{بإعلان آلية الحوار الوطني (7+7) يوم السادس من أغسطس المقبل موعداً حاسماً للجمعية العمومية للحوار الوطني، يكون قطار الحوار قد بلغ منتهاه، وعرف الناس محطته الختامية.
{لقد تطاول بالفعل أجل الحوار، وأخذ الناس يشككون في مآلاته ونتائجه، وما إذا كان بإمكانه إحداث تحول سياسي حقيقي ينهي الكثير من الأزمات ويؤسس لسلام مستدام، ويكتب دستوراً شاملاً ودائماً ومتفقاً عليه .
{بالأمس بدا لي الشيخ “إبراهيم السنوسي” الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي متفائلاً وهو يتحدث لبرنامج (على المنصة) بفضائية (الخضراء)، بعد لقائه قبل أيام بالرئيس “البشير”، مما يوحي بأن اتفاق (الجنتل مان) الذي أبرم بين الرئيس والشيخ الراحل “حسن الترابي” تم تجديده وضخ الدماء فيه من جديد بلقاء (البشير – السنوسي) .
{وأنا طبعاً لا أقصد اللقاء الذي جمع الرجلين ضمن اجتماع آلية (7+ 7)، لأننا تسامعنا – رغم نفي “السنوسي” للبرنامج – بأن الرئيس التقى بأمين عام المؤتمر الشعبي في ليلة رمضانية مباركة في (بيت الضيافة) الرئاسي .
{ولعل هذا مما يسعدنا ويسر بال الكثير من السودانيين، باعتبار أن أي لقاء للتقارب والتفاهم والحوار بين رأس الدولة وأي زعيم سياسي معارض، يهيئ الأجواء لمشروع تسوية ووفاق وطني حقيقي، تنعم بعده البلاد في رفاهية واستقرار ونماء اقتصادي .
{وكما ذكرت هنا أكثر من مرة، العبرة ليست بعدد الأحزاب والحركات الممانعة للحوار التي ستنضم خلال الأسابيع القادمة للجمعية العمومية بقاعة الصداقة بالخرطوم، ولكن العبرة بمخرجات الحوار وخلاصاته، ولا أدل على ذلك مما قاله الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي خلال الأيام القليلة الفائتة من أنه تفاجأ بأن توصيات لجان الحوار الوطني تتطابق كثيراً مع مشروع قوى (نداء السودان) للتغيير!
{ونحن أيضاً فوجئنا بما قاله الإمام، بانتظار المفاجأة الكبرى يوم انعقاد الجمعية العمومية التي نأمل أن يكون السيد “الصادق” أحد أبرز حضورها ونجومها .
{آمييين.