الغموض يكتنف مصير اجتماع (نداء السودان) حول خارطة الطريق

اكتنف الغموض مصير اجتماع قوى “نداء السودان” لمناقشة الموقف من خارطة الطريق بعد اجتماع رئيس الوساطة الأفريقية وزعيم حزب الأمة القومي بجوهانسبيرج في الثاني من يونيو الحالي، وسط تصريحات متضاربة من قيادات التحالف المعارض.

JPEG – 23.3 كيلوبايت
قيادات قوى “نداء السودان” في ختام اجتماعاتها بباريس ـ الجمعة 13 نوفمبر 2015 “سودان تربيون”
ووجه رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، انتقادات مبطنة لرفقائه في تحالف “نداء السودان”، وقال إن تصرفات بعض أطراف التحالف تدل على أنه “كيان غير متماسك حول ندائه لإقامة نظام جديد بأحدى الوسيلتين المعتمدتين في النداء وهما الحوار باستحقاقاته او الإنتفاضة الشعبية”.

ونبه المهدي في خطاب موجه الى رفقائه في “نداء السودان”، الى أهمية اللقاء الذي كان مقترحا في أديس أبابا لأطراف التحالف مضيفاً “نحن محتاجون له لتكملة هيكلة نداء السودان، وحسم مسألة تكوين المجلس الأعلى والهيئتين التنفيذيتين – بالداخل والخارج – وصندوق التحرير، والإستفادة من القناة الفضائية الجديدة المستعدة لاعطائنا منبرا.. هذه مهامنا، والاجتماع من اجلها ضرورة لنا ويمكن ان نتبادل الرؤى بخصوص الخطاب للسيد امبيكي؛ المطلوب إرساله بأسرع فرصة ممكنة”.

وكان امبيكي طلب الاجتماع إلى المهدي لمعرفة تحفظات المعارضة على خارطة الطريق التي وقعتها الحكومة بأديس أبابا في مارس الماضي ورفضت قوى (نداء السودان) التوقيع عليها”.

وحذر المهدي من أن تأخير اللقاء المنشود أو إلغائه يمثل “هدية ثمينة للنظام، وخسارة فادحة لمطالب شعبنا المشروعة”.

ومضى قائلا “اكتب لكم هذه الرسالة من باب الإشفاق على موقفنا، والتوضيح ان هناك عوامل كثيرة متحركة اذا لم نعمل بكفاءة على تطويعها لصالح الأجندة الوطنية فسوف يستغلها الطغاة لصالحهم”.

وقال المهدي “داخلياً حوار الوثبة ينتقد النظام، وزعماء من مؤسسي النظام يتخلون عنه، والمناخ الداخلي يدعو لنظام جديد، وتوصيات الحوار الداخلي تردد افكارا معارضة”.

وأوضح أن هذا المناخ يلزم التأكيد بأن “نداء السودان” متماسك حول ندائه، ويثبت أنه جاد في إقامة نظام جديد بإحدى الوسيلتين المعتمدتين في النداء.

وتابع “لكن تصرفات بَعضُ أطراف (نداء السودان) تدل على عكس هذه المواقف المتوقعة.. هذا ما يحبط آمال الشعب السوداني الذي كان خطابنا له المتوقع”.

ودعا المهدي الى العمل على تصعيد عزلة النظام باحياء منبر امبيكي بصورة تؤيد ايجابيات خريطة الطريق وتحرص على ازالة عيوبها على نفس الأسس التي تضمنها خطابه لأمبيكي.

وقال إن التردد في ولوج هذا الطريق يساعد النظام في الطعن في جدية أطراف نداء السودان؛ وأعتبر تصرفات رفقائه تساهم في هزيمة العناصر الدولية المنحازة لموقف المعارضة، وتساعد العناصر الدولية المنحازة للنظام كما تدفع أمبيكي لأن يكتب تقريرا سلبيا بحق المعارضة لمجلس السلم والأمن الأفريقي.

من جهته قال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، لعافية دارفور، إن تحالف “نداء السودان” سيجري مباحثات في العاصمة الأثيوبية اديس ابابا الخميس المقبل، مع المبعوثين الدوليين للسودان حول خارطة الطريق. مؤكداً أن المباحثات دعا لها المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث.

وأضاف أن بقية قوى نداء السودان والوسيط الافريقي سيشاركان في مرحلة لاحقة من المباحثات، بينما قال القيادي في حركة تحرير السودان جناح مناوي، بشارة مناقو، إن الأطراف الأربعة ستطرح تعديل خارطة الطريق وعقد اجتماع تحضيري للحوار خارج البلاد.

لكن رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي أكد في صفحته على “فيسبوك” تأجيل اجتماع قوى “نداء السودان”، وانعقاد اجتماعا اخر مع المبعوثين “عنوانه التوقيع علي خارطة الطريق التي ضلت الطريق”.

وتوقع أن يقود اجتماع المبعوثين قوى المعارضة الى قاعة الصداقة ـ في اشارة إلى الحوار الوطني ـ، وحذر من انه اذا لم يكن هنالك تعديلات مطلوبة، ستتصارع في الحلبة عدة مواقف المبعوثين والوسيط الباحثة عن التوقيع باقل خسائر ومواقف الملتزمين الساعية لتعديلات تنتج “وثيقة تصلح لتسمية خارطة الطريق”.

في ذات السياق اكد المتحدث باسم الحركة الشعبية مبارك أردول، التزام الحركة باجتماع “نداء السودان” وانجاحه، واتهمت جهات في مقدمتها الحكومة السودانية بالتشويش على الاجتماع.

وأفاد أردول أنه لا توجد أي ترتيبات للقاء الآلية الرفيعة أو رئيسها أو التوقيع على خارطة الطريق، قائلا “إن الإجتماع حينما يعقد سيناقش المستجدات داخلياً واللقاءات التي أجريت خارجياً ويخرج بقرارات تعزز فرص التغيير والسلام العادل”.

وكان تحالف قوى الاجماع الوطني المعارض في الداخل قد أكد أن المشاورات التي يجريها أمبيكي حول خارطة الطريق لا تعني التحالف في شيئ، كما طالبت أطرافه بتمثيلها في الاجتماع كل على حده.

Exit mobile version