في أحيان كثيرة أجد نفسي أتفق تماماً مع ما يطرحه الفنان الشاب هيثم عباس، وهيثم يعرفه الناس من خلال الكثير من الأعمال الفنية الرائعة التي قدمها، ويكفيه أنه الوحيد من أبناء وبنات جيله الذي يتناول بعض قضايانا الإجتماعية بكل الجرأة والشفافية في قوالب غنائية راقية، لا يهمه بعدها إن تعرض للهجوم من هواة صيد النجوم أم لا، فالمهم عنده أن يصل برسالته بما حباه الله به من موهبة للناس، وهو من قلة تسخِّر موهبتها لخدمة المجتمع وتجعل من الفن رسالة حقيقية وليس وسيلة للإرتزاق وتدمير المجتمعات بساقط الغناء.
هيثم ظل مداوماً على الإدلاء بدلوه في ما يحدث في الساحة الفنية، من خلال أغنياته أو ما يكتبه، وقد وجدت نفسي أتفق معه في ما قاله عن زميله الفنان الشاب منتصر هلالية وهو يسديه النصح، وصحيح أن هلالية وجد قبولاً كبيراً وكون قاعدته الجماهيرية التي استحق حبها واحترامها عبر مايقدمه من فن راقٍ وابداع حقيقي، وبالتأكيد أن كل هذا الحب من الجمهور لم يأت من فراغ، ولكن لأنه بدأ مشواره الفني بفهم الكبار وهو يقدم أعماله الخاصة، لذلك ليس مقبولاً من الفنان الشاب أن يعود خطوات للوراء بعد كل ذلك المشوار المتقدم، وأعني ترديده لأغنيات الفنان الراحل مصطفى سيد احمد، وهو في غير حاجة لذلك، ولا أغنيات الراحل في حاجة له لأن يحييها لأنها حية تمشي بين أنفاسنا.
أقول ذلك رغم أن منتصر أدى (الشجن الأليم) في أحسن ما يكون الآداء، وكما قال الأخ هيثم قمة في الروعة وتجلى بها كأحسن مايكون التجلي إلا أنه لن ينفع أي فنان سوى أن يطرح تجربته بعيداً عن اي مقارنات وخصوصاً في مراحل التكوين، فمنتصر لون مختلف ومميز ليس كغيره، فليظل منتصر كما كان- وقطعاً التجريب والرهان هو ديدن الفنان الواثق من قدراته ومهاراته- ومنتصر صاحب ملكات إبداعية وفنية متناهية الروعة والجمال فمهما قست عليه أقلامنا إلا أنه لو لم يكن فناناً لما كتب عنه سطر واحد، ولما وجدت أخباره وأغنياته طريقاً إلى الساحة.
خلاصة الشوف:
لأي فنان لونية وشخصية فنية تميزه عن الآخرين، وهلالية بعد أن بدأ يظهر بعضاً من شخصيته، راح يتخبط ويبحث من جديد عن الشخصية.