مين المسؤول والرقابة قاطعة موية ونور
* وعلى مدار يومين كنا نتحدث عبر هذه المساحة عن مفارقات (مواسير) هيئة مياه ولاية الخرطوم التي (زادت) نسبة قطوعاتها وتضاعفت تماماً مثلما (زادت) التعرفة قبل ثلاثة أشهر؛ ومجلس تشريعي ولاية الخرطوم الذي أجاز (الزيادة) دون أن يرتجف له جفن؛ ها هو يدخل في دوامة صمت غريب؛ و(التناكر) تجوب أحياء العاصمة في ظل (شخير المواسير) وسيطرة عربات الكارو المحملة بالبراميل.
* إن لم يتحدث النواب في البرلمانين (القومي والولائي) عن القطوعات في الكهرباء والمياه فعن أي شيء سيتحدثون؟
* لا يعقل أبداً أن يغيب اسم البرلمان عندما يكون الأمر مرتبطا بمعاناة الناس والقطوعات؛ ولا يظهر إلا في (الإعفاءات والمخصصات)..!
* لا يعقل أن يختبئ التنفيذيون الذين يتم ترشيحهم بواسطة الغبش الكادحين (خلف جدران الإخفاق)، ولا يسطع نجم أسماء برلمانية تلاحق المفسدين بالمحاسبة و(المسائل المستعجلة) والاستجوابات الفورية..!!
* منذ أن عرفت بلادنا الانتخابات – على مختلف مستوياتها – كانت مدة صلاحية (وعود المرشحين) تنتهي بانتهاء مراسم إعلان النتائج، والغريب حقاً أن وعود المرشحين التي لا يعرف التنفيذ طريقاً إليها تظل (ثابتة) في كل الحملات، بينما تتغير (الرموز) في كل انتخابات..!
…..!
* يحدث أحدهم ضجة لا أول ولا آخر لها عند الترشح.. خطب رنانة ووعود كاذبة.. برامج وهمية وشعارات ممجوجة.. زخم إعلامي وملصقات دعائية لوجوه وأسماء لا تفعل شيئاً سوى تشويه الجدران.. معارك انتخابية و(مناوشات) هنا وهناك، وكثير من (الهتر) في عدد كبير من الدوائر، واتهامات بالتزوير من جهة وسيناريوهات عن الضرب تحت الحزام تكشفها جهات أخرى، والذبائح تنحر أمام منزل الفائز في الانتخابات عندما يمنحه الناخبون الثقة ويحملونه الأمانة.. (لتتبخر الوعود ويبقى فقط التشبث بالحصانة)..!!
* يحمد للناخبين في مختلف الدوائر أنهم باتوا لا ينتظرون من نائب الإيفاء بوعد قطعه على نفسه، وكل أملهم ألا ينقطع عن زيارتهم في الأعياد والمناسبات، و(يكون زول واجب وما ينقطع عن المشاركة في البكيات)..!!
* أدرك العقلاء بعد (طول وعود) أن كلام (ليالي الانتخابات) يمحوه (نهار فرز الأصوات)..!!
* ليس من حقنا لوم حكومة تواصلت إخفاقاتها أو التباكى على توالي نكساتها ما لم يكن هناك برلمان حصيف يحسن التشريع ويتابع الأداء التنفيذي بعين فاحصة ويعرف قيمة المساءلة العاجلة وأهمية المحاسبة، مع ضرورة وجود معارضة راشدة تقدم أطروحات بديلة وتنتقد بحس وطني ووعي سياسي وتجلس بذكاء على كرسي المراقبة..!
* المعارضة عندنا باحثة عن (مغانم ذاتية) على حساب الفصائل والأحزاب التي تجمعها بها قضية (وحدة هم عداء الحكومة المشترك)، والحكومة لا تتفق مع فصيل سياسي إلا لضرب حزب كبير وكأنما الوفاق حجة بينما همها شرذمة الأحزاب بكل ما أوتيت من قدرة على التفتيت، وكثيرة تلك الكيانات التي يغزو الإغراء جسدها فيسعى منشقوها للمحاصصة أو الظفر ببضعة كراسي مستفيدين من ورقة اللعب على التوقيت..!!
* يتعسر اتفاق الحكومة مع حزب الأمة القومي فيظفر مبارك الفاضل بمقاعد الحزب تحت لافتة (الإصلاح والتجديد).. يتأخر مولانا محمد عثمان الميرغني فيفرخ التأني الزائد حزمة من الأحزاب الاتحادية الموالية.. يخرج عبد الواحد محمد نور من قاعة التفاوض ساخطاً فيدخل القائد الميداني المنشق مني أركو مناوي القصر الجمهوري كبيراً لمساعدي الرئيس بكل الفخر وكامل الهمة.. يبشر الصادق المهدي بالحوار الوطني وتصل رؤاه مع المؤتمر الوطني مناطق الاتفاق التام، فإذا بعودة الشعبي تسحب البساط من تحت أقدام الجميع ويجعلها الوطني أولوية البلد والأمة..!
* هكذا هي السياسة عندنا صفقات ومفارقات؛ و(لا مجال من قبل المعارضين أو الحاكمين للاهتمام بهموم الناس والخدمات)..!
* فلتفعل هيئة المياه ما يحلو لها فلن يحاسبها أحد؛ ولن نسمع بمسألة مستعجلة أو محاسبة متأنية، ومتفائل أكثر من اللازم ذاك الذي ينتظر من بعض النواب حمل هموم الناس عبر أداء برلماني واعٍ بعيداً عن (المخصصات وطق الحنك والونسة والحكي)، فنادرا ما يكون (القبة تحتها فكي)..!!
نفس أخير
* لم نر تبريرا مقنعا لمسؤول؛ والرقابة على الأداء التنفيذي (قاطعة موية ونور)..!