معارضة الدولة وليس النظام.. حكاية مدهاني

كمنابر رأي لدينا مسؤولية كبيرة في نقد أداء الحكومة وإبراز ما يظهر لنا من القصور والخلل والتنبيه له ودعم النجاحات والإشراقات مع الدفاع عن حقوق المواطنين وعكس قضاياهم والتحدث بصوتهم ما تيسر لنا ذلك، والوضع الطبيعي للصحافة أن تنصرف تماماً لأداء هذا الدور في حالة توفر حياة سياسية صحية من حكومة واعية بدورنا ومعارضة قادرة على التمييز بين معارضة النظام ومعارضة الدولة.
لكن الواقع (غير).. فبحكم عدم توفر هذه القدرات الأساسية للمعارضة في السودان بأن تكون قادرة على التمييز بين معارضة النظام وبين ضرب مؤسسات الدولة وهزيمة البلد، فإن المطلوب من الصحافة ومنابر الرأي أن تركز نقدها للمعارضة في هذا الدور السلبي ضد البلد، حتى تصحح القوى المعارضة وضعها وتكف عن ضرب مؤسسات الدولة وتشويه سمعة السودان..
هذا هو الحاصل بالضبط الآن في الكثير من القضايا، مثل قضية المطلوب الدولي الأريتري المدعو ميراد مدهاني الذي كانت الشرطة السودانية قد ألقت القبض عليه الشهر الماضي بتعاون متعدد الأطراف ضم الشرطتين السودانية والإيطالية – بحكم أنه مطلوب في إيطاليا – وتمت العملية بتعاون بين وزارتي الداخلية في البلدين، ووكالة المملكة المتحدة الوطنية للجريمة..
ومع أن علاقة التعاون التي تمت هذه ليست ذات أية أبعاد أو مؤشرات لعلاقات سياسية بل هو تعاون روتيني بين السودان والشرطة الإيطالية تحت مظلة الشرطة الدولية (الإنتربول)، بحسب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لكن رغم ذلك نلاحظ وجود حملة إعلامية عنيفة تشارك فيها أطراف سياسية معارضة للتشويش على هذا الإنجاز الفني للشرطة السودانية وتصوير أجهزتنا ومؤسساتنا وكأنها فقيرة فنياً وتفتقد الكفاءة في أداء عملها.. فتمتلئ الأسافير بأخبار غير مؤكدة المصدر تتحدث عن قيام الأجهزة السودانية بالقبض على الشخص الخطأ وليس على الشخص المطلوب، وتصوير ما حدث بأنه فضيحة للشرطة وللأجهزة الأمنية في السودان..
وحسب معلوماتنا فإن كل هذه الضجة والحملة الموجهة ضد السودان هي مجرد (كلام ساكت) وأن الشخص الذي تم القبض عليه هو الشخص المطلوب فعلاً..
ولنفترض أنه الشخص الخطأ في عملية مشتركة بين الشرطة السودانية والشرطة الإيطالية هل المسؤولية تقع على الشرطة السودانية وحدها..؟
ومثل هذه الشائعات كانت تصاحب مشاركة السودان في عاصفة الحزم بنفس المستوى حيث نشطت مجموعات سياسية عبر الأسافير للتقليل من قدرات القوات المسلحة السودانية ومحاولة ضرب هذه المؤسسة ظناً بأنهم يمارسون عملا معارضاً للنظام..
هذه والله ليست معارضة بل خيانة للبلد وعمل ضد السودان وسمعته وسمعة مؤسساته غض النظر عن الموقف السياسي من النظام الحاكم..
ولو كان سقف المعارضة هو (تشليع ركائز) الدولة في السودان فإنها ببساطة لو نجحت في ذلك فلن تجد في المستقبل وطناً تحكمه أو تجلس على (تله) وكوم رماده.. ولن تجد دولة حية تتنفس في هذا الكون اسمها السودان.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

Exit mobile version