أعادني لهذا الموضوع المهم الغضب الشديد الذي أبداه كثيرون من أداء القنوات السودانية خلال هذا الشهر الكريم الذي يتعرض فيه الناس لنفحات ربهم طهراً وعبادة وذكراً.. هذه النفحات يدفعها إلى النفس ويعينها عليها ذكرها وعرضها على العباد (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ).. فمن يتولى في المجتمع هذه المهمة غير أجهزة الإعلام والفضائيات التي ملأت كل سماء الناس، فإن فسدت بضاعتها أفسدت علىّ الناس صومهم وأضاعت عليهم أهم موسم عبادة في العام.. فمن المسؤول الآن عن فجور هذه القنوات وفسقها في هذا الشهر؟ ومن المسؤول عن تضييع أموال خزينة البلاد في إنتاج هذه المواد التي لا تخدم فكرة ولا تعالج قضية.. أليس هنالك مسؤولون في الدولة يراجعون أداء قنواتهم الحكومية..؟؟ أليس هنالك ما يمكن تسميته بميثاق شرف تخضع له القنوات السودانية كلها حتى الخاصة لتلتزم وفقه بمحددات الأخلاق والهوية القومية والتزامات الوطن؟ هل تعلمون أن ماليزيا التي أصبحت نموذجاً للتطور الاقتصادي والاجتماعي للدول الناهضة قنواتها الفضائية كافة تدخل ضمن منظومة بث واحدة..؟؟ لماذا أصبحنا نمارس الفوضى حتى فيما يمس أخلاقنا وقيمنا..؟!