أسامة عبد الماجد : إلى مدير جهاز الأمن

* بالطبع أول حديث لبعض المعارضين عند سؤالهم عن الأوضاع يقولون لك نحن مستهدفون .. لكن لم يتوقع أحد أن يكون الجهاز نفسه مستهدفاً .. كان ذلك حديث مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق مهندس محمد عطا المولى في الحوار الذي أجرته معه في وقت سابق الغراء (السوداني) عندما قال إن الجهاز مستهدف ولأكثر من سبب .. حتى أن البعض تساءل : (الأمن نفسه مستهدف).
*واليوم نستهدف رئيس الجهاز، ليقضي لمواطن حاجة له، كان الجهاز طرفاً فيها في يوم ما .. الحكاية تعود للعام 1994 عندما تم اتهام رجل الأعمال الشاب مزمل محمد خضر محمد اتهموة بدعم المعارضة، وكان بالقاهرة وعندما تم إستدعاؤه في سفارة السودان بالقاهرة لم يتهرب ومضي وقابل الراحل السفير أحمد عبد الحليم، وسرعان ما اتضح أن الأمر تلفيق تم بواسطة أحد قيادات الأحزاب المعارضة وقتها.
* لكن بعد عودته للبلاد قام أحد ضباط جهاز الأمن ويدعى (أ. أ) وكان برتبة نقيب ومعه جندي باستغلاله وابتزازه وأخذا منه أكثر من عشرين مليوناً (بالقديم) والتي قد تعادل الآن ملياري جنيه أو أكثر، وكذلك سيارة كريسيدا جديدة واشتري (أ.أ) قطعتي أرض.
* تعاملت إدارة الجهاز بحسم وتولى مديره وقتئذ حسن ضحوي الملف، مما يدل على اهتمام الجهاز بسمعته مع أنه في بواكير التسعينات من القرن الماضي كان الجهاز منغلقاً على نفسه، ليس كما حادث الآن من إنفتاح كان أخره افتتاح ملعب الديوم بالخرطوم بدعم كامل منه.
* استجوب ضحوي شخصياً مزمل واستمع لشكواه وحول النقيب الى المحكمة وحكمت علية بثلاث سنوات، وأمرت بإعادة القطعتين والسيارة لمزمل، وقبلها كان الجهاز قد حجز على السيارة، لكن مزمل غادر إلى السعودية وانقطعت صلته عن البلاد لعشر سنوات كاملة.
*وبعد عودته تنقل بين القاهرة ودبي ، واستقر به المقام بمصر لخمس سنوات .. عاد مزمل للإستقرار بالخرطوم ولكنه فقد كل ثروته وخسرت أعماله حيث إحتال عليه أحد القيادات بحزب معروف مشارك في الحكومة.
* مر مزمل بظروف قاهرة، مما إضطر والده الى تحريك قضية الإحتيال التي تعرض لها بواسطة أحد قيادات الاحزاب، واليوم تستأنف جلسات المحكمة في قضية الإحتيال الشهيرة والتي جهاز الامن لا علاقة له بها من قريب أو بعيد.
* مايهمنا هنا أن يتم انصاف مزمل ويعاد له حقه، ولا أقول أنه بطرف المؤسسة الأمنية، لكنها هي الجهة الوحيدة التي يمكن أن تساعده، خاصة وأن ملف القضية من الملفات التي تبرئ ساحة الجهاز، وتؤكد مصداقيته مع المواطن.
* إن ملف مزمل قلادة شرف في جيد المؤسسة الأمنية، وتأكيد أن الجهاز منحاز للمواطن وينصفه في كل الظروف، حتى ولو كان ذلك على حساب منسوبيه، مما يعني مهنية وكفاءة الجهاز .. ومهما يكن من أمر فكلنا ثقه في أن ينصف مزمل مجدداً

Exit mobile version