اقترن الإسلام بذهنها بصورة خاطئة، استقت تفاصيلها من مصادر حاقدة كان في صدارتها الإعلام الغربي، مما رسخ في ذهنها قناعة حجبتها عن التقصي عن حقيقة الدين، فاكتفت بما أدركته ذاكرتها، وبما أن دوام الحال من المحال، فالحقائق لا بد أن تتكشف يوماً، بسبب موقف أو حادثة ما، وهو ما كان عند “نين” التي دخلت الإسلام طوعاً بعد أن شاهدته واقعاً مختلفاً لا علاقة له بما يصور البعض من قريب أو بعيد.
مشوار طويل
عائشة هو الاسم الذي اختارته لنفسها بعد الإسلام، والذي عرفت طريقه من قلادة ذهب نقش عليها اسم الله سبحانه وتعالى، حيث تدور أحداث الموقف الذي غير مجرى حياتها أنه بعد مشوار طويل من البحث عن وظيفة في بلادها في فيتنام، حصلت على فرصة للعمل في سوق الذهب بدبي عند إحدى السيدات، التي استقبلتها بحفاوة شديدة وكانت تتعامل مع خبرتها البسيطة بهدوء وسعة صدر.
وكان لذلك انعكاس في تحول الصورة في ذهن عائشة التي بدأت تتساءل أنه هل يعقل أن تكون أخلاق المسلمين التي تحتفظ بمعتقدات عن دينهم أن تكون بهذه الصورة!
يوماً بعد آخر كانت القناعات التي تحتفظ بها عائشة عن الدين الإسلام تتغير، وتأخذ منحى آخر، خصوصاً بعد تقبلها للدين، ولكن لم تجرؤ على البوح بذلك، وفي أحد الأيام كانت تمارس عملها في ترتيب الحلي الذهبية بعد مغادرة الزبائن، فوقع نظرها على قلادة نقش عليها لفظ الله جل جلاله، فأخبرت مالكة المحل برغبتها في شراء هذه القلادة، وأن تستقطع ثمنها من راتبها الشهري، إلا أنها صعقت برد مكفولتها التي قالت لها إن هذه القلادة للمسلمين.
قراءة وتقصٍّ
إجابة مكفولتها قرأتها في معنى آخر، وهو تقديس المسلمين لدينهم، ومع القراءة والتقصي عن الدين الإسلامي، لمعرفته عن كثب ترسخت في ذهنها قناعة الدخول في الإسلام، وخصوصاً بعدما بادرت مكفولتها بتقديم القلادة التي كانت تحلم بها هدية، وما كان منها إلا أن تبوح برغبتها لزميلاتها في المحل، اللاتي بدورهن زففن الخبر إلى مالكة المحل، التي قدمت لها التسهيلات لتعلم الدين، ولم تقتصر النهاية على دخول عائشة في الإسلام، بل لحقت بها والدتها التي كانت تعيش في موطنها فيتنام.
مزمز