تشهد الأرجنتين قضية فساد غير مسبوقة أبطالها وزير سابق أوقف بينما كان يخفي في دير تسعة ملايين دولار، وراهبة انبرت للدفاع عنه، ومحاميته التي كانت مغنية مشهورة.
فقد كان وزير الأشغال العامة خوسيه لوبيز العضو في حكومة نستور ثم كريستينا كيرشنر من 2003 إلى 2015، والنائب في برلمان المجموعة الاقتصادية لأميركا الجنوبية (مركوسور) واحدا من الموظفين الذين وصلوا إلى الحكم بفضل آخر رئيسين للأرجنتين.
وأوقف الثلاثاء 07 حزيران 2016 بينما كان يرمي 160 حقيبة تحتوي على دولارات ويورو وساعات، من فوق بوابة دير الجنرال رودريغيز الذي يبعد 50 كلم عن بوينوس يرس على أثر معلومات من أحد سكان الضواحي لفتت نظره سيارة متوقفة أمام الدير عند منتصف الليل.
وتصفه إحدى راهبتي الدير التي كان يزورها مرة في السنة مع رئيسه وزير التخطيط خوليو دو فيدو، بأنه “رجل مستقيم”.
رفض الكلام
وقال رئيس مصرف “بانكو بروفينسيا” خوان كوروشيت “لدينا 8،982 ملايين دولار و153 ألفا و610 يورو و425 يوان و49 ألفا و800 بيزوس وورقتين نقديتين من قطر”.
وكان خوليو دو فيدو وزيرا للتخطيط طوال اثني عشر عاما، وقد اعتمد خلال هذه الفترة على مساعده خوسيه لوبيز. وهما الوزيران الوحيدان اللذان استثنتهما التعديلات الوزارية.
وقالت إحدى الراهبتين في تصريح لإذاعة أرجنتينية، أن خوسيه لوبيز الذي اعتقل في مطبخ الدير “كان مصابا بشيء من الجنون. كان يقول “سيزجون بي في السجن”. سألته لماذا فأجابني “لأني سرقت المال حتى أساعدكم”، كما أضافت الراهبة المسنة.
وبحثت فرناندا هيريرا محامية خوسيه لوبيز ومغنية الكومبيا السابق عن ظروف تخفيفية لموكلها. وقالت “إنه يعاني من الهلوسات، ويسمع أصواتا ويهذي”. لكن كلامها لم يقنع أحدا.
وعلى سبيل الاحتياط، أجريت للوزير السابق فحوص في إحدى المستشفيات، وأعلن الأطباء أنه في الإمكان استجوابه واستمرار بقائه في السجن.
ولم يتذكر خلال جلسة الاستماع يوم الخميس 16 حزيران 2016، تاريخ ولادته وامتنع عن الكلام في مكتب القاضي الفيدرالي دانيال رافيكاس الذي كان يريد الاستماع إلى إفادته في إطار التحقيق حول الإثراء غير المشروع.
وصرخ أيضا خلال جلسة الاستماع الأولى معلنا أنه يريد الكوكايين وضرب رأسه بالجدار. وقالت المحامية “سيتحدث عندما يقرر الإدلاء بما لديه”.
عار
ومنذ وصول الرئيس ماوريسيو ماكري من وسط اليمين إلى الحكم في كانون الاول/ديسمبر، بدأ القضاء الأرجنتيني ملاحقات تشمل عددا كبيرا من مساعدي كيرشنر المقربين.
ويقبع أحدهم، وهو رجل الأعمال لازارو بايز، في السجن منذ الخامس من نيسان/ابريل 2016. وقد أثرى بطريقة غير مشروعة عبر مشاريع للبنى التحتية في اقليم سانتا كروز، المعقل السياسي لآل كيرشنر.
ففي إحدى حانات مدينة ريو غاليغوس في هذا الأقليم نفسه، تعرف خوسيه لوبيز إلى نستور كيرشنر في التسعينيات من القرن الماضي.
ويشتبه لياندرو ديسبو الرئيس السابق لديوان المحاسبة، من 2002 الى كانون الثاني/يناير 2016، بأن مسؤولين في تيار كيرشنير اختلسوا مبالغ طائلة وحصلوا على رشى من مؤسسات التي تنفذ مشاريع الأشغال العامة.
وقال إن “الأموال القذرة كانت بالعملات الصعبة. والطريقة الوحيدة لإخفاء الأموال هي طمرها. لم تتوافر وسيلة لإخراجها من البلاد”.
وفي تحالف “جبهة الانتصار” الذي دعم آل كيرشنر، يعرب رفاق لوبيز عن استيائهم. وقال أحدهم “ندين أي تصرف ينطوي على فساد. على القضاء القيام بواجبه على ما يرام. وإذا تبين وجود لصوص، فمن الضروري أن يذهبوا إلى السجن”.
وذكرت صحيفة “كلارين” أن هذه القضية “رصاصة قاتلة لتيار كيرشنير”.
وقال حاكم إقليم سالتا، خوان مانويل اورتوبي “هذا عار على الطبقة السياسية. من واجب القضاء الإسراع في التحرك لكي لا يظن الناس أن جميع رجال السياسة فاسدون”.
مونت كارلو