محمد المعتصم حاكم : تحديات في مواجهة الأزمة

خمس قضايا أساسية تردّ للاقتصاد السوداني اعتباره وتعافيه من كل الأدران والأمراض إذا أردنا إعادتها إلى سيرتها الأولى وتأتي أولا على قمة تلك القضايا استرداد عافية الخدمة المدنية ، ذلك الصرح الإداري الذي تنبني عليه كل النجاحات في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية وحتى التربوية الوطنية السليمة ،وهذا لن يتأتى إلا عبر قرارات وتطوير للإنسان السوداني الذي صنع الهيبة والمثالية للخدمة المدنية كإدارة حافظت على النمو الاقتصادي لعشرات السنين بعد الاستقلال ،إلى أن أصبحت بغياب التطوير والتدريب مهنة ما لا مهنة له ، وبالتالي فإصلاحها سيكون الأرضية التي يمكن ان تنبني عليها كل الخطط التنموية القادمة ، وثانيا العودة لمزيد من الاهتمام بمشروع الجزيرة وكل الزراعة في بلادنا شريطة أن توجه كل عائدات البترول والذهب للزراعة والتصنيع الزراعي والثروة الحيوانية وصناعة اللحوم ، وتأتي الأهمية بعد ذلك إلى ثالثا، وهو استعادة وتطوير السكة حديد.. ذلك الناقل قليل التكلفة والذي يمكن أن يربط كل السودان بعضه ببعض ،ويقلل تكلفة المنتجات المنقولة في كل الولايات ،ونحن نملك أرضا مسطحة تساعد في ربط خطوط السكة حديد من حلفا وحتى الجنينة في أقصى غرب السودان ، والقضية الرابعة والهامة جدا تتعلق بعودة أسطول الخطوط البحرية السودانية التي كان تشق البحار والمحيطات في زمن كانت معظم دول الجوار لا تملك ذلك العدد الكبير من البواخر السودانية المشهود لها بالكفاءة والنقل الآمن، فعودة الخطوط البحرية ستسهم كثيرا في دعم الاقتصاد السوداني ، والبحر الاحمر موجود ،وليس أمامنا سوى البحث عن ممول أو شريك دولي لتعم الفائدة الجميع، وحينما نتحدث عن الخطوط البحرية تأتي الخطوط الجوية السودانية خامسا لأهميتها وتاريخها كناقل لا تغرب عنه الشمس ،فلقد اشتهرنا في أزمان ماضية بأن خطوطنا الجوية كانت مميزة بفضلها الأوربيون في ترحالهم إلى افريقيا وكثير من الدول العربية، خاصة أن موقعنا الجغرافي قد ساعد كثيرا في اختصار المسافات للمسافرين ، وكانت لنا رحلات منتظمة إلى (لندن) وفرانكفورت والعاصمة الفرنسية باريس ، كما كانت لنا شراكات متعددة مع كثير من الخطوط الجوية العالمية ، ناهيك عن الرحلات اليومية الى القاهرة وجدة في المملكة العربية السعودية ، وأعتقد أنه ليس هناك معوقات أمام استعادتنا تلك الصروح الاقتصادية، خاصة ونحن على مشارق مخرجات الحوار الوطني الذي على رأسه المسألة الاقتصادية والتي ستتوج بالنجاح ،إن شرعنا في إعادة بناء كل الذي تصدع في الماضي ، والعقلية السودانية الذكية تستطيع أن تعيد تلك السيرة القديمة لتصبح واقعاً .

Exit mobile version