لم أخفِ انحيازي في كثير من المناسبات لقناة الخرطوم الفضائية، لارتباط وثيق جمعني بها مذ كانت تلفزيوناً ولائياً باسم تلفزيون الخرطوم ، جاء هذا الارتباط لأني كنت أول من نادى بضرورة تحويلها لفضائية تحمل اسم الخرطوم وتكون لسان حال لمبدعيها ، وقتها سخر البعض بما كنت أروج له وأطالب لدرجة أن بعض الزملاء الأفاضل وصفوا نداءاتي بالأذان في مالطا ، وبعضهم وصفها بأحلام (زلوط).
لذلك أقول أنني أجد نفسي في غاية السعادة لأي نجاح تحققه ، وخاصة في هذه الأيام وهي تقدم الكثير من الخبطات البرامجية طوال أيام الشهر الفضيل عبر برامج وسهرات متنوعة ، قامت بتسجيلها وتصويرها بعيدا عن ضوضاء الفضائيات بعد أن أشفق علينا وبعد أن افتقدناها في سوق الترويج لبرامج الفضائيات ، كما اشفقنا لمديرها العام الجديد الأخ نضال عبد العزيز والذي كنا سنجد له العذر لو لم تقدم القناة أي برنامج جديد في رمضان بإعتبار أن تسلم مقاليد الأمور حديثا وفي وقت ضيق في وقت كانت تروج فيه الفضائيات الأخري لبرامج تم تصويرها في دبي وأخري في القاهرة والخرطوم ، وتم الصرف عليها صرف من لا يخشي (الفشل) ، فقلنا أن قناة الخرطوم ستروح (شمار في مرقة) وسط هذه (الجوقة) من البرامج المليارية ، ولكن الذي حدث كان العكس والقناة تحقق النجاح البرامجي من برنامج لبرنامج وتهتم بالدراما السودانية وتصطاد النجوم في لقاءت بمنتهي الصراحة ، ثم تقدم مثالا حيا للبرامج التي تتمثل بروح الشهر الفضيل مثل (بنك الثواب) الذي يقدم خدماته الإنسانية ويزكي روح التكافل في مشاهد مؤثرة ، ويقيني أن الخرطوم (القناة) لو لم تقدم غير (بنك الثواب) لكفاه لأن ما قدمه من معاني وخدمات ورسائل لم يقدمها برنامج آخر في أي قناة فضائية سودانية.
ومن الجانب الآخر إذا أردنا أن نعقد مقارنة بسيطة بين برامج الخرطوم والقنوات الأخري سنجد أن تكلفة برنامج واحد في قناة (الشروق) أو (النيل الأزرق) يساوي إنتاج كل برامج قناة الخرطوم ويكفي لمرتبات العاملين فيها (كمان) ، وهذا نجاح ما بعده نجاح ، يستحق أن ندعمه بالإشادة والتشجيع والمؤازرة ، وتستحق إدارة الأخ الدكتور نضال عبد العزيز أن نشكرها وأن نخلع لها (العمم والطواقي ) احتراماً وتقديراً.
خلاصة الشوف
في (الخرطوم) إبداع وإمتاع وإشباع وفي قنوات أخرى أوجاع على أوجاع وإهدار للمال وضياع ومجاملات (فايتة الحد).