2015 إبان زيارة موسيفني للسودان ومشاركة البشير في حفل تنصيب الرئيس الأوغندي.
وقال “اننا جيران ولا بد أن نحول هذه العلاقات الى علاقة بناء تصب في مصلحة الشعبين وتقوية العلاقات السياسية والاقتصادية”، مشيرا الى الامكانات التي يذخر بها السودان.
ودعا الى أهمية تفعيل اللجنة الأمنية المشتركة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين والتصدي للحركات المسلحة وأكد انه سيكون هناك تنسيق مشترك بين الجانبين في هذا الصدد، مؤمنا على ضرورة حل قضايا القارة في الإطار الأفريقي.
وتبادلت الخرطوم وكمبالا اتهامات بدعم وإيواء جماعات متمردة على البلدين حيث اتهم السودان أوغندا باستضافة متمردي دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بينما اتهمت أوغندا الخرطوم باستضافة قادة جيش الرب.
sudantribune