كاتب سعودي : سعودوها ولا تشعلوها …العمالة الخارجية التي توجد في بلادنا ليست احتلالاً وإنما جاءت بمحض إرادتنا

مجددًا نقول إنه لا خلاف على أهمية إتاحة الفرصة كاملة لكل أبناء الوطن للالتحاق بوظيفة مرموقة، تناسب قدرات وإمكانيات كل مواطن، فيما يعود عليه بالنفع، وعلى وطنه بالخير.

ومجددًا نقول إن هذا الملف شديد الحساسية، وتناوله يحب أن يكون بحرص ودقة شديدين..

فالعمالة الخارجية التي توجد في بلادنا ليست احتلالاً، كما يحلو للبعض أن يسميها، وإنما جاءت بمحض إرادتنا، ولأننا كنا في حاجة إليها، وما زلنا في حاجة إلى بعضها على أقل تقدير.

وصحيح أن بعض هذه العمالة تترك انطباعات سلبية..وبعضها له جرائم يشيب لها الولدان.. وصحيح أن بعضها يجب إبعاده واستبعاده من وطننا.. ولكن لا ننسى في خضم ذلك كله أن آخرين من ذات العمالة لهم قدر من الإسهامات في المجالات كافة، وهو أمر لا يمكن إنكاره.

فمن حقنا أن نسعود الوظائف.. ومن حقنا أن نفسح المجال لأبناء الوطن، ونتيح لهم الفرصة كاملة.. ولكن دون هضم لحقوق العمالة الوافدة. والقاعدة التي نراها هنا مناسبة هي: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

فإن أبقينا على العمالة الوافدة أبقينا عليها لحاجتنا إليها،ومن ثم عاملناها بما يليق بكرم وخلق ديننا الحنيف، الذي يقدر الإنسان؛ لكونه إنسانًا، دون النظر إلى العرق أو اللون أو الانتماء الجغرافي.

وإن ارتضينا بتسريحها فليكن تسريحًا بإحسان، كما هي تقاليدنا وعاداتنا وشرعنا، ودون تعسف يؤجج نيران الكراهية في القلوب، ويشيع البغضاء في نفوس الجسد الواحد.

ويجب أن نغلق مبكرًا باب التصريحات العنصرية البغيضة التي يمكن أن تكون نيرانًا يصعب التحكم فيها مستقبلاً،ويمكن أن تسبب حساسيات وتوترات، ربما تأخذ أبعادًا لا يرتضيها أحد.

إننا ننظر إلى الغرب نظر تحقير حينما نراه يتعامل مع العرب والمسلمين انطلاقًا من مفاهيم عنصرية بغيضة، وكذا حينما يتعامل مع طلابنا المبتعثين في جامعاته.. فأحرى بنا ونحن ننكر تلك المعاملة أن نتجنبها في بلادنا.

إن السعودية ليست كغيرها من البلدان، ويجب أن تبقى كذلك؛ فهي البلد الوحيد الذي يقصده كل مسلم، عربي وغير عربي؛ لأداء شعائر دينيه من حج وعمرة، والحفاظ على نقاء سيرتها في التعامل مع الوافدين، سواء كانوا عمالة أو زيارة، هو رأس مالنا الذي نفخر به، وحري بنا أن نحافظ عليه، ولا ننجر لدعوات عنصرية بغية تأجيج النيران وإشعال الفتن.

أبو لجين إبراهيم آل دهمان – الرياض – سبق

Exit mobile version