سمية علوي : نحن لا نستقبل الضيوف بالبيجاما

حينما نادى الكثيرون إلى الانفتاح، وفي الوقت الذي بُـسطت فيه بعض القطاعات إلى أكثر من طرف.. كان المبتغى هو التنوع وإثراء المجال.. لكن أن تقرن الانفتاح بالفوضى، فهذا ما لا طاقة لأحد به.. لأن الحرية لا تعني القذف والشتم والتضليل.. الحرية مسؤولية.

طيلة عقود والمجتمعات العربية رهينة الصورة النمطية التي ترسمها عنها وسائل الإعلام الغربية، وبعد أن فـُتح الإعلام الثقيل أمام الخواص، لم يفلح هذا الأخير في تصحيح الصورة بل زادها تشوّها، وهو ما يحدث في الجزائر ومصر وغيرها، إذ سقطت إرادة تطوير الإعلام الثقيل أمام قنوات مارست الإشهار الكاذب، وانتهجت خطاب الكراهية خطا لها من دون حسيب ولا رقيب.. من دون دفتر للشروط تمتثل لبنوده، فكان التهويل والتضليل.

هذه الوضعية لم يعد أحد يطيقها، ولو سألت أبسط مواطن لوجدته على وعي بخطورة ما يتم بثه من كراهية، حتى وإن لم يكن من أهل الاختصاص، ذلك أن “الحلال بيّن والحرام بيّن”، أما أصحاب القلم والعدسات، فقد سجلوا ملاحظات في غاية الخطورة، ودقوا ناقوس الخطر بضرورة تفعيل سلطة للضبط من أجل الغربلة والتنظيم.
إنّ عدم التقيّد بقانون الإعلام، وغياب احترام أخلاقيات المهنة يزيد الأمر إلحاحا بوجوب تطهير الإعلام من الدخلاء وتجار الأقمار الصناعية، لترتفع درجات التأهب حفاظا على تماسك الجماعة التي تتقاسم الجغرافيا، وتأمينا للانفتاح المنشود ولكن بنظام.

نحن لا نستقبل الضيوف بالبيجاما.. نحن أهل هذه المهنة، والصحافة على نبلها، بها من الحدّة ما يجعل ترتيب هياكلها أمرا حيويا، من خلال الثقة في من يجيدون على الأقل أبجديات هذا التخصص، ذلك أنّ تصويب القلم نحو التغيير يجب أن يكون بموضوعية وحيادية.

Exit mobile version