سنوياً، وعندما يقترب رمضان تتحسس كل النساء وقليل من الرجال مواضع ورفوف الأواني المنزلية، فيبدأ السباق نحو الأسواق التي ظلت تضيق – على مدى سنوات – بالمشترين الذين يرغبون في اقتناء احتياجات الشهر الكريم.
لكن هذا العام يبدو أن الحال مختلف، فرغم دنو رمضان إلا أن الأسواق لا تزال خالية من المتبضعين، ربما لا يزالون يرفعون شعار حماية المستهلك المأخوذ من المقولة الشعبية الرائجة (الغالي متروك).
حاجيات ضرورية
ولأنه شهر الرحمة يتسابق الكل لشراء الأواني (كبابي، صحون، جكاكة وفرشات). وكشفت جولة ميدانية لـ (اليوم التالي) في أسواق الأواني المنزلية بكل من سوق ليبيا وسوق أم درمان عن ارتفاع كبير في الأسعار، وكل الذين تحدثوا إلينا أكدوا أن أسعار الأواني المنزلية بلغت حداً يجعل الحصول عليها شبه مستحيل، كما تبين الأرقام وبحسب بعض المشترين فإن الأسعار تسببت لهم في ما يشبه الصدمة جراء ارتفاعها غير المسبوق.
واكتفى المواطن الشيخ دهشة بشراء حافظتي شاي صغيرتين، وعدد من الأكواب أملا في أن تستفيد زوجته من القديم لأن ارتفاع الأسعار لا يسمح له بالتجديد. وعدَّ أن الغلاء الفاحش الذي يستشري دون أسباب معروفة وبمعرفة الجهات الرسمية والرقابية مصطنعا وغير حقيقي. وطالب بمكافحته ووضع حد لفوضاه. وعزاه لما سماه جشع وطمع مافيا السوق التي لا هم لها غير الثراء على حساب الشعب الفقير والمنهك.
حديث الأرقام
من جهتها أمَّنت السيدة حواء أحمد على ما ذهب إليه الشيخ. وشددت على عدم قدرة المواطنين من ذوي الدخل المحدود على شراء أوان رمضانية جديدة. وأوضحت أن سعر صينية النيكل يتراوح بين (80) و(100) جنيه، والألمونيوم بين (40) إلى (60) جنيهاً، وبلغ سعر الجك مع ستة كبابي فايبر (220).
إقبال ضعيف
وأكد ذلك تاجر الأواني الرشيد محمد، كاشفاً عن أن الأسعار بلغت هذا العام ضعف ما كانت عليه السنة الفائتة. وفي الإطار ذاته كشف محمد تميم وهو تاجر أوان بسوق ليبيا أن الأسعار المرتفعة جعلت القوة الشرائية تنحدر إلى أدنى مستوياتها ما نجم عنه ركود غير مسبوق في الوقت الذي كان التجار ينتظرون قدوم الموسم لتعويض الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم خلال العام.
اليوم التاالي