هل تعرف ما هي أصغر الدول عمراً في العالم؟ الجواب هو جنوب السودان، التي شهدت تغيرات كبيرة منذ استقلالها في العام 2011.
من حرب أهلية إلى خلافات قبلية عميقة شقت الطريق إلى تدخلات سياسية، تعاني الدولة الحديثة من مشاكل كثيرة، لا بد أن أكبرها هو نزوح أكثر من مليوني شخص، وقتل عشرات الآلاف، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وتعيش وسط هذه الاضطرابات الكبيرة، قبيلة المنداري، التي ما زال أفرادها يعيشون بالطريقة ذاتها التي لطالما عرفوها، أي رعي الماشية.
ولا شك بأن العثور على قبيلة أكثر تخصصاً في رعي الماشية من قبيلة المنداري التي تعيش على ضفاف نهر النيل، شمال العاصمة جوبا، هو أمر صعب جداً، إذ أن أسلوب حياة أفرادها يعتمد بالكامل على رعي قطعان ماشية “أنكولي واتوسي” الثمينة، والتي هي فصيلة أبقار تشتهر بقرونها الضخمة، وتُعرف باسم “مواشي الملوك.”
ويصل حجم هذه الأبقار الفريدة من نوعها أحياناً إلى ثمانية أقدام، وتكلف واحدة منها حوالي 500 دولار، ما يشرح سبب أهميتها القصوى في قبيلة المنداري.
وقد قضى المصور طارق زايدي فترة أسبوعين في بداية العام 2016 في جنوب السودان، ليوثق حياة أفراد القبيلة وإخلاصهم في الاهتمام بهذه الحيوانات الجميلة، ويسلط الضوء على العلاقة الفريدة بين الإنسان والحيوان.
ويؤكد زايدي على مدى أهمية هذه الأبقار في حياة أفراد قبيلة المنداري، مضيفاً أنها “نادراً ما تقتل بهدف تناول لحمها، وإنما يعتمد عليها كمصدر للطعام والتداوي وتقديم المهر لدى الزواج، وحتى كصديق.”
ويتميز أفراد قبيلة المنداري بطول قامتهم وقوة عضلاتهم المستمدة من نظامهم الغذائي المقتصر على الحليب واللبن. كما يستفيد أفراد القبيلة من سوائل أخرى تفرزها أبقارهم المدللة، إذ أنهم يستخدمون بول الأبقار كمطهر من الأمراض، فضلاً عن استخدامه أيضاً كمستحضر عناية بالجمال، إذ يضعونه على الشعر ليعطيه لونه البرتقالي. كما يُحرق روث الأبقار ويُستخدم رماده بمثابة دواء يقي من أشعة الشمس الحادة.
CNN