{هل أنجز السادة معتمدو محليات ولاية الخرطوم كل أعمال النظافة والتجميل ومشروعات الصحة والتعليم، ليتفرغوا لإزالة (أكشاك الجرايد)، استهدافاً للصحف والصحفيين، وأسر العاملين على هذه الأكشاك التي هي بوضعها الحالي أكثر نظافة وجمالاً من بعض المناظر والمكاتب داخل حيشان رئاسات المحليات نفسها !!
{ألم يجد الأخ “مجدي عبد العزيز” معتمد أم درمان شيئاً نافعاً يفعله غير إزالة كشك جرايد، ظل في موقعه لأكثر من (أربعين) عاماً جوار مقر المحلية بشارع الموردة ؟!
{ألم يرَ السيد المعتمد بأم عينه أكوام النفايات وأرتال القذارات في شوارع وأزقة أحياء “أبوروف” و”ود البنا” و”بيت المال” و”ودنوباوي” وحي “العمدة” ومربعات “أبو سعد”، ماذا فعلت المحلية وهيئة نظافتها لتنظف أم درمان وتجملها وتعيد تهيئتها بصورة حضارية لائقة؟ هل نجلت الميادين والساحات وزرعت الأزاهير فيها وحولها ؟
{هل أكشاك الصحف هي ما تبقى خادشاً لوحة الخضرة والجمال والتناسق الهندسي في هذه المحليات ؟!
{بالأمس حدثتكم عن مشاهد العبث و(الهرجلة) اللا هندسية التي تمارسها إدارة الطرق والشؤون الهندسية في المحليات، بتنفيذ عمليات (ترقيع) معيبة على الأسفلت في أم درمان وبحري، لو كلفوا بها عمال بناء (طلب) من السوق، لأنجزوها أفضل مما فعل السادة المهندسون والفنيون (المختصون) !
{واليوم نحدثكم أنه ما من (معتمد) فشل في مهامه الرئيسية إلا واستهدف الأشجار فقطعها من جذورها دون أن ينقلها إلى مكان آخر، (في ألمانيا تنحت البلدية لوحة صغيرة على كل شجرة توضح تاريخ غرسها، والعامل المسؤول عن رعايتها وسقياها)، ثم يستهدف أكشاك الجرايد بحجة أنها تشوه منظر الشارع الرائع النظيف المغسول بالماء والصابون كما كان الحال في خرطوم الستينيات!!
{إنه استهداف قبيح لمنابر التنوير والتثقيف والتوعية، استهداف للحريات العامة تحت لافتة التجميل والتخطيط بهذه المحليات، دون أن يمنحوا أصحاب هذه الأكشاك بدائل أجمل وأرقى بالاتفاق مع شركات لديها نماذج مختلفة مثل شركة “الكولا” وغيرها، لم التعجل في الإزالة قبل توفير البديل ؟
{إنني أدعو أصحاب المكتبات إلى مناهضة أي إزالة من طرف المحليات والشروع في مقاضاة المعتمدين والمديرين التنفيذيين والشؤون الهندسية التي تنفذ هذه الأعمال (التخريبية) التي طالت مئات المكتبات في “الثورة” و”بحري” و”شرق النيل” و”الكلاكلة” و”جبرة ” وكل مدن وأحياء ولاية الخرطوم.
{ونحن في (المجهر) مستعدون لتكليف مستشارينا القانونيين للطعن في قرارات المحليات لدى المحاكم والمطالبة بتعويض كبير ومجزٍ لهم، لأن أصحاب هذه المكتبات المزالة يعولون أسراً .. شيوخاً وأطفالاً وأرامل، فمن لهم غير باعة الصحف الفقراء، هل تدفع لهم المحليات حق الأكل والكهرباء والموية .. وحق الإيجار ؟!
المجهر السياسي