احمد يوسف التاي : اتقوا الله يا أنتم “1”

علمتُ من مصادر حسنة الاطلاع أن رئيس البرلمان يحظى بتخصيص “6”سيارات لخدمته تفاصيلها كالآتي: “2” لاندكروزر و”2″ مارسيدس على الألوان أبيض وأسود وكامري وبوكسي دبل كاب، وكلها موديل 2016 .. وعلمت أيضاً تخصيص سيارتين كامري وبوكس دبل كاب موديل 2016 لكل رئيس لجنة ونائبه وعددهم 24 عضواً..
الفاتح عز الدين رئيس البرلمان السابق عندما أفاق من الغيبوبة وثاب لرشده، وخلع النظارات السوداء التي تحجب الرؤية الحقيقية وانتقد السياسات الاقتصادية والبذخ الحكومي أحصى 880 سيارة لاندكروزر لكل دستوري، هذا طبعاً نوع واحد فقط من السيارات دون ماركة المارسيدس والكامري والبكاسي دبل كاب الفخيمة..
قبل أن أبحر إلى ما هو أعمق يلزمني أن أشير إلى أنه حتى رؤساء اللجان في مجلس الولايات يتمتعون بمخصصات تعادل مخصصات الوزراء الاتحاديين من حيث عدد السيارات والمخصصات المالية، ويحق لي أن أسال ماذا يفعل مجلس الولايات هذا؟ وماذا أنجز وهل ما أنجز ذا قيمة وفائدة انعكست على الشعب؟… وعلمت أنه رغم التوجيه الرئاسي السابق بتخفيص مخصصات الوزراء وعدد سياراتهم إلا أنه لايزال الكثير منهم يحظى بتخصيص “3” سيارات للعمل والبيت والأولاد، عدا وزير الإعلام أحمد بلال عثمان الذي اكتفى بواحدة.. هناك “78 ” وزيراً اتحادياً، ولن نسأل عن عدد الولاة وحكوماتهم ووزرائهم ورؤساء مجالسهم التشريعية ورؤساء لجان مجالسهم ونوابهم، والأهم من كل ذلك ما هو الإنجاز الذي حققوه للشعب السوداني؟! هل ما أنجزوه لشعبهم هو الفقر المدقع والعوز والحرمان من أبسط الخدمات مثل الكهرباء والماء والتعليم والخدمات الصحية ؟!، أم هو غلاء الأسعار وفوضى السوق، وانهيار العملة المحلية والضائقة المعيشية التي لم تدع أحداً إلا ووضعته تحت براثنها، أم هو تفشي الأمية والفاقد التربوي؟ أم أن إنجاز هذه الجيوش هو التردي المريع الذي ضرب كل أوجه الحياة وأفرز التشوهات الإقتصادية والأزمات والفساد المالي والإداري.
ومع تضخم هذه المخصصات المضاف إليها البدلات والحوافز والمخصصات المالية والعلاج بالخارج وتذاكر السفر والرحلات والإجازات والتسهيلات واستغلال السلطة، فإننا للأسف الشديد نجد أن مقابل ما أخذوه من موارد الشعب كان العطاء صفراً كبيراً وفشلاً أكبر في كل مجال: اقتصادنا يتأزم، تعليمنا يتدهور، إنتاجنا الزراعي والصناعي يتراجع لدرجة التلاشي، وصادراتنا تستسلم وتضع الراية، وعملتنا المحلية تنهار وتجثو على ركبتيها، وفاقدنا التربوي يزداد، والأمية في تصاعد، والضائقة المعيشية تتفاقم، والحروب والنزاع القبلي ينفجران، فما هو الإنجاز الذي قدمته هذه الجيوش الجرارة مقابل ما يُخصص لها من سيارات ومخصصات وبدلات مالية وأشياء أخرى… وعلاوة على كل ذلك كثير منهم تجار ومستثمرين، وأصحاب شركات ينافسون القطاع الخاص في السوق ويحظون بالتسهيلات ويستغلون نفوذهم في ذلك…
غدًا نواصل الحديث عن السيارات الست لرئيس البرلمان، وعدم التزام الجميع بقرار رئيس الجمهورية القاضي بحظر استيراد سيارات للدستوريين والالتزام باستخدام سيارات جياد”BYD”… اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.

Exit mobile version