* خلال الأيام الماضية تفاقمت الأزمة الإدارية بنادي المريخ، لأن رئيس مجلس الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، أقدم على تعيين لجنة تسيير للنادي، من دون أن يكلف نفسه عناء استشارة كبار النادي ورموزه الإدارية في الأسماء التي اختارها لإدارة النادي.
* زادت تلك الخطوة أزمة النادي تعقيداً، وأدخلته في دائرة معاناة مالية غير مسبوقة، دفعت اللجنة التي يقودها الأخ المهندس أسامة ونسي إلى تقديم استقالات جماعية، بعد أن خنقتها الديون، ولاحقت رئيسها بلاغات جنائية، بسبب شيكات مرتدة.
* ما حدث في المريخ يشير إلى خطورة مساعي تسييس الأندية، ويؤكد خطل سياسة تستهدف فرض شخصيات لا تمتلك الخبرة ولا القدرات المالية اللازمة لإدارة أندية تبلغ كلفة تسييرها الشهرية مليارات الجنيهات.
* تم تكليف لجنة افتقرت إلى عنصري المال والتمرس الإداري بعقد الجمعية العمومية للنادي خلال تسعين يوماً، وفشلت في تنفيذ أمر التكليف، فكافأها الوزير بتمديد أمر التكليف ستة أشهر إضافية.
* أمضت اللجنة شهورها الستة، وفشلت مرة أخرى في عقد الجمعية، وقدم أعضاؤها استقالات جماعية، رحبت بها كل مكونات النادي، وجاءت المفاجأة بإصرار الوزير على استمرار اللجنة، وتسبب قراره في حالة سخط شديدة على السلطة الرياضية بالولاية وسط أنصار النادي الكبير.
* ما فعله اليسع صديق لا يتسق مع الخط العام لسلطةٍ فضلت أن تترك الخبز للخباز في الشأن الرياضي، وقصرت تدخلها على توفير السند المالي، مثلما فعل سعادة الفريق أول بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية، عندما قدم دعماً سخياً للأندية التي تمثل السودان خارجياً، ووفر مليارات الجنيهات كي يمكن محبي كرة القدم من متابعة مباريات الدوري الممتاز عبر شاشة قناة النيلين التابعة للتلفزيون القومي.
* على دربه سار نائب الرئيس، الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن، ونظم نفرة لدعم مسيرة المريخ الإفريقية مؤخراً، كما دعم الهلال مادياً في الموسم الماضي.
* الأندية الكبيرة يجب أن تترك على بنيتها الأصلية، كي تستمر وعاءً وطنياً يجمع أبناء السودان في بوتقة رياضية مبرأة من الانتماءات السياسية والتوجهات العرقية والجهوية.
* يضم المريخ والهلال كل قبائل السودان، وفيهما تتبدى أجمل مظاهر الوحدة الوطنية.
* محاولات العبث بذلك النسيج المترابط، ومساعي تسييس الأندية الكبيرة تشكل خطراً داهماً على الرياضة السودانية، وتخصم من رصيد الحزب الحاكم، ولا تضيف إليه شيئاً.
* كرة القدم تعتبر من أبرز ممسكات الوحدة الوطنية في السودان، وفي مدرجات إستاداتنا تجتمع كل قبائل السودان، وتنصهر قبائله وسحناته وثقافاته ولهجاته، لتمثل سوداناً متسامحاً، متصالحاً، تجمع أهله أواصر المحبة والأخوة.
* مطلوب من وزير الرياضة بولاية الخرطوم أن يوقف تدخلاته السالبة في شؤون الأندية الكبيرة، ونريد من أمانة الشباب في الحزب الحاكم أن تقصر نشاطها على توفير السند الإداري والمادي للأندية والاتحادات، من دون أن تسعى إلى فرض شخصيات، أو رسم سيناريوهات تثير حفيظة محبي تلك الأندية، مثلما حدث في المريخ خلال الأيام الماضية.