يحكى أنّ كلمة الرخاء تعني باختصار سعة في العيش، والسعة في العيش تعني أن كل ما يحتاجه الإنسان من ضروريات حياة قد توافر له إلى أن فاضت الضروريات، وانتقل الإنسان من (خانتها)، إلى خانة الكماليات، وأخذ يتخير فيها وينوع، معتمدا في ذلك على رخاء حياته وسهولتها ونعومتها وامتلائها واكتمالها. فالرخاء بمعنى آخر أكثر وضوحا يعني أن مواطني بلد (ما) لا يعانون شظف العيش، ولا يقبع (99%) منهم تحت دائرة الفقر، ولا يسكن (بعضهم) داخل معسكرات للنزوح، أو داخل خيام طارئة، كما يعني هذا الرخاء أن هذا البلد ذا الحياة (الرخية اللينة) بلد جاذب للآخرين الذين لا يجدون رخاء أو حياة في بلادهم؛ لا أن يعني تكدس الشباب والكفاءات في المطارات والموانئ هربا من بلاد الرخاء المزعوم.
قال الراوي: وفي معنى كلمة رخاء يقول قاموس المعاني: “الرخاء هو سعة العيش وحسن الحال”، ويقول “[ ر خ و ] (مصدر رَخَا) ” يَعِيشُ في رَخَاءٍ”: فِي هَنَاءٍ، سَعَة العَيْشِ، رَفَاهِيَة. “عَمَّ الرَّخَاءُ البِلاَدَ” “اُذْكُرِ اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ يَذْكُرْكَ فِي الشِّدَّةِ”… هذا في قواميس اللغة التي تقتبس المعنى من (الحياة)، أما في الحياة ذاتها فالمعنى تجده في بلاد (هناك) ليس في أذهان سكانها مجال لإثارة سؤال في هذا المعنى لأنه واقع حال والحياة نفسها لديهم هي (الرخاء)، كما ليس من طبائع (حكامها) المن والأذى بما هو أصلا حق مستحق لسكانها، هناك تجد المعنى.
قال الراوي: وللتقريب أكثر يا (أخ الرخو) الرخاء يعني باختصار الانتقال بالمواطن -وهنا (السوداني)- من مرحلة (قفة الملاح وحق اللبن والبامبرس ومصاريف المدرسة وتمن الدوا والمواصلات وووو) إلى الاهتمام بـ(أين أقضي إجازة هذا العام؟ وأي مسرحية أشاهد؟ وأي موديل من السيارت أقتني؟ وأيدرس ابني في مدارس اللغة الإنجليزية أم الفرنسية؟ وهل أبدل أثاث البيت هذا العام أم أهده وأشيده من جديد وووو)، وهذا ليس خيالا ولا (فيلما هنديا) هذا ما يحدث بالفعل لمواطني بلاد الرخاء الحقيقي، وما يحدث بـ(الغُمُتي) لبعض مواطني بلادنا من أثرياء الرخاء الحرام.. فتأمل.
ختم الراوي؛ قال: وفي التنزيل العزيز قال تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ) صدق الله العظيم.
استدرك الراوي؛ قال: الرخاء “سعة العيش وبحبوحته” من المعجم برضو.
أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي