أيام ويهل علينا شهر رمضان المعظم الذي تتسابق فيه الفضائيات العربية لتقديم أعمال درامية جاذبة لكي تنافس بها في السباق الرمضاني، وفي السياق يترقب المشاهدون في السودان بداية بث الأعمال الدرامية للحكم لها أو عليها، آملين في ذات الوقت في منتوج جديد في الفكرة والطرح، فضلاً على ظهور أسماء جديدة تحرك الساكن.
أذى كبير يلحق بالدرما السودانية فيكتم على أنفاسها، كثيرون يعزون ذلك إلى الشخصية السودانية ذاتها ويصفونها بأنها شخصية (غير درامية)، آخرون يذهبون وهم الغالبية إلى أن الدولة هي السبب، إذ تضع الدراما أسفل قائمة أولوياتها، لكننا بين ذلك الرأي وهذا، لم نجد سبيلاً أمثل من الاحتذاء بالمثل الشائع (اعط الخبز لخبازه)، فأسرعنا الخطى إلى بعض المختصين، فلنقرأ السطور جيداً.
إنتاج موسمي
يتساءل المخرج عبد الرحمن حامد: “ثمة من يقول إن الدراما السودانية تدهورت، هل كانت هنالك دراما في الأصل؟ أرفض كلمة (تدهور)، فالدراما السودانية رغم قلة الإنتاج لكنها لم تتراجع، والدليل النجاحات التي تحققها داخل وخارج الوطن، فقط شح الإنتاج وعزوف التلفزيون القومي عنها، جعل المشاهد فاتراً تجاهها بعض الشيء، أما الدراميون فرغم البيات الشتوي لا تزال لديهم مبادراتهم، والنهوض لا يتأتى إلا بغزارة الإنتاج، وليس بالعمل الموسمي، كل رمضان، زي الحلو مر”.
غياب الدعم
أما الممثل علي يونس الطيب، فيقول: الاستثمار في الدارما لا يأتي عن فراغ، فلابد من دعم الدولة حتى نصنع للدراما سوقا خارجية، وبعد ذلك تطمئن رؤوس الأموال وتنخرط في الإنتاج، وليس ضرورياً دخول الدولة بالدعم المال، وإنما بتوجيه مؤسساتها (القنوات والإذاعات الرسمية) لإنتاج الدراما.
لكن الممثلة الكبيرة الأستاذه فايزة عمسيب تعود بنا إلى بداياتها، فتقول: بدايتي كانت في 1973م مع فرقة الأصدقاء، التي كان اسمها أضواء المسرح، اشتغلت (حصان البايحة)، بعد ذلك اشتغلت في الإذاعة والمسرح والتلفزيون مثل تمثيليات: الكان زمان، الأرض الحمراء، عرس الزين، تاجوج، وفيلم (عرق البلح) مع المصريين.
عدم القبول
واضافت: الدراما زمان وهسي ما واحد، ويمكن تكون الأسباب الرئيسية اقتصادية، والمخرجون والمنتجون شغالين، بس توقف التلفزيون عن إنتاج الدراما خلي المشاهدين يحسوا بالملل، يعني الممثل بيكون مؤهل بس ما يحظى بقبول، بعدين برضك ما تنسي أثر القنوات الفضائية، وأنا أناشد وسائل الإعلام خاصة الصحافة المساعدة في نهضة الدارما، وحقيقة المخرجون الشباب متقدمون في أعمالهم، ولهم نجاحات مثل (شكر الله، أبوبكر الشيخ، وقاسم أبو زيد).
المحافظة على التوازن النفسي
من جهته، يقول المخرج المسرحي محمد أحمد الختيم إن القنوات الفضائية لا تتجاهل الأعمال السودانية. وفي ذات الوقت تقدم دراما موازية لكي تحافظ على التوازن النفسي للمشاهد. وأضاف: ليس مطلوباً من المنتوج المحلي أن ينافس الدراما العربية بقدر ما مطلوب منه أن يحافظ على الاتزان الاجتماعي لأن خطورة تقديم دراما لا تحمل الإرث الثقافي المحلي والعادات والتقاليد قد تجعل الكفة لا ترجح المصلحة الوطنية. وأردف: هناك تطور درامي كبير حدث في دول محافظة مثل منطقة الخليج التي تجتهد للحفاظ على هويتها وثقافتها، بجانب وجود دول محدودة الإمكانيات تعمل على إنتاج دراما وطنية.
اليوم التالي