٭ كان الغضب بائنا على وجه نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ، وتحدث سيادته بلغة كالسيف وهو ينتقد قيادات دارفور ويقول (أي زول دستوري نزل معاش عاوز يبقي عمدة أو ناظر أو شرتاي). ومع ذلك أثلج حديثه الحضور.
٭ كان حسبو يخاطب أمس ختام مؤتمر السلم الإجتماعي لدارفور بحاضرة جنوب دارفور مدينة نيالا .. أمس كان يوماً تاريخياً من أيام دارفور بل من أيام السودان وحسبو ومعه رئيس سلطة دارفور دز التجاني سيسي يقولان الحقائق عن واقع دارفور بعيداً من كل زيف ويمارسان نقداً ذاتياً لم يمارسه أحد بتلك الدرجة من الصراحة منذ مجئ الإنقاذ.
٭ حسبو يقول الإبتلاءات والفتن التي حدثت بدارفور من صنع أيدينا – لا يقصد الحكومة – وإنما فيما بينهم كأبناء دارفور بينما سيسي يقول (نحن نخب دارفور قدام الناس نقول كلام حلو ومن ورا نعمل عمل شين)
٭ سيسي يقول أهلنا بموتوا عشان واحد فينا يبقي معتمد أو وزير أو والي فيما كشف حسبو أنهم صنعوا الحرب كابناء دارفور بإدعاء التهميش. .
٭ ظل سيسي خارج البلاد منذ مجئ الإنقاذ لنحو واحد وعشرون عاماً .. حزنت عندما قال (عدت ووجدت الناس ماهم بأناس دارفور الذين أعرفهم)
٭ كان حسبو وسيسي قد تحدثا أمام ثلاثة من ولاة دارفور وعدد من الوزراء الإتحاديين ووزراء حكومات دارفور والإدارات الإهلية .. باختصار كانوا يتحدثون أمام نخب دارفور ولعل عدداً منهم من خربوا ودمروا دارفور..
٭ احد قيادات الإدارات الاهلية (العمدة رملي) أطلق حكمة .. (أي كركبة في دارفور يتأثر بها السودان كله) .. وهذا ماحدث بالفعل عندما وصلت درجة إتهام سيادة الدولة بملف الجنائية..
٭ إن حديث حسبو وسيسي ينبغي أن يوثق للتاريخ ، وذلك أن أزمة دارفور أثرت بشكل كبير علي مجريات الأوضاع بالبلاد وأفرزت واقعاً من العسير إعادته لوضعة الطبيعي.
٭ صعد عدد من قيادات دارفور الي السلطة على أشلاء أهلهم وتاجروا بقضيتهم وعدد منهم لا علاقة له بدارفور أو لا إرتباط له بها إلا عند الإنتخابات.
٭ لم يغير قيادات دارفور ما بانفسهم ومع ذلك ينتظروا أن يأتيهم التغيير من المركز ، الذي يتعامل معه بعضاً منهم بوجهين .. وجة انه إبن الحكومة وشخصية قومية بينما عقب رحيل الشمس ينزع القومية ويجلس عارياً كاشفاً عورته وهو يعتقد أنه يتدثر برداء القبيلة.
٭ سواء بقي سيسي أو غادر منصبه سيظل في موقع إحترام وتقدير ، بينما نائب الرئيس سيسطر التاريخ أنه قال ما لا يستطيع أي مسؤول قوله عن أزمة خنقت البلاد وليس دارفور..
الآن (الفورة مليون) في دارفور .. مجموعات تحمي المتفلتين وقطاع الطرق وآن أوان حسمهم .. الناظر التوم دبكة حيا ولاة دارفور الذين ليسوا من أبنائها لأنهم بسطوا الأمن كما قال.
٭ منذ سنوات أزور دارفور ولكن لم أسعد بزيارة مثلما سعدت أمس وأنا أسمع كلمة حق ربما لأول مرة .. شكراً حسبو شكراً سيسي.