حسب أقوال منسوبة للشيخ فرح ود تكتوك يظهر في آخر الزمان (فلانة تعيب وعلان يشيب والإعاقة تجيك من القريب).
بربك قل لي من أين يأتي كبارنا بهذه الحكم. إنها من التجارب الطويلة التى يرويها لهم السابقون، والممارسات الفعلية أثناء حياتهم وما ينتج عنها من خير وشر. لذلك نقوم نحن الأبناء بالتعامل مع هذه الأقوال كأمر مسلم به رغم أنه ليس بالضرورة أن تكون النتائج متطابقة تماماً كما قيلت.
لماذا دائماً نتقي شر من أحسنا إليه؟ رغم أن تكملة المقولة (بمزيد من الاحسان) لتفاؤلنا بأن هذا الإنسان يحمل فى جوفه ذرة من الإنسانية وسوف يلتقط هذه الإشارات يوماً ما؛ إما تانيباً من الضمير أو خوفاً من نفس المصير أو تقديم ما يلزم ليوم النذير.
تظن – وإن بعض الظن إثم – إن تاريخك الماضي والذي لا يعلمه غيرك يجعلك تتفادى الاجتماع به تحت مظلة واحدة في أي مناسبات او مشاركات اجتماعية أخرى لماذا؟ لأنه يعلم تفاصيل العمر وما يخفى، فكيف تتحدث الآن عن الكرم والجود وتبالغ قليلاً بأن العائلة كانت مشهورة، وأن الجد يلقب بـ(بابو فاتح)، بينما فى الحقيقة كان يعمل في فتح وقفل الباب مع احترامي الكامل لهذه المهنة (وليست صفة كما تدعي) لذلك فإن من ساهم فى تعليمك حتى بلغت هذه المنزلة هو صاحب الباب الفاتح.
كنت تتلقى معونة راتبة شهرية تعينك على دفع الأقساط للمنزل او الجامعة او الركشة، وبها بارك الله لك فيها. توسعت التجارة التى بدأت ببيع الحبال التى تنتجها مصانعه، وأصبح الحال معكوساً، صاحب المصنع تحول الى حبل فى وسط السرير لمرض أصيب به، ونتيجة للصرف الكبير على المرض تمكنتَ من شراء المصنع فلا أقل من أن تقف معه فى محنته هذه، ولكن سبحان الله هذا الشخص هو الوحيد الذي لا تقبل أن تأتي سيرته فى مجلسك بأي حال من الأحوال حتى لاتتذكر الماضي؛ لأن الحاضر جلابية سكروتة ومركوب نمر وعربية.