سمية علوي : نحن السائلون عن الرحمة والمغفرة والعتق من النار

أوّله رحمة .. أن نكف عن بعضنا الأذى وأن يشفع هذا شهر للكثيرين ممن شرّدوا من بيوتهم وأوطانهم .. هذا ليس شهر المسلسلات بل هي أيام للتكافل ومساعدة ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل .. وأما السائلين عن المغفرة فهذا أفضل توقيت للتخلص من دنس الذنوب وما أكثرها .. وأما الباحثين عن العتق من النار، فالنار باقية مادام لهيبها لم يهمد بعد في بلاد المسلمين ..

إنه لمن النفاق أن ندّعي صوم رمضان ونحن لم نغيّر قيد أنملة من سلوكياتنا أو من طباعنا .. وهنا لا داعي لأن نحمّل الشياطين وزر أعمالنا لأنها مصفدة، إن هي إلاّ النفس الأمارة بالسوء وما أكثر شياطين الإنس حينما يتغوّلوا ويعوّلوا على خرابها من دون وازع ديني أو وجدان ..

” شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ” وليس شهر رمضان الذي أخرجت فيه البرامج والأفلام .. جميعنا يشهد على ذلك الركض خلف ما أعدته القنوات المختلفة، وعلى “الزابينغ” من قناة إلى أخرى رغم بقائها طول العام ورغم مضي رمضان وذهابه من دون أيّ ضمان لأنْ يبلغنا الباري رمضان مرّة أخرى .. لذلك أعجب لهذه الغفلة، فهي لا تنم سوى عن غياب للعقل وأفول للحكمة ..

قطعا أومن بوجود الأخيار بيننا وإلاّ لكنا قلنا للدنيا سلاما منذ زمن بعيد، ولولا بعض الطيّبين ومن نزلت الرحمة في قلوبهم لكنا قد هوينا جميعا وهلكنا .. لكنّ رحمة الله الواسعة هي التي لازالت ترعانا وتسهر على استمرارنا على الرغم من ذنوبنا التي لا تتوقف لا في رمضان ولا في غير رمضان ..

هذه أحسن الفرص لنغيّر ما بأنفسنا ولنقلع عن أسوء عاداتنا وسلوكياتنا، ومن لم يرحم في هذا الشهر الفضيل قد لا يُرحم أبدا.

Exit mobile version