*رتبت لقاءً بين قطاع الشمال وقيادات حكومية ،ولكن التفاصيل لم تنقل للرئيس!
* الصادق وافق على تجنيد العمل السياسي من أجل العمل العسكري
* قطاع الشمال يريدون اتفاقات مسبقة ، وحكماً ذاتياً، يعني عايزين نيفاشا 2
* (نداء السودان) تحالف تكتيكي ، مؤقت للضغط على الحكومة.
في حوار مختلف عبر برنامج (على المنصة) الذي يقدمه الأستاذ “الهندي عز الدين” انتقد رئيس حزب الأمة جناح (الإصلاح والتجديد) “مبارك الفاضل” منهجية بعض القوى السياسة الرافضة للمشاركة، موضحاً أن كل القوى السياسة شاركت في الحكم مع الإنقاذ، بما فيها الحزب الشيوعي عبر برلمان نيفاشا، وأشار خلال حديثه إلى أنه من الخطأ رفض المشاركة في الحكم وزاد: (الكلام دا ما صاح، دي هبالة ،يعني شنو ما تشارك بالحكم ؟ طيب لو عندك برنامج تنفذو كيف؟ من البيت مثلا)، وأضاف: أن الصادق المهدي نفسه حل حزب الأمة من قبل وشارك في الاتحادي الاشتراكي عضوًا وأدى القسم لحكومة مايو ، واستقال منها لاحقاً، هل معنى ذلك أن “الصادق المهدي” ارتكب الموبقات العشر؟
وكشف “مبارك” عن ترتيبه قبل(3) سنوات لمشاورات بين الحركة الشعبية قطاع الشمال، بقيادة “عقار” و”الحلو” و”عرمان”، والحكومة من جهة “غازي صلاح الدين” ، مستشار رئيس الجمهورية حينها، مشيرًا إلى أنهم اجتمعوا على مدى يومين ،لبحث إمكانية السلام، ولكن بسبب الصراعات الداخلية التي أقصت “غازي” لم يستطع أن يوصل ما تم في اللقاءات للرئيس “البشير”.
وناشد “مبارك المهدي” عبر اللقاء السيد “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة بالعودة ، وقال: قوتك وسط حزبك ومكانك وسط أهلك، والتحالف الموجود خارج البلاد هو تحالف تكتيكي، ولن يكون حلاً إستراتيجياً.
(المجهر) تنشر الجزء الثاني من نص الحوار الذي اتسم فيه حديث “مبارك” بالجرأة وبصراحته المعهودة ، وإلى مضابطها:
*دعنا ننتقل إلى السؤال السابق: كان هناك لقاء بينك وبين “إبراهيم محمود” نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية، كيف جرى هذا اللقاء ، وماذا حوى؟
ــ والله شوف أنا منذ أن بدأت النقاشات حول الحلول السياسية ، أجريت اتصالات ولقاءات مع عدد من القيادات وفي مقدمتهم النائب الأول لرئيس الجمهورية “بكري حسن صالح” وغيرهم ، وكانت هذه اللقاءات أيضاً فيها تشاور مع الحركة الشعبية، بالبحث عن حل الأزمة في السودان وجلست مع النائب الأول ، وناقشنا إمكانات الحلول مع عدد من القيادات، وتبادلنا الرأي أيضاً مع إخواننا بالحركة الشعبية قطاع الشمال، وقبل(3) سنوات رتبت للقاء بين الحركة الشعبية بقيادة “مالك عقار” و”الحلو” و”عرمان” مع مستشار رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، السيد “غازي صلاح الدين” وناقشنا على مدى يومين إمكانية الحلول ،وإنهاء الحرب، وكلفنا “غازي” بأن ينقل ذلك للسيد رئيس الجمهورية، ولكن، للأسف، الصراعات الداخلية آنذاك بالمؤتمر الوطني وإقصاء “غازي” من منصبه ، حال دون ذلك.
*ماذا كان رأي النائب الأول الفريق أول “بكري حسن صالح”؟
ـ الفريق “بكري” رأيه كان واضحاً بأنه مع السلام والحلول وهو متفهم لمشاكل البلد وتبقى القضية في كيفية أن تتم هذه الحلول على أرض الواقع. وأنا أرى أن هناك أزمة ثقة وتوجد قضايا تعاني من الكسل . وحينما تمت، وقعت الحكومة على خارطة الطريق بأديس أبابا، أنا قدمت مقترحات للوسطاء والحكومة وللحركة الشعبية ، بأنه بدلا من الاختلاف ، دعونا نتفق على حزمة من الحلول بدلا من التناقش حول حل الجيش أو الحلول السياسية، وحينما جاءت وثيقة خارطة الطريق متفقة مع الرؤيا، والتي ربطت ما بين الترتيبات العسكرية والحل السياسي، أنا اعتبرت أنه مدخل ممتاز للحل. ولذلك ثمنت موقف الحكومة بأنها وقعت، وبدأنا اتصالاتنا مع الأطراف الأخرى . وحينما اجتمعت مع “إبراهيم محمود” اجتمعت معه في كيفية الدفع بهذه الوثيقة إلى الأمام ومحاصرة أي مواقف سلبية للمتعنتين ، وكيف نمضي بهذه الوثيقة لإيقاف الحرب.
*بدا ظاهراً أنك والمؤتمر الوطني حريصان على ما دار بينكم لوسائل الإعلام؟
ـ بالطبع حتى لا يخلق للناس أي توجس ، وهذا العمل مشروع ويهم الشعب السوداني ولمصلحة الوطن، والأفضل الجهر به والحديث عنه علنا لنشجع الآخرين. وبدل من الحديث بأن الوثيقة المتعلقة بخارطة الطريق معزولة. لأنه ليس هناك عيب في هذه الوثيقة.
*ماذا قدم حزب الأمة للساحة السياسية السودانية؟
ــ هو دا طبعا سؤال كبير. والقضية ماذا قدمت كل الحركات السياسية للسودان؟ وأقول إن الصراع على السلطة استطال (6) عقود من الاستقلال وإلى الآن السودان لم يستقر ،على دستور دائم وحكم دائم ولم تمارس فيه الديموقراطية بصورة كاملة. وجربت كل الأنظمة العسكرية يميناً ويساراً . ومن يسأل مثل هذا السؤال، يجب أن يقرأ التاريخ السياسي لأن القضية ليس ماذا قدم حزب الأمة، بل ماذا قدمت كل الحركات السياسية؟ ومن أجل هذا نقول دائما الصراع استطال. وحتى متى نجلس أسرى للكراهية. وفي النهاية الشعب السوداني لديه علينا حقوق كقادة وسياسيين.
*ماذا يقول “مبارك الفاضل” لابن عمه “الصادق المهدي”؟
ـ أقول له قوتك في حزبك ومكانتك وسط أهلك. وأن التحالف الموجود خارج السودان هو تحالف تكتيكي .وهو يعلم ذلك. والتكتيك ليس حلاً إستراتيجياً والشخص بعد أن يضع إستراتيجية ويقوي منصة انطلاقه ، ومن ثم يعمل التكتيك، ولكن لا يستبدل التكتيك بالإستراتيجية . وهو وضع مختل، ولو أخذنا خارطة الطريق الآن الساحة السياسية خالية. وهذه الخارطة كانت ستفتح الساحة لحزب الأمة لعمل دور كبير يدفع قضايا الوطن إلى طاولة المباحثات، وحلول ممكنة بين دعم دولي وإقليمي، والحركات لم توقع ، ولديها أجندة واتفاقات مسبقة على تقاسم السلطة.
*أنت لديك علاقات وثيقة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال؟
ــ نعم، وأعتقد أن أجندتهم أنهم يريدون اتفاقات مسبقة ، وحكماً ذاتياً، يعني عايزين نيفاشا 2 لأنهم يعتقدون أن ثقلهم عسكري ولن يضعوا البندقية إلا إذا اتفقوا على أشيائهم، بالنسبة لحزب الأمة هو حزب سياسي ، وليس عسكرياً وبالتالي لماذا هو يتعاون مع الحركات لإيقاف المسيرة السياسية لمصلحة أجندة خاصة. وأنا من قبل تحدثت مع قيادات الحركة الشعبية . وقلت لهم هذا الحديث، والتحالف الحالي قائم على مصالح مشتركة، الآن الوضع موجود على (نداء السودان) ،هم مستندون على بندقية الحركة الشعبية، والأخيرة لديها أهداف. و”الصادق” وافق على تجنيد العمل السياسي من أجل العمل العسكري.
*سيد “مبارك” هل تعلم أن الإمام الصادق لن يعود، هل لاحظت ذلك، مع العلم بأن لغته في الأيام الأخيرة مختلفة ، خاصة في تصريحاته الأخيرة التي عبر فيها عن اندهاشه من توافق ما وجده بمخرجات الحوار الوطني مع يسعى له تحالف نداء السودان؟
ــ كما تفضلت أن”الصادق” لديه بيان عن توافق مخرجات الحوار مع ما هو مطلوب لـ(نداء السودان) ،ولكن الصادق حقيقة يتحدث عن أشياء مختلفة في نفس التوقيت حيث يتحدث عن الحوار الداخلي وخارطة الطريق وعن الانتفاضة الشعبية، ويتحدث عن كل ذلك بنفس واحد . وهو حتى الآن لم يحسم أمره فيما يريد، وفي تقديري أن تحالف (نداء السودان) تكتيكي وأنا أعرف قيادات المعارضة، وكيف يتصرفون وهو تحالف مؤقت للضغط على الحكومة.
*بدليل أنهم غير متفقين على رئاسة للتحالف؟
ـ طبعا الجبهة الثورية نفسها لم تتفق على رئيس وأريد القول بأن التحالف تكتيكي وأن هناك مصلحة مشتركة للضغط على الحكومة بتقديم تنازلات ولكن بعد الضغط عليها وتقديم التنازلات الاتحاد الإفريقي ربط ما بين حل السلام بالحل السياسي، إذن لماذا لا يستفيد “الصادق” من هذا ولماذا يجلس خارج السودان وكيف ستخلق انتفاضة وأنت بعيد من حزبك ومن الشارع وإهمال الجانب التنظيمي للحزب وأنا أقول لتحالف (نداء السودان) ألا تعتقدون بأنكم لو أتيتم للخرطوم ووقعتم على اتفاق كيف الديناميكية التي ستحدث للساحة السياسية ورفع المعنويات التي ستحدث للقواعد وعامة الشعب السوداني بوجود هذه القيادات بقاعة الصداقة ويعملون من أجل الحلول؟
*أنتم الآن عقدتم هيئة شعبية وكونتم لجاناً لها وعملتم دستوراً لها وبرامج وهيئات عليا ماذا تركتم لـ”الصادق المهدي”؟
ــ نحن من حقنا أن نمارس نشاطنا كأعضاء إذا السيد “الصادق المهدي” عمل دستوراً جعل به كل مفاتيح الحزب بيده، دورته انتهت قبل(4) أعوام، وهو الوحيد باستطاعته الدعوة للمؤتمر العام ولا يريد، إذن ماذا نعمل؟
*ألم يكن متاحاً أن تتركوا مقاعد للطرف الآخر “المهدي”؟
ــ الهيئة بها قيادات وأعضاء مكتب سياسي وتكتلات ورموز ورؤساء أحزاب الولايات.
*السيد “الصادق” غير راضٍ عن هذا الأمر؟
ــ هو غير راضٍ لأنه رافض مبدأ مراجعته بإدارة الحزب ، ومن أجل هذا عمل دستوراً للعام2009 غيّر فيه كل أدبيات حزب الأمة.
*سيد “مبارك”، لماذا لم يكن هناك تأسيس لعرف كما يحدث لحزب الأمة وبيت الإمام المهدي، المرجعية الدينية للحزب لماذا لم يكن هناك عرف تواثقي على أن يكون هناك رئيس للحزب والأنصار كل فترة كما يحدث بالأنظمة الملكية بالخليج وأوربا؟
ــ الأسرة ليس لديها هذا العرف، وكان الإمام “عبد الرحمن” حينما توفي أوصى بخليفة الإمام، ولكن السيد الوالد “عبد الله الفاضل” باعتباره الشريك المؤسس معه بالحزب ،تصدى للأمر وسمى السيد “الصديق” إماماً وبايعه وقرر أن تكون الإمامة في أسرة السيد “عبد الرحمن”، ولذلك حينما توفي الإمام “الصديق” وترك وصية بأن يرأس السيد “عبد الله الفاضل” مجلس الخماسية ،ومن الأسرة ليحسم مستقبل القياد،ة والوالد قبل دفن الإمام “الصديق” وهو كان بالقاهرة عمل اجتماعاً للمجلس، وقرر أن يكون هناك خليفة وقرر “الحاج” باعتباره الابن الأكبر وبايعه إماماً، واستشهادالإمام “الهادي” خلق فجوة بمواصلة على ذات النهج وأتينا بالفترة التابعة للإمام “الصادق المهدي”، والإمام “أحمد الهادي” حيث أن السيد “الصادق” تدخل. واعتبر أنه لابد أن يتولى القيادة الدينية والسياسية للحزب واختلف مع ابن عمه الإمام “أحمد”. وكنا في ذلك الوقت صغارا والمشكلة أتت عن طريق كبارنا.
*قلت إن “الصادق” متخوف من منافستك له على رئاسة الحزب، الرسائل التطمينية التي من الممكن أن تحدث .وأنا لا أعتقد أن الصادق متخوف على نفسه ، وإنما على من يريد أن يقدمه ليخلفه لربما من أبناء السيد “عبد الرحمن” ، هل يمكن أن يحدث توافق بينك وبين “عبد الرحمن الصادق المهدي” في مقبل الأيام، أو السنوات ومرحلة توافقية بقيادة حزب الأمة بوحدة؟
ـ أنا مختلف مع من يقولون إن الصادق يفكر في خلافة الأبناء له.
*ولكن الحديث كثير بأنه فتح الحزب لأبنائه؟
ــ مع غياب كل معاونيه والفراغ الموجود وللعلم كل قيادات وكوادر الحزب المتميزة معنا والقيادات المخضرمة مثل د.عمر نور الدائم وغيرهم توفاهم الله. وأصبح بصورة أساسية يعتمد على بناته وأبنائه للتواصل مع الآخرين. والسيد “الصادق” نفسه معزول الآن وليس بالقرب منه سياسيون يستأنس برأيهم. وأذكر أن الأخ “عبد الرسول النور” كان في القاهرة لمدة شهر وقابله مرة واحدة فقط.
*ولكن “عبدالرسول النور” ظل بعيدًا عن قيادة حزب الأمة لفترة؟
ـ لأنه قدم استقالة مسببة وفضّل أن يجلس بالمنزل بدل أن يدخل في الصراع.
*كيف يمكن أن يكون “مبارك” قريبا من “الصادق”؟
ـ ليس هناك إشكال لأن القضية من يحكم ولست محتاجاً لمنصب والسيد “الصادق” كان بحنسني سنة 97م أنو أكون نائب رئيس، وفي النهاية كتبت ليهو رفضي كتابة والقضية الآن قضية منهج . الظروف والزمن تغير والأجيال تغيرت ولا نستطيع أن نستقطب أبناء وبنات حزب الأمة بنفس الأسلوب الذي كان يتعامل به قبل(50) سنة محتاجين لحزب حديث وبناء مؤسسات حقيقية الآن السودان مشاكله تعقدت جدا وتوسعت وبه قضايا كثيرة، الظروف ليست ظروف الستينيات . وقلت لـ”الصادق” هذا الحديث في رحلة بطائرة خاصة حيث كنا متوجهين من كينيا إلى يوغندا وقلت له إن إدارة الحزب بنفس طريقة الفترات الماضية لن تنجح . وقال لي ارفعوا لي لجنة بها(700) شاب وحينما عملناها وجلسنا معه لم ينفذ وأتي بزملائه من الستينيات وأنا أقول للمصلحة التاريخية بأن يختم حياته السياسية بظل وفاق واتحاد وحزب قوي . لأنه كتب عليه في بداية حياته السياسية بأنه أفشل حزب الأمة وأسقطه بانتخابات 68. وأفقده الأغلبية وفقد حزب الأمة(40) دائرة ونحن نريد أن يختم حياته السياسية بصورة طيبة وسنمكنه من ذلك، وأذهب إلى الدار الآن ستجدها خالية لأن الشباب رافض هذه المنهجية.
*ما في حقيبة الأسرار بينك وبين المؤتمر الوطني ونلمح إلى تقارب ربما يكون تكتيكياً؟
ــ إذا المؤتمر الوطني ذهب معنا ونحن نريد منه مصداقية وإذا هو مستعد لإيقاف شرور مزيد من الإنقسام ونحن ما عندنا أي مانع أن نتفق معه على تسوية ومصالحة لتؤسس لوضع جديد وإذا لا، فنحن في مربعنا وهم في مربعهم ولكن حنأخذ أجر المحاولة ونطمئنه بأننا لسنا ضده بل نريد نظاماً يستوعب الجميع ،وينهي هذا الصراع المستطال على السلطة ويوحد البلاد.
حوار ـ “الهندي عز الدين” ــ صحيفة المجهر السياسي