طالعت على صفحة صديقي واخي الصغير محمد المصطفى نور الدين بالفيسبوك منشورا ينعي فيه ابن خاله الحسين احمد الحسين والذي توفي بمنطقة المكايلاب محلية بربر نتيجة إصابته بصعقة كهربية يوم الاربعاء 25 مايو 2016م ..
رحيل الحسين كان فاجعة لأسرته وأهله وأصدقائه وأمس الإثنين تجددت الأحزان مرة اخرى فمع ظهور نتيجة الشهادة السودانية انفتح الجرح من جديد وانهمرت شلالات من الدموع وسدت العبرة الحلوق ..
الحسين رحمه الله تعالي وجعل الجنة مثواه أحرز نسبة نجاح 90,9% ..
بدون أن اشعر انسابت دموع حارقة على خدي .. دموع صامتة، ولأنني لم أتعود يوما السخاء بهذا الكم من الدموع.. اللهم إلا في حالات نادرة، وعندما تأخذ الجراح كما يقولون منا مأخذا، فاننا نبكي ونحن لا نستطيع حجب دموعنا ـ فهي لحظتها كالشمس إذا أخفينا أشعتها عنا، فحرارتها تصلنا، ولحظتها نكون كالأموات، وعادة عندما نبكي فأننا لا نبكي إلا نفوسنا.. نفوسنا الحزينة المتعبة الضعيفة .. لأنه ما من أحد يبكي مآسيها معنا ..
نعم يا الحسين اختارك الموت وأنت في بداية خطواتك نحو الفتوة والشباب، وأنت تحلم بمستقبل باسم.. ولا تعلم ان عمرك قصير كعمر الزهور، النتيجة المشرفة التي كنت تنتظرها في الشهادة السودانية سبقتها شهادة الوفاة، إثر صعقة كهربية أصابتك في مقتل .. وحرمتك من الحياة، وحرمت أهلك واحبابك منك، ومن مواهبك وقدراتك، فلا حول ولا قوة إلا بالله..
وكحلم جميل بددته يقظة، وكفكرة رائعة من مخيلة مبدع وكنسمة عذبة هربت في الأفق، وضاعت في السماء.. هكذا كنت يا الحسين، وهكذا تواريت عن هذه الدنيا الفانية
سبحانك يا ربى أعطيت وأخذت والحمد لله على كل شيء (إنا لله وإنا إليه راجعون) .
بقلم ودموع : إبراهيم ساعد