قد تكون لنتائج انتخابات اتحاد الخرطوم المحلي حسابات، وقراءات مختلفة، خاصة بعد ظهور اسم جمال الوالي بعد الشكر الذي اعلنه المرشح الفائز بنتيجة الانتخابات في منصب الرئيس عبدالقادر همت، لجمال الوالي علي دعمه ومساندته له، ومارشح من اخبار بعدها عن تحالف يقوده الوالي لتنصيب همت رئيسا لاتحاد الخرطوم واسقاط الرئيس السابق للاتحاد حسن عبدالسلام، والدور الذي لعبته منطقة بحري ومنطقة امدرمان في تفوق عبدالقادر همت بفارق كبير يصل مرحلة الاكتساح (47 صوتا مقابل 31 صوتا)، وماوصف بعدها من انصار حسن عبدالسلام بعد تفجر الموقف عقب اعلان النتيجة بأنه نقض للعهد والميثاق في اشارة لوجود اتفاق بينهم علي دعم حسن عبدالسلام مقابل دعم لمرشحين آخرين، لتحدث ملاسنات واتهامات علي الهواء تابعها الحضور المتواجد في موقع الانتخابات.
قراءة النتيجة قد تكون لها حسابات وفقا لبعض المراقبين خاصة بانتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم ومايتردد عن اقتراب جمال الوالي من الترشح لرئاستة، بعد ابعاد حسن عبدالسلام عن طريقه من خلال اتحاد الخرطوم، الامر الذي سيتيح له عقد اتفاقيات مضمونة التنفيذ مع قادة الاتحاد السوداني لكرة القدم، من واقع النفوذ الطاغي الذي يتمتع به داخل الاتحاد ويجعله طلباته اوامر، بالتالي لانستبعد موافقة معتصم جعفر علي التنازل عن منصب الرئيس في حال رغب فيه جمال، ولانستبعد كذلك ابتعاد اسامة عطا المنان في حال تمسك الوالي بمعتصم جعفر، كل ذلك في حال رغب الرجل في التواجد داخل الاتحاد العام، ليكون السؤال من يكون ضحية رغبته هذه المرة ، معتصم جعفر ام اسامة عطا المنان؟
كل هذه التفاصيل لن تبعد عن المشهد الحالي صراعات قديمة بين جمال الوالي وحسن عبدالسلام ايام كانا معا في مجلس ادارة نادي المريخ (الرئيس وامين المال)، فصص وحكاوي ومسلسلات دارت في تلك الفترة بين الرجلين، وانقسم بينهما بعض اهل المريخ، علي كل المستويات بما فيها بعض جماهير النادي، ووصل الامر الي احتقانات وصراعات معلنة وغيرمعلنة، الي ان قرر حسن عبدالسلام ترك الجمل بما حمل في نادي المريخ لجمال الوالي، واتجه نحو اتحاد الخرطوم المحلي، ونجح في الجلوس علي كرسي الرئاسة لفترة ليست بالقليلة، وخرج ربما نهائيا من المشهد المريخي وبدأ وكأنه اختار هذا الطريق والخروج بدون عودة، الا ان ظهور عبدالقادر همت في انتخابات اتحاد الخرطوم وترشحه في منصب الرئيس، وهو الاقرب وصاحب الولاء المعلن لرئيس مجلس ادارة نادي المريخ السابق جمال الوالي في كل فترات عمله الادارية بنادي المريخ، جعل التساؤل قائما حول ماذا يريد جمال الوالي من حسن عبدالسلام؟
بدأ السؤال خافتا من البعض، خاصة وانهما (حسن وهمت) محسوبان علي نادي المريخ، ولم يخرج من مرحلة الهمس لان المؤشرات كان تذهب بقوة في اتجاه فوز حسن عبدالسلام باكتساح، من خلال الارقام والقراءات، خاصة بعد انسحاب مامون النفيدي وهو ماتم تفسيره بثقة الرجل (النفيدي) في عدم القدرة علي المنافسة في ظل وجود حسن عبدالسلام.
وتحول الهمس الي جهر بعد ظهور النتيجة وخسارة حسن عبدالسلام وفوز همت، والشكر منه لجمال الوالي علي الدعم والمساندة في الانتخابات. لتتضح الصورة. فالرجل يطارد الرجل حتي بعد ان ترك له المريخ.