مبارك عبده صالح : المال تحت الدرق

والدرق عبارة عن ساتر يصنع من الجلد ويكون دائماً في معية المحارب ويتقلده بيده اليسرى والسيف بيده اليمنى وتكون مهمة الدرق في الحفاظ على سلامة الفارس الذي يتلقى ضربات العدو ويكون تصديه بهذه الدرقة الدرع الواقي لسلامة جسده، وبالتالي فإن أخطر موقع في هذه الحالة التي تكون تحت الدرق مباشرة، لذلك كان نجاح رجال الأعمال المميزين الذين يدخلون المشروعات غير التقليدية وربما أحياناً لا يقبل عليها البعض مما تتسبب في خسائر ماحقة تؤثر على مسيرته في عالم التجارة، ولذلك نجح في مجتمعنا أصحاب المبادرات في السابق والحالي، فكل الذين أصبحوا رقماً في دنيا المال قاموا بمجازفات ومخاطر جمة في سبيل الوصول لمبتغاهم، بل حتى أنواع السلع التي تحتاج إلى خطط معينة وحسابات غير عادية للتكاليف التي تتطلبها هذه السلعة أو الخدمة، بل أحياناً في تربية وتعويد المستهلك على هذه السلع التي تحتاج إلى وقت ليس بالقصير وما يلزم من أعباء مالية وترويجية وإدارية لتحقيق الهدف. لذلك فكلما كانت المخاطر كبيرة كان العائد أكبر والعكس صحيح. فكم من الأفراد الذين ومنذ أن كنا أطفالاً يمتهنون تجارة معينة اشتهروا بها، بل التصقت بعائلتهم وتوارثوها كابر عن كابر، ولكن دون أن تضيف في وضعهم الاجتماعي أو المالي شيء وكأنهم يكررون هذا النشاط سنوياً ويعيدونه لفترات تجاوزت سنين عدداً وكما يقولون:( كيف تؤدي نفس العمل بنفس الطريقة وتتوقع نتائج مختلفة).
يأتي بعدهم أشخاص فتح الله بصيرتهم وأعطاهم الجرأة والتوكل على الله في تبني مشروعات غير مألوفة للمجتمع أو مطروقة من قبل وتصاحبها مخاطر جمة، ولكن قدر المقتحمون والمبادرون أن يكونوا دائماً في المقدمة مع تحمل نتائج ذلك وهذا هو الفرق، فبهذا التصرف يكون التطوير والتحديث، لأن السكون والركود والخوف من المجهول لا يولِّد إلا الضعف والاستكانة وقس على ذلك في كافة الميادين.

Exit mobile version