“إشراقة سيد محمود”، من القيادات الاتحادية البارزة، التي شغلت مواقع متقدمة في المسؤولية في الحكم، وفي حزبها، الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه الدكتور “جلال الدقير”. وقد شغلت “إشراقة” في الآونة الأخيرة حيزاً كبيرًا من اهتمامات أجهزة الإعلام وفي الساحة السياسية عندما تصدّرت خلافاً داخل الحزب، في مواجهة الأمين العام، تحول إلي صراع وجد طريقه إلي مسجل الأحزاب السياسية، بعد أن فشلت الآليات الحزبية في احتوائه، وقد أظهرت “إشراقة” تصميماً وإرادة علي الصراع، بما يقدمها كقيادية متميزة ضمن الحزب الكبير، حزب الحركة الوطنية، الذي ظلت المرأة في كثير من الحالات في الظل وفي المقاعد الخلفية، ونادرًا ما كانت تتقدم الصفوف مثل “إشراقة”..
الوزيرة السابقة، ومساعد الأمين العام للاتحادي الديمقراطي، أجرى معها الأستاذ “الهندي عز الدين” عبر برنامجه (علي المنصة)في قناة الخضراء، حواراً تناول فيه الأوضاع المتأزمة داخل الحزب، وأسباب الأزمة وجذورها وكيفية الخروج منها.فيما يلي نص الحوار:
*البعض يعتقد أن المسألة ليست خلافاً أو صراعاً بين الأستاذة “إشراقة” أو أمين الحزب الدكتور “جلال الدقير” وأن هناك قيادات أخرى سياسية ترأس أو تقود مناصب تنفيذية في الدولة في صف الأمين العام، مثل وزير الإعلام الدكتور “أحمد بلال”، والأستاذ “السماني الوسيلة” وآخرين، فماذا تقولين عن هذه المسألة يعني حينما ننظر إلي تكتل الإصلاح بقيادتك نجد أن غالب المسؤولين في الولايات ولكن قيادات الصف الأول في الحزب تقف إلي صالح الأمين العام؟
سوف أجيبك بعبارة بسيطة وهي(تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى)، أقول هذه العبارة وأنا في رمضان وصادقة فيها ومتأكدة منها، يعني لا الأشقاء ولا “أحمد بلال” وغيره يؤمنون أن الطريق الذي يسير فيه الأمين العام صحيح، كلهم يعلمون جيدا أن الحزب يسير في طريق خطر جدا وكنت أتمنى منهم أن يتصدوا معي لهذه المسؤولية الكبيرة جدا لإحداث هذا التغيير، وحقيقة الشقيق “أحمد بلال” كان على رأس خط الإصلاح، صحيح الخط الإصلاحي دا هو ما بداه، هو بدأ من تحت الأرض مالا يقل عن ثلاث سنوات وكان بزعامة “أحمد بلال”.
*ماذا تقصدين بتحت الأرض؟
أقصد أنه لم يخرج للعلن وكان “أحمد بلال” من الذين حاولوا معنا بل كان متشدداً أكثر منا.
*هل فشلتم في استقطاب قيادات من الصف الأول؟
أنا أقول لك إن “أحمد بلال” كان على قيادة الخط الإصلاحي.
*غير الدكتور “أحمد بلال”؟
كلهم “السماني الوسيلة” في يوم من الأيام كان في الخط الذي قاده “صديق الهندي”، ونحن في ذلك الوقت كنا نحاول أن ندعم المؤسسة لأنه في الخط الذي بدأه صديق الهندي كانت هناك إشكاليات أخرى لم نقبلها في ذلك الوقت لو كان خطاً إصلاحياً داخل الحزب ربما كان يكون أوسع من ذلك بكثير، في قليل من النقاط لم نقبلها في الطريقة التي بدأ بها “صديق الهندي” داخل الحزب وكان معه “السماني الوسيلة”، والآن لا أعتقد أن هناك أحداً من قيادات الحزب راضياً عن أداء الحزب، كلهم يعترفون، ناهيك عن أنهم يتفقون مع الدكتور “جلال” أم لا، ولكنهم كلهم لا يستطيعون إنكار حقيقة أن الحزب يسير في الطريق الخطأ والكارثي والمدمر للحزب والتنظيم.
*ماذا تقولين إذا علمتي أن البعض يرى أن هذا ليس خلافاً وإنما مطالب؟
بالتأكيد هي مطالب وتصحيح، ما نحدث عنه هو مطالبات، نحن نطالب بالمؤتمر العام، نطالب بالشفافية المالية، نطالب بالشفافية المؤسسية وبقيام الديمقراطية داخل حزبنا وبالتالي هي مناداة بالتصحيح وكان لا بد أن تحدث وأنا أحي كل الأشقاء في الولايات المختلفة وخاصة ولاية الجزيرة التي وقفت بأجمعها مع الإصلاح وعندما تقف ولاية عريقة مثل ولاية الجزيرة التي تضم أعداداً هائلة من الاتحاديين الديمقراطيين الذين ينتمون انتماءً صادقاً ماذا يعني ذلك؟.
*كيف تقولين كل ولاية الجزيرة، هل أمين الحزب بالولاية ومكتب الحزب وهكيلته مناصرون لك؟
كله كله، أمانة الشباب، أمانة المرأة، اللجان في المحليات المختلفة، مرشحو الدوائر، الأعداد الهائلة من المنتمين للحزب في الجزيرة جميعهم في خط الإصلاح، هذه حقيقة معروفة.
*طيب الآن ما هو الموقف؟، أنت تمارسين عملك داخل الدار، الأمانة العامة أيضا بالتأكيد لديها أعمالها داخل الدار، كيف يمكن أن ينطلق عمل الحزب في ظل هذا الخلاف داخل مقر الحزب. مآلات هذا الخلاف إلي أين تسير؟
في الأمانة العامة يعني عادي، إذا كان الناس كلهم راشدين وعقلانيين وقيادات حقيقية لن تحدث مشكلة، أنا في يوم من الأيام كنت في مكتبي ويواجه مكتب الأمين العام، وكان الأمين العام موجوداً في أثناء الخلاف، وكان معي أعداد هائلة من الاتحاديين المؤيدين للإصلاح والأمين العام معه بعض موظفيه وجلسنا في الأمانة حوالى خمس ساعات ثم خرج الأمين العام من مكتبه وخرجنا.
*الآن هل ذهبوا إلي المحكمة الدستورية لأن المرحلة ما بعد مجلس الأحزاب حينما ترفض قيادة الحزب قرار مجلس الأحزاب من المفترض أن تكون الخطوة القادمة هي المحكمة الدستورية؟
لم يصلنا ما يفيد أن الأمين العام استأنف هذا القرار إلى المحكمة الدستورية وبالتالي قرار مجلس الأحزاب نافذ ونحن ننفذه وعندنا قرار في يدنا أكيد ح نقوم بتنفيذه، نحن لا ننتظر من الأمين العام أن ينفذه لأن الحزب بيدنا نحن وليس في يد الأمين العام.
*من أين يأتي تسييركم لدعم أنشطة هذا الحزب؟
نحن نقوم بشيء جميل جدا في هذا الإصلاح أعاد إلينا الأيام الجميلة، نقوم بالتكافل، والمشاركة ودعم التبرعات والآن كثير جدا من الأنشطة قامت بالمشاركة الفعلية للأشقاء ودعم التبرعات من كل الولايات.
*في ظل هذا الخلاف كيف تنظرين إلي دور ورأي وموقف المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) من خلاف الطرفين وأنتما الاثنين كنتما أقرب بطريقة أو بأخرى للمؤتمر الوطني، أنتِ كنت الرئيس المناوب للجنة ترشيح الرئيس البشير في انتخابات 2015، في ذات الوقت كان الدكتور “جلال الدقير” هو مساعد رئيس الجمهورية، فكيف تلحظين موقف المؤتمر الوطني؟
المؤتمر الوطني كحزب ظل محايدًا في هذه المشكلة ولو كنت مكانهم لفعلت ذلك، هذه قضية تستوجب الحياد من الأحزاب الأخرى، وخاصة حزب المؤتمر الوطني لأنه الحزب الحاكم، هذا ما أراه، إن حزب المؤتمر الوطني لم يتدخل في هذا الشأن والمشاركة الدستورية للدكتور “جلال” هي مشاركة في الدولة ليست لها علاقة بحزب المؤتمر الوطني ولا يمكن أن تنعكس بأي شكل من الأشكال على هذا الخلاف في الحزب الاتحادي الديمقراطي.
*ولكن المؤتمر الوطني أنتم حزب شريك له، بل الحزب الأول، الذي وصل إلي المصالحة والحوار بمبادرة “زين العابدين الهندي” مع المؤتمر الوطني، وبالتالي من المصلحة أن هذا الحزب يعمل علي رتق النسيج الموجود داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي باعتباره أول الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني من أحزاب المعارضة، أنت أول القادمين؟
لم يتدخل المؤتمر الوطني وأنا أقول هذا الكلام بكل صدق لا يوجد تدخل.
*ما قصدته هو تدخل إيجابي؟
ولا إيجاباً ولا سلباً، تدخلوا أشخاصاً وليس الحزب، وأنهم تدخلوا من واقع علاقاتهم بالحزب الاتحادي الديمقراطي وصداقاتهم مع بعض الأشخاص به، سواء كان الأمين العام، سواء كنت أنا، سواء كان آخرون، تدخلوا بمبادرات شخصية لمحاولة معالجة هذا الأمر.
*كيف موقف قيادات الشباب داخل الحزب؟
الشباب ينشدون الإصلاح قبلنا، ومشروع الإصلاح هذا يمثل لهم مشروعاً متكاملاً وهم وصلوا مراحل كبيرة جدا من النضال في هذا المشروع، كثير جدا من الشباب أقاموا معسكراً حوالى مائة شاب من كل ولايات السودان أقاموا معسكراً الآن لدعم هذا المشروع.
*ماهي الخطوة القادمة لهذا المعسكر؟
هذا المعسكر والآن في معسكرات مقابلة في كل ولايات السودان الآن في ناس تركوا كل شيء حارسين قضية الحزب الاتحادي الديمقراطي حتى تأخذ نهايتها بالشكل المرجو بانعقاد المؤتمر العام، الذي إذا لم ينعقد ستحدث كارثة وفقاً للقرار في هذا الحزب ولم يصمد الغالبية العظمى من الداعمين لهذا المشروع حتى تتحقق أهدافه بإذن الله.
أستاذة “إشراقة”، هناك من يتحدث عن أنك مسؤولة عما يحدث داخل الحزب؟
أنا مسؤولة وقمت بواجبي على الوجه الأكمل بكل ما أستطيع لمحاولة إيجاد حل إداري لانعقاد المؤتمر العام، وكانت النتيجة أن نقوم بهذه الثورة لأننا فشلنا مع الأمين العام الذي تمسك بسلطته الفردية، ما حدث كان عملية جراحية وهو ما نقوم به لانعقاد المؤتمر العام، والكثيرون يعلمون ويعترفون بهذه العملية الجراحية وليس هناك من يستطيع أن يقول إن الحزب لا توجد به مشكلة.
هل هناك مساعٍ للوساطة بينك وبين الأمين العام؟
هناك مبادرات من أشخاص كثيرين في الأحزاب الأخرى لمحاولة إصلاح هذا الموضوع.
*إلى أين وصلت هذه المبادرات؟
نحن لا نرفض الوساطة أو الوفاق حول هذه القضية ولكن نظل ممسكين بشروطنا الأساسية بالمؤتمر العام والحزب الاتحادي الديمقراطي.
*ما هي المدة التي حددها مجلس الأحزاب؟
ثلاثة أشهر من تاريخ القرار وتبقى منها شهر لعقد المؤتمر العام.
ماهي الخطوة القادمة، هل ستعقدون المؤتمر العام خلال شهر؟
الآن لدينا كما ذكرت سابقاً موضوع اللجنة المركزية للمرة الثانية يحاول الدكتور “جلال الدقير” تضليل وتزييف خط حزب الاتحادي الديمقراطي، وأنا أقولها من خلال هذا المنبر: إذا سمحنا له بكل الذي مضى فلن نسمح له بتزييف خط الحزب الاتحادي الديمقراطي بتزوير كشف اللجنة المركزية التي أدخل فيها من ليست له علاقة بالحزب وحاول أن يستبدل قيادات موجودة وحيّة ولم تقدم استقالتها، يعني شخص موجود في ولاية يتم استبداله بشخص آخر لمجرد إنو ما عنده ولاء للأمين العام، هذا لن يحدث ولن يمر وسنتمسك بقوة إلى أن ينعقد المؤتمر.
*الكثير من المواطنين مستاؤون مما يحدث داخل الأحزاب السياسية السودانية؟
نحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي نفعل هذا من أجل المواطن، نريد أن نصنع حزبنا قوياً وحياة كريمة للمواطنين، حتى إذا كان هناك حزب ينتمي للدولة يجب أن يصنع حياة كريمة للمواطنين حتى في خدماته، إذا لم تكن هناك أحزاب قوية فلن تكون هناك دولة منحازة للمواطن، طول الزمن ما في قيادات تجلس على الأحزاب، مثل قيادة حزبنا التي همها أن تفرد قوتها الشخصية والفردية ولا تستطيع أن تقدم شيئاً للمواطن، نحن الآن نعمل من أجل المواطن وسمينا القصة دي (التخلّق) العاشر للحزب الاتحادي الديمقراطي لنحاول أن نخلق واقعاً جديداً داخل هذا الحزب.
*هناك قياديان كانا معك وهما الأستاذ البروف “عثمان محمد صالح” والأستاذ “شكران” عضو مجلس الولايات ويبدو أنهما عادا إلي الأمانة العامة كيف ترين هذا المشهد؟
هذا المشروع صعب لا يمكن أن يتحمله إلا الأقوياء
*هل يمكن أن تنتقل الأستاذة “إشراقة سيد محمود” إلي حزب آخر من الأحزاب الاتحادية، يعني من الممكن أن نسمع أنك انضممتي إلي حزب الاتحادي الأصل بقيادة “محمد الحسن الميرغني” مثلا؟
لا، لن يحدث هذا، أنا موجودة بالحزب الاتحادي الديمقراطي وعبر (التخلق) العاشر سنقيم للاتحادي الديمقراطي حزباً قوياً رائداً موجوداً في الساحة السياسية موجوداً في الدولة مشاركاً في قضايا المواطنين فاعلاً وبقوة، لن يحدث غير ذلك، الحزب الاتحادي الديمقراطي نحن الذين سنصنع له تاريخاً جديداً من خلال مشروع الإصلاح الكبير.
صحيفة المجهر السياسي