فوجئ الإخوان المسلمون بالسودان ـ شيوخهم وشبابهم ـ يوم السبت الماضي السادس من رمضان 1437هـ ببيان صادر من المراقب العام ـ لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان الشيخ علي جاويش رأى كثير من الإخوان أنه لا تنقصه سوى الموسيقى العسكرية ليكون انقلابا عسكريا كامل الدسم؛ وذلك بعد ما قرر في بيانه تعطيل المؤتمر العام المزمع عقده بعد عيد الفطر، وتعطيل الأجهزة القائمة بما فيها المكتب التنفيذي ومجلس الشورى واللجان التابعة لهما. ومضى بيان الشيخ جاويش إلى أبعد من ذلك وقام بتكوين مجموعة لإدارة العمل مع المراقب، لتكون بمثابة مكتب تنفيذي جديد وتلا ذلك تكوين هيئة شورى جديدة. أمس الاول التأمت جلسات مجلس الشورى بمنزل الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، وخلص اجتماع مجلس الشورى إلى إعفاء الشيخ علي جاويش من منصبه كمراقب عام لـ(الإخوان المسلمين)، وانتخاب الشيخ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، مراقبا عاما إلى حين قيام المؤتمر العام، فيما يلي تحاور “الصيحة” الشيخ علي جاويش (المراقب – المقال) والمهندس الصادق ابو شورة الامين السياسي لجماعة الإخوان المسلمين حول التداعيات الأخيرة فماذا قالا؟….
جاويش: أنا المراقب واجتماعات الشورى شأن يخصهم
كثيرون بايعوني (كمراقب عام)
من أراد أن يكون أخاً مسلماً عليه أن يجتمع معنا
*بداية الشيخ جاويش على ماذا كان الخلاف؟
– الخلاف على احترام الدستور والحفاظ على كيان الجماعة وهذه القرارات التي اتخذها اجتماع مجلس الشورى الأخير نحن في تقديرنا دمرت الدستور واخترقته وتدمر الجماعة، ولذلك نرى أن الجماعة مقبلة على هاوية تريد أن تقع فيها، نحن كإخوان مسلمين على ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه مرجعيتنا قبل أن نعرف الدستور والقوانين والمجالس والتصويت.
*هل يعني ذلك أن القوانين واللوائح ليست لها سلطة موجهة لكم؟
– القوانين واللوائح نحن الذين صنعناها ونحن الذين نبدلها ونغيرها لنحمي بها الجماعة أما ان تصبح هذه القوانين هي الغاية والجماعة تضحي من أجلها فهذا خرق للأمور ونحن نحافظ على الجماعة وهذا الأصل والقوانين وسائل ولا يمكن أن تصبح غاية لأن الغاية حماية الجماعة والاستمرار والعبور بها من كل الفتن، نحن أردنا حماية الجماعة بحماية القوانين.
*لكن قراراتك بالحل هي تعطيل للقانون وليست إعمالاً له؟
-هم الذين دمروا القانون في قرارات مجلس الشورى الأخيرة ونحن أردنا حماية الجماعة بحماية القانون وهذا وضحناه في كل بياناتنا.
*هل مازلت المراقب العام أم انصعت لقرار مجلس الشورى بعزلك وتنصيب د. الحبر؟
– أنا المراقب العام للإخوان المسلمين ولمن أراد أن يستمر أخاً مسلماً فنحن إخوان مسلمون قبل اللوائح والقوانين فلينصبوا من شاءوا ونحن لا شأن لنا بذلك فنحن إخوان مسلمون وانتهى البيان.
*ما الأثر الذي يمكن أن تتركه هذه الهزة على الوحدة التي نشدتها الجماعة مؤخراً؟
-هذه المجموعة المتوحدة تتبع للجماعة الأخرى ونحن لا ننشغل بهذا.
*هل يمكن أن تكون هذه المجموعة المتوحدة جزءاً من الأزمة؟
-ربما يكون وجودهم جزءاً من المشكلة العامة أو سبباً من الأسباب ونحن لم نقل هذا صراحة وما نراه من أسباب المشكلة قلناه تفصيلاً في بياناتنا ولا نريد الخوض.
أين الشريعة الآن؟
-نحن إخوان مسلمون وهناك عدد كبير من الإخوة بايعوني في اليومين الماضيين على أنني المراقب العام، ما تم من قبل الجماعة الأخرى من قرارات في الاجتماعات شأن يخصهم.
*هل هناك أي اتجاه لتغيير اسم الجماعة؟
-ما أعرفه هناك جماعة باسم الإخوان المسلمين عمرها (60) سنة وستستمر بهذا الاسم ونحن ندعو من أراد أن ينتظم في هذه الجماعة حسب نظامها أن يبايبع المراقب العام علي جاويش على هذا، ويستمر، والآن نحن كإخوان مسلمين انخرطنا في النقاش منذ أسبوع وكل من أراد أن يكون أخاً مسلماً عليه أن يجتمع معنا ويبايع ويستمر.
وهذه الأزمة هي الثالثة التي يمر بها التنظيم، الأولى كانت على أيام الترابي في الستنييات وهو أكبر انشقاق يشهده الحزب والثانية قادها عثمان أبو نارو في نهاية السبعينيات.
*في ماذا عدم الالتزام بالدستور؟
-هذا خرق قامت به مجموعة يقودها الحبر نور الدائم انعقد مجلس وتمت مبايعته مراقباً عاماً وفصلت المراقب العام والذين توحدوا معنا مؤخراً هم تبع لهم.
*لماذا تعجلوا في عزلك وهناك مؤتمر عام يعد له يمكن أن يحسم كل الخلافات؟
-انا أصدرت بياناً أعتبره جاء في مرحلة مفصلية وحاسمة في تاريخ الجماعة للمحافظة عليها، لذلك قررت تعطيل مجلس الشورى والمؤتمر العام لحماية الجماعة وهم كرد فعل أصدروا قرارهم غير المسنود بشرعية فصلوا فيه المراقب العام، وأنا كذلك اتخذت قرار التعطيل كرد فعل لما تم في مجلس الشورى.
* المحافظة على التنظيم من ماذا؟
– الداعي هو إنقاذ الجماعة وأن تصبح الجماعة هي الغاية وليست الوسيلة وأن يصبح الدستور المدمر ويراد أن يتم عبره تدمير الجماعة بأن يصبح سبباً لضرب الجماعة لتحقيق أغراض ذاتية.
كيف هي جماعة دعوية وتكون غايتها مصالح دنيوية شخصية؟
للحقيقة أقول إن ما ظهر من منهج هذه المجموعة أنها تريد أن تبعد الجماعة من منهجها وقد أعلنوا أنهم يريدون تغيير الجماعة لحزب سياسي.
هل أنتم ضد فكرة أن تتحولوا لحزب سياسي؟
دعنا من ضد ومع، ماذا فعلت الأحزاب السياسية في السودان؟! ثم نحن جماعة على منهج النبوة كيف تتم مقارنتنا بالاحزاب التي تسعى للمال والسلطة.
لكن كجماعة الضرورة تحتم عليك أن تتعاطى السياسية؟
نحن تعاملنا سياسياً وخضنا الانتخابات والسياسية جزء من الدين، نحن نتعامل وفق ديننا ونحن جماعة على منهج النوبة لكن حزب سايسي على منهج من وربنا سبحانه وتعالى يقول: (ماذا بعد الحق إلا الضلال) ونحن على كيف نذهب للضلال.
*من الذي ينادي بالتحول لحزب؟
– لا يهم من يتبنى الدعوة إليه المهم سيطرح التحول لحزب وسيناقش وسيقبل، لكن أنا على موقفي رافض لفكرة التحول من جماعة لحزب لأنني على منهج ما قال الله وقال الرسول.
*ألهذا استعجلت قطع الطريق على هذا التحول؟
-نعم أنا أردت أن أنقذ الجماعة من الوقوع في الهاوية.
أبوشورة: تفاجأنا بقرارات (جاويش) المخالفة للنظام الأساسي
ليس من حق المراقب العام أن يتخذ مثل هذه القرارات
ما تم من عزل لجاويش أمر عادي يحدث في أي كيان
*مهندس أبوشورة بداية ما سبب الخلاف الذي نشب فجأة داخل التنظيم؟
– نحن تفاجأنا ببيان المراقب العام الشيخ علي جاويش في السادس من رمضان الذي حل فيه مجلس الشورى والمكتب التنفيذي وعطل المؤتمر العام وهذا في واقع الامر مخالف للنظام الأساسي واللوائح التي يعمل بها تنظيم الإخوان المسلمين.
*أليس من حق المراقب العام أن يتخذ مثل هذه القرارات؟
– ليس من حق المراقب العام أن يتخذ مثل هذه القرارات والنظام الأساسي لم يعطه هذا الحق، طبعاً المؤتمر العام هو أعلى جهاز تنظيم وهو الذي ينتخب مجلس الشورى الذي يختار من بين عضويته شخصاً لمنصب المراقب العام وهنا مجلس الشورى هو سلطة أعلى من المراقب العام وهو الذي يقوم باختيار ومراقبة أدائه وعزله إن دعى الأمر، وهنا السؤال المحير كيف للفرع أن يتغول على سلطات الأصل.
* لكن المراقب العام يقول إنه أقدم على هذه الخطوة بعد أن استشعر أن الجماعة تكاد تنحرف؟
– وإن كان كما ذكر في بيانه أنه يرى أن شبح الانحراف يتهدد الجماعة كان عليه أن يعالج هذا في إطار الدستور واللوائح والمؤسسات مثلاً أن يدعو مجلس الشورى لاجتماع أو المكتب التنفيذي لاجتماع طارئ لكن ما قام به طريقة غير دستورية وبهذا أدخل الجماعة في إشكالية وشق لصف الجماعة وإن كان حريصاً على وحدة الجماعة كان عليه أن يدير الأمر بحكمة وفق اللوائح والقوانين التي تحكم الجماعة، الرأي الذي اتخذه فضيلة المراقب فيه فردية وتسلط، فيه خروج عن المألوف وما لم يعهده الإخوان من قبل.
*المراقب العام قال إنه رافض محاولة مجموعة تحويل التنظيم لحزب؟
_هذا حديث غير صحيح وما دليله على أننا ندير التنظيم بالتوهمات والأوهام الشيخ جاويش هو حضور في كل أنشطة التنظيم وهو أمير الجماعة وعليه أن يأتي ببينة على تهمته هذه للمنتسبين للجماعة وهو لم يسمهم وهناك الكثير من التهم التي وجهها في بيانه .
* لماذا لم تواجهونه بها ؟
_ شيخ جاويش منذ أن اخرج البيان وقد أثار فيه ثلاث نقاط وهي ضعيفة قال إن هناك مجموعة تريد أن تنحرف بالجماعة لحزب سياسي وقضية التحول لعمل سياسي ليست تهمة لأنها أساس عمل الجماعة ومكملة له وحتى هذه لم تتم وهي كانت مجرد مناقشة بين أفراد عام 2012.
*هل تم طرح هذه رؤية التحول للحزب وما ملخصها؟
_ لم تتطرح في أي مستوى تنظيمي وكان رؤيتهم أن تكون للتنظيم واجهة سياسية لممارسة العمل السياسي حقيقة ويرون أننا نمارس العمل السياسي بضعف، وهذه الرؤية لم تضمن حتى في أوراق المؤتمر ولم يتم الحديث عن التحول لحزب فهذه ادخلها الشيخ جاويش تعسفا فيما استند عليه .
*أما النقطتان الأخرتان اللتان اوردهما في بيانه ؟
_ايضا تحدث عن جيوب في الجماعة وهذا غير صحيح وحتى أن كانت موجودة كيف تتم معالجتها ما اقدم عليه شيخ جاويش بدعوته للإخوان في بيته ومبايعته وإصدار للبيان خلق أكبر جيب من تلك التي لا وجود لها ويتوهمها ولا وجود للجيوب العمل كله يتم وفق المؤسسات .
*هل صحيح أن هناك تيارات مناوئة للطريقة التقليدية؟
_ الآن هناك يقظة وتيار إصلاحي يريد أن ينهض بالجماعة ويتجاوز العمل التقليدي البطيء غير المؤثر والشيخ جاويش لم يستوعب هذا وأراد أن يقاومه .
*من الذي يقود هذا التيار شباب أم مزدوج؟
_ ليسوا هم أشخاص وأنما داخل المؤسسات الناس بدأت تتحدث عن ضرورة أن يتم العمل وفق خطط إستراتيجية ونقوم بعمل مؤثر في واقعنا السوداني والآن نعترف أن جماعة الإخوان في السودان تأثيرها ضعيف في السياسة والدعوة والناس لا تعرف جماعة الأخوان إلا بشيخ صادق أو الحبر لكن عبر عمل حقيقي وملتصق بالمجتمعات كما في العالم، لذك أصبح هناك نداء داخل الصف الإخواني بأنهم يريدون النهوض بالجماعة، هل لأنك قائد هذه الجماعة تريد أن تكبلها .
* في رأيك ما سبب تخوف شيخ جاويش من التحول لحزب؟
_ طبعا شيخ جاويش يعتقد أن التحول لحزب سياسي يراد به تجريف جماعة الإخوان الدعوية من مضمونها وجعلها جماعة سياسية وهي جماعة مهتمة بكل مناحي الحياة والذين نادوا بهذا التحول شخص أو شخصين والقضية الآن لماذا أراد جاويش إقحام هذا الأمر وهو غير موجود، لا في أجندة مؤتمر عام أو حتى نقاش عادي، ليبرر به انقلابه على الشرعية في التنظيم .
*شيخ جاويش يرى أن المجموعة التي جاءت للتنظيم في إطار الوحدة الأخير هم جزء من الأزمة؟
_هذا كلام غير صحيح وهؤلاء إخوان ينتسبون للتنظيم (100%) وشيخ جاويش كان حضورا في كل اللقاءات والتي تمت مع هؤلاء الإخوة في مجلس الشورى والمكتب التنفيذي وأصدر بيانا أيد في الوحدة التي تمت مع هذه المجموعة وعقد مؤتمرا صحافيا إعلان في هذه الوحدة كمراقب عام كل هذا هو شاهد عليه لما يريد أن ينقلب على هذه المجموعة ويريد أن يتهمها بأن جزءا من الأزمة .
* شيخ جاويش معزول بأمر ماذا ؟
_ هو خرق الدستور واللوائح وجاء بعمل لا تسنده أي شرعية ومثل هذه الحالات يبت فيها مجلس الشورى الذي اجتمع ورأى أن ما قام به شيخ جاويش بأنه خروج عن الجماعة وقرر عزله من المنصب كمراقب عام وليس الجماعة .
* لكنه الآن هو يقول إنه المراقب العام الشرعي؟
_ فليقل ما يشاء وأنا اتحدث معك عن قرار المؤسسات التي قررت عزله وتم انتخاب الشيخ الحبر يوسف مراقبا عاما لحين قيام المؤتمر العام الذي تأجل لما بعد عيد الأضحى لأن الذي قام به شيخ جاويش أحدث خللا وربكة في صفوف الجماعة وتحتاج لمزيد من التريس لإزالة الأثر .
* ما تحصيناتكم لمنع حدوث انشقاق داخل الجماعة؟
_ التحصينات بيعة شيخ الحبر والجميع مؤيد له وملتزم بالدستور والالتفاف حول القيادة الشرعية ممثلة في الحبر بنسبة كبيرة جدا واختيار الحبر هي رؤية مجلس الشورى بأنه الأنسب لهذه المرحلة وعلى الجميع احترام الشورى .
*لماذا أخلي المركز العام؟
_المركز العام أخلي لأسباب إدارية لأن صاحب المقر طلب ذلك، ولا يرغب في التجديد، والبحث لا زال جاريا عن مقر جديد .
*ما دلالة عقد اجتماع الشورى في منزل شيخ صادق؟
_ لأنه الأب الروحي للجماعة وكان حضورا طيلة اجتماع الشورى الذي حسمت فيه هذه القضايا.
* ما موقفه مما حدث؟
_ كان مستاءً من خطوة الشيخ جاويش وكتب بخط يده أنه غير موافق وغير راضٍ عن هذا البيان ولا يعلم عنه شيئا وما تم من عزل لشيخ جاويش أمر عادي يحدث في أي كيان أو تنظيم، والآن هناك مبادرات للم الشمل ونحن موافقون على كل حل يطرح لأنه ليست لنا مكاسب شخصية وما يهمنا إصلاح أمر الجماعة ونتمنى أن يرجع شيخ جاويش ويحترم قرارات الشورى والدستور ونحن نحترمه .
* هل هناك ثمة وجه شبه بين ما أقدمت عليه حركة النهضة في تونس بالفصل بين الدعوة والسياسة؟
_ هذا الذي قلت غير موجود يا أخي هذا تصور أقحمه شيخ جاويش بأن هناك أناسا يريدون هذا الفصل ولو سألته من هم لا يجيبك لأنه ليس لديه دليل على هذا ونحن جماعة ربانية تعمل بشمول الإسلام في كل مناحي الحياة جزء من اهتماماتنا وليس لدينا تفكير مثل هذا ولم يعرض في مجلس الشورى .
*هل هناك اتجاه لتغيير اسم التنظيم؟
_لا يوجد أي اتجاه لذلك والاسم هو تنظيم الإخوان المسلمين فقط هناك مسألة صغيرة في عبارة نتبع الناس ترى لاعتبارات أمنية أو الظرف الذي يمر به التنظيم في العالم أن يتم عنها تنازل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، وشيخ جاويش في كلامه كأنه يريد تبديل لاسم الإخوان وما قاله غير صحيح وهو تعديل روتيني عادي في الدستور ولم يحذف أي شيء من الاسم فهو كما هو وهذا مقترح للأسباب التي ذكرتها، والدستور يعاد فيه النظر في نهاية كل دورة وهذا أمر طبيعي يتم ويجاز عبر المؤتمر العام، لكن شيخ جاويش يقول بأن هناك مجموعة تريد أن تحرف التنظيم لحزب سياسي ولا دليل على كلامه وإنما هي توهمات يريد أن يبرر بها بيانه غير الشرعي ولا يوجد شيء من هذا القبيل في أوراق المؤتمر العام.
أجرى المواجهة: الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة