رئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير : المؤتمر الوطنى بائس من حيث السياسات كلها و مسؤولية التغيير بأيدي السودانيين لا بأيدي سواهم

على المعارضة مواجهة نفسها بالنقد الصادق الشجاع
المؤتمر الوطنى بائس من حيث السياسات كلها
(الإجماع الوطني) مهدد بالانفضاض وبيننا والشيوعي حوارات لم تنقطع

مسؤولية التغيير بأيدي السودانيين لا بأيدي سواهم
نريدها دولة تعترف بتعددية السودان في ثقافاته وأعراقه
مسيرة الحكم الوطني منذ الاستقلال كانت تاريخاً من الفشل المتواصل

القول بأن نداء السودان صنعته جهات أجنبية غير صحيح
الانتفاضة الشعبية أمر حتمي طال الزمن أم قصر

من حق د. نافع أن يصل إلى ما شاء من الاستنتاجات
أنا وإبراهيم الشيخ عشنا ريعان الشباب وجمعنا الهم المشترك

نواصل في هذا الجزء الثاني من الحوار مع الباشمهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني.. الدقير تحدث في هذا الجزء عن نشأته في حاضنة سياسية اتحادية، وذكر حقيقة علاقته مع إبراهيم الشيخ وموقفهما الحقيقي في المؤتمر السوداني من قوى المستقبل للتغيير.. كما أسهب في الحديث عن عن مستقبل البلاد.. حاولنا في هذا الجزء أن نربط الحديث السياسي بالشخصي فخرجنا بهذه المحصلة..

*أنت من أسرة اتحادية واثنان من إخوانك يشاركان في الحكومة.. كيف وجدت طريقك إلى المعارضة بعيداً عن الاتحاديين؟
– نعم أنا من أسرة اتحادية ونشأت في حاضنة سياسية لا بد أنها تركت أثراً في تكويني خصوصاً ما كنت أسمعه في صغري من شعارات تتحدث عن احترام الرأي الآخر وقيم الاعتدال وحرية الفرد وديموقراطية المؤسسة.. لكنني في مرحلة مبكرة اخترت طريقاً مستقلاً ووجدت ضالتي في تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعة ومن ثم حزب المؤتمر السوداني.

*ما هو تعليقكم على اتهام الأستاذ كمال عمر في وقت سابق لحزب المؤتمر السوداني ورئيسه إبراهيم الشيخ بتدبير مؤامرة لإفشال مظاهرات سبتمبر 2013؟

– هذا كلام مؤسف ومضحك في آن واحدأ لأنه يجافي الحقيقة تماماً.. إبراهيم الشيخ ورفاقه في قيادة وعضوية المؤتمر السوداني كانوا منخرطين عملياً وتنظيمياً في صفوف ثوار سبتمبر 2013 ولم يكفوا عن إصدار البيانات وشحذ الهمم لدعم تلك الهبة الجماهيرية المجيدة.. في تلك الأيام تم اعتقال إبراهيم وكل أعضاء المكتب السياسي لحزب المؤتمر السوداني وعدد كبير من كوادره لأنهم كانوا وسط الجموع الثائرة ولم يتواروا يوم توارى من يعرفهم كمال عمر الذي يصدق عليه، بحديث إفكه هذا، المثل الشهير “رمتني بدائها وانسلت”.

*حزب البعث الأصل يردد دائماً أن نداء السودان صنعته بعض أطراف المجتمع الدولي لإيجاد مخرج آمن للنظام عبر التسوية ما هو قولكم؟
– القول بأن نداء السودان صنعته جهات أجنبية غير صحيح.. نداء السودان تشكيل وطني يضم أطرافاً سودانية ويتعامل مع المجتمع الدولي بما يخدم قضية التغيير في السودان لمصلحة شعبه.

ـ ما هو تعليقكم على تصريح د. نافع بأن المعارضة لا تستطيع إسقاط الحكومة ولو نامت نومة أهل الكهف؟
أولاً الافتراض الذي ذكره د. نافع عن نومة أهل الكهف هو واقع فعلاً، فحكومة الإنقاذ نائمة عن كل المهام التي يجب أن تؤديها أية حكومة رشيدة تحترم شعبها.. ثانياً من حق د. نافع ومن معه أن يصلوا إلى ما شاءوا من الاستنتاجات، لكن عليهم أن يدركوا أن كتاب التاريخ شاهد على كثير من الحاكمين الذين غرهم غرور السلطة وظلوا ذاهلين عن رؤية الواقع وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم وتدابيرهم الأمنية حتى دهمتهم تلك اللحظة التاريخية التي انفجر فيها بركان الغضب الشعبي وقذف بحممه للشوارع ليحيل عروش حكمهم إلى هباء منثور في مزبلة التاريخ

*معظم البلدان التي بها تنوع نجحت في المضي للأمام ما عدا نحن.. لماذا يا ترى؟
– الأصل في المجتمعات هو التنوع والتعدد، ويكاد لا يوجد في دول العالم كلها مجتمع ينحدر من منبت اجتماعي واحد أو يقتصر على لون ثقافي واحد. ولعلَّ التحدي الأكبر الذي يواجه أية دولة (أعني الدولة كمنجز حضاري حديث) هو قدرتها على إدارة التنوع.. بالنسبة لنا في السودان، يجب أن نعترف أن مسيرة الحكم الوطني منذ صبيحة الاستقلال قبل ستين عاماً كانت تاريخاً من الفشل المتواصل وحصاد الهشيم – باستثناء بعض الإشراقات القليلة – وذلك بسبب عجز المجموعات السياسية والعسكرية التي تبادلت السيطرة على السلطة وبؤس الخيارات التي ساست بها البلاد، وكانت نتيجة هذه المسيرة المضطربة الفشل في بناء الدولة الحديثة من خلال مشروع وطني ديموقراطي يعترف بالتعدد ويحسن إدارته ليكون مصدر قوة ومرتكزاً للنهوض والتقدم، وكان ضحية هذه المسيرة قضايا التنمية والحريات والسلام والعدالة الاجتماعية.. لكنَّ لابدّ من الإشارة إلى أن سنوات حكم الإنقاذ، بتطاولها وفداحة خطاياها، كانت هي الأعظم عجزاً وفشلاً والأشدّ ظلماً وإظلاماً في مسيرة الحكم الوطني وهي التي أدت بصورة مباشرة إلى ما نحن فيه الآن من أزمة وطنية شاملة تتجلى مظاهرها فاقعة في فضاءات السياسة والاقتصاد والمجتمع.

*أحدهم شاهد عمر الدقير ذات مرةٍ وفي يده مسبحة.. هل أنت صوفي ختمي الهوى ومؤتمر سوداني؟
– هذا أمرٌ يخصني ولا أعتقد أنه يهم القراء أو يفيدهم بشيء.. لكن المهم هو أن حزب المؤتمر السوداني، الذي أتشرف بالانتماء إليه، ينظر بتقدير كبير لتأثير حركة التصوف في تشكيل الوجدان السوداني ومساهمتها في نشر قيم التسامح والتكافل والاعتدال وقبول الآخر.

*هناك خلاف في قوى الإجماع.. خلاف في الجبهة الثورية.. خلاف في نداء السودان.. إذن كيف تريدون حل أزمات الوطن وأنتم متشاكسون كمعارضة فيما بينكم حول أصول لا فروع؟
– رغم مسؤولية النظام في إيصالنا لهذا الواقع المأزوم، يجب على المعارضة أن تواجه نفسها بالنقد الصادق الشجاع.. فرغم التضحيات الجسام التي قدمها منسوبو القوى المعارضة منذ اليوم لحكم الإنقاذ حيث واجهوا سيف الفصل والتشريد وصمدوا في وحشة الزنازين واجترحوا البطولات في بيوت الأشباح وأقبية التعذيب، بل منهم من دفع حياته ثمناً لدفع الموقف النضالي إلى علوه الشاهق، رغم كل ذلك لا أحد يستطيع إنكار أن المعارضة باختلاف مكوناتها ظلت في بعض الأحيان تمارس الاستغراق في شجونٍ صغرى وخلافات هامشية لا تليق بأهمية قضايا الوطن وخطورتها.. اختلاف وجهات النظر حول بعض القضايا والتعاطي مع المستجدات أمر طبيعي في أي تحالف يضم أطرافاً متعددة، مثل نداء السودان أو الإجماع أو الجبهة الثورية، لكن المهم هو أن يحتكم الجميع للمنطق والاحترام المتبادل وتناول أية قضية انطلاقاً من وحدة الهدف وصولاً للتوافق حول الفكرة الأرشد والموقف الأصوب.. الشيء الإيجابي هو أن تحالف نداء السودان الذي يضم كل هذه الأطراف توافق في اجتماعه الأخير بباريس حول القضايا الأساسية ونأمل في وجود إرادة صادقة وموحدة لتنفيذ مخرجات ذلك الاجتماع.

*في حال الانتفاضة الشعبية المباغتة.. ألا تخشون على البلاد من السورنة والليبنة واليمننة.. هل لديكم بديل راشد؟
– نحن نعتقد أن الانتفاضة الشعبية هي أمر حتمي طال الزمن أم قصر.. صحيح أنَّ الواقع السوداني بلغ درجةً من التعقيد والهشاشة جعلت البعض يتخوف من احتمالات الفوضى لو انفجرت الانتفاضة في هذه السياقات المشحونة بضغوط الأزمة الاقتصادية والاحتقان الاجتماعي والظلم والتهميش ومشاعر الغضب والغبن وعدم الثقة، لذلك لا بديل عن النهوض لمهمة التغيير لأن الفرار والتخلِّي عن هذه المهمة الوطنية يعني موت المستقبل واستمرار المكوث في هذا الواقع المأزوم الآسن. نحن نعمل مع الآخرين على تمتين تماسك قوى التغيير في جبهة مقاومة موحدة عريضة تعمل على المساهمة الفاعلة في إنجاز التغيير عبر المقاومة الجماهيرية السلمية الشاملة مع وجود برنامج متفق عليه يبدأ بوقف الحرب ومعالجة آثارها ويحكم فترة الانتقال عبر عقل وطني جماعي، ونثق في قدرة شعبنا على الارتفاع إلى مستوى تحديات آماله ولنا أسوة في تجاربنا السابقة وتجارب شعوب كثيرة واجهت الاحتلال أو الاستبداد في سياقات مشحونة بمحفزات الفوضى لكنها حاصرت هذه المحفزات وتجاوزت عُسْر مخاض التغيير وأوجاعه بالخروج إلى رحاب السلام والحرية والعدالة والاستقرار.

* أمريكا تقف هذه المرة في صف الحكومة. بل ذهب البعض أنها يئست من المعارضة مدنية أو مسلحة لتغيير النظام.. ألا تعتقد أن المعارضة فقدت الكثير وهي في موقف لا تحسد عليه؟
– نحن في حزب المؤتمر السوداني، مع شركائنا في المعارضة، نعتقد أن مسؤولية التغيير بأيدي السودانيين لا بأيدي سواهم.. نعم نحن في عالم تتداخل فيه المصالح وقد تتأرجح مواقف أمريكا وغيرها من أطراف المجتمع الدولي بين النظام والمعارضة، لكننا نتعامل معهم وفق ما يحقق طموحات شعبنا. مثلاً هم طالبونا خلال اجتماع باريس الأخير بضرورة التوقيع على خارطة إمبيكي المنحازة لرؤية النظام لكننا رفضنا وأوضحنا رؤيتنا وتمسكنا بها.. في كل الأحوال بالنسبة لنا يبقى ميدان المعركة الحقيقي هو ساحات المقاومة الجماهيرية السلمية، ونحن واثقون من النصر، وأن السودانيين لا يمكن أن يحبسوا إرادة التغيير في صدورهم إلى الأبد، وهم الذين جربوا مَضاء هذه الإرادة مرتين خلال ربيع التاريخ الحديث.

*أنتم تتعاملون بحذر مع قوى المستقبل للتغيير لماذا؟
– هناك مجموعات كانت في السلطة وخرجت منه حديثاً، وهذا سبب كافٍ للحذر، لكن هناك بعض المجموعات كمنبر السلام العادل لدينا منه موقف بحكم ما يدعو له.

*لكن ما كان يدعو له المنبر زال بانفصال الجنوب ؟
– لم ينتهِ وما زال يحمل نفس الأفكار.. منبر السلام سعى لفصل الجنوب حتى يخلق نقاء عرقياً والهوية الدينية، وهذا الأمر ما زال موجوداً لديهم حتى بعد انفصال الجنوب، وهذه هي النقطة المركزية، لابد من تأسيس دولة تعترف بأن السودان وطن متعدد في ثقافاته وأعراقه والدولة تعترف بهذا وتحسن إدارته، وحزب ينحاز إلى العقلانية وإلى نداء الضمير الحي ومنفتح على كل التراث الإنساني ويأخذ ما يناسب بيئتنا والمسألة كلها سواء كان في قضايا الحكم وقضايا السياسة والاجتماع كلها خاضعة للعلم وهذا ما ننهل منه وحيث ما وجدنا الحكمة فهي ضالتنا.

*هل منبرالسلام العادل هو من صوت لانفصال الجنوب أم هم الجنوبيون أنفسهم؟
– الجنوبيون هم من صوتوا

*إذاً لماذا تحمل المنبر ما لا علاقة له به أصلاً؟
– هو أصلاً كان داعماً لفصل الجنوب وهذه ليست منكورة، وبالتالي هو ساهم في الانفصال وكان لديه ماكينة إعلامية ضخمة شغالة في هذا الاتجاه ولا أعتقد أن الخيار النهائي للجنوبيين تم في سياقات مشحونة بعوامل الغبن والظلم وسياسات كثيرة، وليس مسؤولية الإنقاذ لوحدها منذ الاستقلال ولكن بشكل أساسي نظام الانقاذ يتحمل هذه المسألة حتى في الفترة الانتقالية عقب اتفاقية نيفاشا لم يبذل جهداً في اتجاه وحدة السودان.

*وجود إخوانك في الحكومة ألا يشكل لك هاجساً وأنت معارض شرس جداً؟
– لا يشكل لي هاجسً وزي ما بيقولوا “كل شاة معلقة من عصبتها”.

*ألم يحاولوا الجلوس معك لإثنائك عن المعارضة؟
– هم يتفهمون وجهة نظري ويحترمون إرادتي.

*أنت شخصية خلافية؟
– لست كذلك، لست شخصية خلافية بالعكس ولكن منذ أن نشأت وأنا معارض لهذا الواقع، وناقد لهذا الوضع الموروث منذ الاستقلال، وتفتح وعيي في سنين نظام مايو وأنا من أسرة كان فيها الاتحادي الديمقراطي وكانت تحمل لواء المعارضة عبر الشريف حسين.

*كنت تحب الشريف حسين؟
– بالتأكيد

* ما الذي جعلك تدخل المؤتمر السوداني؟
– أنا أصلاً كنت ناقد لهذا الوضع بكل الأطروحات الموجودة فيه سواء كان من الأحزاب التقليدية أو عقائدية أو غيرها واتجه للتفكير بشكل مستقل وجذبتني أطروحات الطلاب المستقلين وأنا كنت أقرب لجيل التأسيس وأنا دخلت الجامعة سنة 80 -81 والمؤتمر حركته بدأت سنة 77 وبدأنا نطور معهم الفكرة.

*بدأت علاقتك بإبراهيم الشيخ عندما كنتم طلاباً في جامعة الخرطوم.. هل لك أن تحدثنا عن هذه العلاقة؟
– نعم التقيت بإبراهيم الشيخ في ثمانينيات القرن الماضي في جامعة الخرطوم في رحاب مؤتمر الطلاب المستقلين وظللنا لأكثر من ثلاثين عاماً صديقين وشريكين في الهم والحلم والهاجس.. ربما تكون شهادتي في إبراهيم الشيخ مجروحة، لكني أقول لك باختصار أنه من أنبل الناس على المستوى الإنساني، ومن أعظمهم إحساساً بقضية شعبه وأصدقهم في التعاطي معها وأسخاهم بذلاً في سبيلها.

*في أي عام التقيت إبراهيم الشيخ ؟
– إبراهيم الشيخ طبعاً هو أكبر مني سناً، ولكن دخل الجامعة بعدي والتقيت به في السنة الثانية من الجامعة ومنذ ذلك بدأت علاقة طويلة لم تنقطع.

*كنتم في مؤتمر المستقلين سوياً؟
– نعم

*هل أنت من استقطبه لمؤتمر المستقلين؟
– لا.. هو برز من الحراك الأول,

*لماذ كنت ترفض رئاسة المؤتمر السوداني؟
– كنت رافضاً لظروف شخصية متعلقة بي، وهذا كان سبب الاعتذار ولكن عندما شعرت بأن هنالك رغبة جامحة وضاغطة من كثير من الناس استجبت متعالياً فوق المسائل الخاصة.

*أليس من الظلم الحكم على المؤتمر الوطني بأكمله؟
– المؤتمر الوطني بائس من حيث السياسات كلها وهو خصم على القضية الوطنية وخصم على الأزمة، وبالتأكيد في كل تنظيم يوجد ناس كويسين ولست بعلاقة مباشرة معهم وما يطرحونه في الإعلام غير مبشر.

*هل تعتقد بوجود دولة أفريقية مرت بنفس أزمتنا هذه وحلت أزمتها كما في جنوب افريقيا عندما عقد نيلسون مانديلا الكوديسا؟
يمكن أن تحدث ويوجد نيلسون مانديلات كثر، ولكن لا يوجد في السودان دي كليرك المؤتمر الوطني وعلى حسب قناعتي لا يريد حلاً سياسياً شاملاً عادلاً للقضية الوطنية وما زل فقه “الكنكشة” مسيطراً عليه في الاستحواذ والاحتكار، وأنا أعتقد بأن هذه هي المعضلة الأساسية في أن الوضع يذهب إلى الأمام وكل ما يطرح من دعوات حوار هي كلمات حق يراد بها باطل ويمكن أن يشغلوا بها الناس والحديث حول الحريات لا توجد إرادة صادقة للتحول.

*هم قالوا استحالة أن يسلموا الحكم لعلماني؟
– هذه هي العقلية الإقصائية نفسها والمفروض أن يكون المقياس سودانياً وبس.

*لماذ ا لا تنتظرون توصيات الحوار ومن ثم تضعون عليها ملاحظاتكم؟
– نحن غير معترفين بجمعية عمومية ولا بحوار نعتقد بأنه قام في بيئة غير مناسبة وإذا قام حوار في بيئة مناسبة وفق الشروط والاستحقاقات التي نطالب بها كالحريات ووقف العدائيات وإذا تمت هذه الأشياء ليست لدينا مشكلة ونريد ضمانات.

*هل أنت متفائل؟
– المشكلة في المؤتمرالوطني، ونحن لا نمل ولن نطبق أيدينا وسنصعد عمل المعارضة السلمي.

* ما هي خطتكم القادمة؟
– ليس لدينا خيار، الحل السلمي غيرمتاح لنا.

* هل تعتقد بأن هذه المخاطبات في الأسواق تستطيع أن تهز شعرة في رأس المؤتمر الوطني؟
– نحن نطور إرادتنا ونشحذ همتنا يوماً بعد يوم ومطلوب من كل الناس أن يرتفعوا لمستوى التحديات وأن تكون في حالة مقاومة شاملة تساهم فيها كل الأحزاب التي تطرح نفسها كمعارضة

*هل صحيح أن فاروق أبوعيسى سيترك التجمع الوطني بسبب الحالة الصحية؟
– هذا غير صحيح، ولا علم لي بذلك وكنت قريباً منه وسيستشفي ويعود قريباً.

*يبدو أن التجمع الوطني سينفض قريباً؟
– حقيقة في إشكالات في الإجماع الوطني تتعلق بنداء السودان والواقع الحالى نحن نفتكر بأننا في لحظة مفصلية بأن نأخذ موقفاً موحداً من نداء السودان ونجيز مخرجات باريس الأخيرة وإذا حدث عكس ذلك يمكن أن يحدث انفضاض.

*تم اتهامك بأنك أقرب للنظام؟
– الاتهام موجه للقوى الموجودة في نداء السودان على أنها قوى تسوية وبيقولوا ان نداء السودان مصمم للتسوية، وهذا كلام يدحضه الواقع

*ما هو سبب التحول للحزب الشيوعي تجاهكم من حالة العداء إلى التماهي؟
– الحزب الشيوعي الآن أصبح مع نداء السودان بعد اجتماع باريس، وبيننا حوارات لم تنقطع.

*من هو أقرب الإسلاميين إليك؟
– لدي علاقة شخصية مع المحبوب عبد السلام لاعتبارات المصاهرة.

*هل قرأت للترابي كثيراً؟
– نعم قرأت.

*ما هو الخطأ الذي قامت به الإنقاذ في نحر الأدب والفنون؟
– تراجعنا كثيراً في السياسة وفي الفن والكرة وفي الاقتصاد والمسألة الأساسية في أننا أسلمنا أمرنا طوال فترة ربع قرن وهذه الفنون والآداب تحتاج الى تحرر وإلى احترام للعقلانية واحترام للآخر وهذا ما يؤدي إلى تكامل أفكار الناس.

*ما تود قوله أخيراً؟
– أتوجه بالتحية لكل أفراد الشعب السوداني، وأقول إن حزب المؤتمر السوداني هو دعوة مفتوحة للجميع للاحتشاد حول مشروع سياسي فكري جديد يستوعب المتغيرات الحادثة ويستفيد من دروس التجارب الماضية لتجاوز الراهن المأزوم واقتحام المستقبل بمصابيح تضيء الطريق. كما أوجه التحية لجميع أعضاء حزب المؤتمر السوداني في السجون والمعتقلات على مساهماتهم الباسلة في حراك التغيير .. وأؤكد أن حزب المؤتمر السوداني يمد يده لكل المهمومين بقضية التغيير من أجل توحيد الجهود للعبور بوطننا إلى رحاب السلام والحرية والعدالة والرفاه وكل شروط الوجود الكريم.

حوار عطاف عبد الوهاب
صحيفة الصيحة

Exit mobile version