{في حي (العمارات) بالخرطوم الذي يباع فيه (المتر) بالدولار، وبأرقام أعلى من قيمة بيوت في بريطانيا، ألمانيا وأمريكا، تنقطع المياه و(تشخر) الصنابير لأيام وليالٍ، ولا إجابة من هيئة مياه ولاية الخرطوم .
{من شارع (25) وإلى شارع (41)، لا توجد مياه في الشبكات ولمدة تتطاول، ولا رقيب ولا حسيب، مع أن المفروض أنها منطقة راقية ودرجة أولى، وفيها مقار سفارات ومنظمات وسكن دبلوماسيين أجانب، دعك من عباد الله السودانيين الذين لا تأبه لهم هيئة مياه الخرطوم !
{في عدد من مربعات (جبرة) و(الكلاكلة) أيضاً تغيب المياه لأيام ولا تجدي الاحتجاجات التي بلغت الشوارع !
{في بعض أحياء (أم درمان) وحارات (الثورة) ومناطق متفرقة من (بحري) و(شرق النيل)، صار انقطاع المياه اعتيادياً، رغم أن إدارة الهيئة (الجديدة القديمة) قدم الفشل، قد وعدت بألا تنقطع مياه الشرب عن الناس بعد زيادة التعرفة بنسبة (100%) وتحصيلها – يومياً – عبر نوافذ شركة توزيع الكهرباء !
{لم تصدق الهيئة مع حكومة الولاية ولا مع المجلس التشريعي الذي أجاز زيادات التعرفة في سرعة البرق، ظناً منه أنها نهاية الأزمة وبداية عهد (ديمومة المياه)!!
{في “القاهرة” التي تصلها مياه النيل بعد أسابيع من مرورها بمقرن النيلين في الخرطوم، لا تنقطع المياه عن الدور الـ(30) في عشرات الآلاف من العمارات السامقة والممتدة رأسياً وأفقياً من (وسط البلد) وإلى أحياء مدينة (أكتوبر) ومدن (القاهرة الجديدة) على بعد ساعة زمن من مركز المدينة !
{إنه عجز القادرين على التمام في بلادنا، وليس انحسار النيل وشح المياه والصيف وانقطاع الكهرباء، والحجج التي يتحجج بها باستمرار القائمين على أمر المياه في ولاية الخرطوم وولايات أخرى ترقد على النيل مثل “الجزيرة”، “نهر النيل”، “النيل الأبيض”، “النيل الأزرق”، “سنار” و”الشمالية”.
{فلو أن النيل انحسر وشح بسبب الأمطار أو بسبب إنشاءات سد النهضة الإثيوبي وسدود أخرى صغيرة أقامها الإخوة (الأحباش) على مجرى بحيرة “تانا”، فلم لم يتأثر (المصريون) بها حتى الآن، مع أنهم الأعلى صوتاً في رفض قيام السد الإثيوبي، وتأثرنا نحن المساكين الذين تردد حكومتنا كل يوم أن هذا السد (الأجنبي) يحقق مصالح كبيرة للسودان !!
{الخرطوم عطشانة، وهي ترقد على النيل .. كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول !!
{صحِ النوم يا مجلس تشريعي ولاية الخرطوم .. استدعوا هذا المدير (الجديد القديم)، وحاسبوه على زيادة التعرفة التي زادت القطوعات.