مساعد أول رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني في حوار الساعة مع (السوداني) 1 – 2:
*سأعيد تكلفة علاجي لرئاسة الجمهورية (على داير المليم)
* سنبدأ مرحلة تصحيح الأخطاء، وفض الشركة وارد
*ما زلت مستاءً، ولن يتبدل الحال إلا بعد (…)
*الصفحة القديمة لم نغلقها بعد
*المفشلاتية كتار!
*سأنجز الملفات الموكلة إليّ في (180) يوماً
*إن لم نجد العربات فالركشات موجودة!
قبل بضعة أشهر، عندما كان في الخارج مستشفياً، أجريتُ حواراً لم يكتمل مع مساعد أول رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني، وقتها كان مستاءً من شراكة حزبه مع المؤتمر الوطني وعدم تكليفه بملفات محددة.
وها هو عاد بعد أن أوكلت إليه مهام جديدة في مؤسسة الرئاسة، بدا الرجل أكثر تفاؤلاً من قبل، لكن حالة “الاستياء” لم تغادره بعد.
ولأنه وعدنا بإكمال الحوار بعد العودة، كانت لنا معه جلسة في جنينة السيد علي، لتقليب عدد من المواضيع المتعلقة به وبحزبه وبمولانا محمد عثمان الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي.
والحسن كما يعرفه بعض الإعلاميين، يتقبل الأسئلة الساخنة ببرود وابتسامة تصل في بعض المرات لدرجة السخرية.. يجيب على الأسئلة ولا يطلب سحب كلمة أو عبارة قالها أثناء الحديث.
حوار: لينا يعقوب
*بداية حمداً لله على السلامة.. ونسأل إن انتهت رحلتك العلاجية بالخارج على خير؟
شكراً لكم.. نعم أصبحت بخير، كانت رحلة علاج طبيعي.
*صَاحَبَهَا (زعل) أيضاً من الحكومة؟
أنا ما عندي زعل، لكن استياء، أؤمن أن أي شيء مقدر لذلك لا أزعل، لكن أداء الآخرين هو الذي يجعل الإنسان يستاء.
*وهل انتهى استياؤك؟
ما زال موجوداً ولن ينتهي إلا بعد أن نرى السودان أصبح بخير.
*توقعت أن يتم الحوار معك في القصر الجمهوري.. لكن طالما أنه في “جنينة السيد علي”، فهذا يدل على استمرار تحفظك على العودة للقصر؟
الاستياء يأتي لأن تطلعاتنا أعلى بكثير من الذي حققناه، ولأننا جلسنا في مكان لم نحقق فيه ما أردنا، ولمعوقات كثيرة لم نتمكن من إنجاز ما نريد.
*بعد عودتك وتكليفك بعدد من المهام.. هل فتحت صفحة جديدة؟
هذه صفحة جديدة، لكن الصفحة القديمة لم تغلق بعد، لدينا محاصصة في الشراكة لم تنتهِ بعد، ولم نتوصل فيها إلى نتيجة.. كانت لدينا مهلة الـ(180) يوماً لنحقق فيها أشياء عدّة لكننا لم نفعل ذلك.. الصفحة القديمة لم تغلق، والآن لدينا صفحتان.
*إن فتحنا الصفحة القديمة، خاصة ما يتعلق بموضوع الشراكة.. علمنا أنك عقدت اجتماعاً مع أعضاء الحزب لتقييم الشراكة.. إلى ماذا توصلتم؟
ننتظر أن نصل لنتيجة.. قمنا بتقسيم لجان لتقييم الأداء في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان، وبعد ذلك سترفع اللجان تقييمها في القريب لنبدأ المرحلة الأخرى في تصحيح الأخطاء.
*المرحلة الأخرى تتضمن المواصلة في الشراكة أو فضها؟
أي شيء وارد.. الإنسان إما أن يقدم شيئاً أو لا يقدم. إن لم نتمكن من تقديم شيء أفضل فعلينا أن نترك المكان لغيرنا.
*لكن البعض يتهمكم بصورة مباشرة، أنكم ترغبون بزيادة مقاعدكم الوزارية لتخوفكم من تقاسم الأحزاب المُشاركة في الحوار الوطني السلطة؟
الحزب الذي شارك في الانتخابات ليس مثل الذي لم يشارك.. هذا حق دستوري لا يملكه من لم يدخل الانتخابات.
*ماذا يريد الحزب الاتحادي الديمقراطي؟
الحزب منذ سنوات ينادي بحكومة وفاق وطني تفضي لانتخابات نزيهة وعادلة.. الآن لدينا عشرات الأحزاب المسجلة وعشرات الحركات المسلحة المشاركة في السلطة، والدولة لا تسير بهذه الطريقة.
*هل هذه فقط مطالبكم؟
الحزب يؤمن بالوحدة والديمقراطية، وهي لا تأتي إلا إن كان هناك وفاق وطني وتراضٍ، وهذه مهمة رئيس الجمهورية أن يجمع الناس، ولقد جمع الناس في الحوار الوطني لكني أرى الحوار “يقوم وينزل” وسننتظر إلى أن نرى نهايته.
*وإن سارت الأمور بنفس هذا السيناريو ما هو موقف الحزب؟
لا بد أن تحدث انتخابات، وليس لنا خيار إلا أن نستمر بهذه الصورة ونحرز نتائج أفضل.
*إذاً فض الشراكة غير وارد؟
فضُّ الشراكة وارد، إن لم نتمكن من تحقيق شيء.. إن لم يكن هناك ما يستدعي الاستمرار، فلن نستمر لأنه لا يوجد سبب للاستمرار في الباطل.. الرجوع للحق فضيلة.
*أُوكِلَتْ إليك عددٌ من الملفات.. بدءاً، هل هذه الملفات تُلبِّي طموحات محمد الحسن الميرغني؟
أي شيء يُمكِّنُنا من إصلاح البلد هو مفيد بالنسبة لنا.
*مقارنة بالملفات التي كنت تتحدث عنها سابقاً، هل ما أوكل إليك ملف مُقنع؟
قبل فترة كان هناك حديث عن الملف الأمريكي، لكني فضلت الإمساك بملف داخلي بالسودان، كي أستطيع أن أصلح “الخراب الفيه”.
*لكنك قلت إن لك علاقات واسعة مع جهات في الولايات المتحدة.. ما سبب تبديل آرائك لتمسك بملفات أقل أهمية؟
الإنسان يبدأ بنفسه، يصلح بيته ثم بيت الجيران.. لدينا مشكلات قبلية وغيرها، علينا أن نصلح ما في أنفسنا أولاً. لا بد أن نُبرز وجهاً حسناً للعالم.
*هذه الأشياء تسير متزامنة مع بعضها البعض.. لماذا تنتظر حل ملفات داخلية لتنظر بعد ذلك في الملفات الخارجية؟
تفادياً للشتات وحتى لا “نشربك” أنفسنا في أي شيء وفي النهاية لا نحرز شيئاً.. أنا أفضل أن يبني السودان نفسه كدولة حضارية ومواكبة، ويحس المواطن أن له حق المواطنة.. أنا أفضل أن أشرف على شيء الخلل فيه مفتعل.
*بمعنى؟
يمكن أن تأخذيها بالفهم والمعنى العام.
*عفواً.. لم أعرف ماذا تقصد؟
أي لا توجد مشكلة بين الشعوب.. المشكلات هي إما سياسية أو اقتصادية أو غيرها، أعني أن المشكلات مفتعلة، مثلاً أن تلتزم بأشياء معينة كي يحسن الآخر معك علاقاته.. المشكلات المتعلقة بالحكومات هي مفتعلة.
*ولكن المشكلات والأزمات عادة تحدث بين الحكومات وليست الشعوب؟
صحيح.. لكن الفقر والمجاعة ونقص الخدمات هي مشكلات أفضل أن أركز عليها وأحلها.
*أُوكِلَتْ إليك ملفات داخلية.. ماذا ستفعل فيها؟
سأجتهد فيها وأحرز فيها قدراً من النجاح، وبعد ذلك يمكن أن ألتفت لأي شيء آخر يُوكل إلي.
*هل هو مرضٍ بالنسبة لك أن تكون رئيساً مُناوباً للمجلس الأعلى للأمن الغذائي، ومُشرفاً على قاعة الصداقة، وأيضاً مجلس الصداقة الشعبية، وغير ذلك من المجالس؟
بلا شك.. مجرد أن توكل إلينا ملفات فهذا أساس ثقة من رئيس الجمهورية.. أما كون أنها مرضية فهذا سؤال تصعب الإجابة عليه.. معنى مرضية أن تكون الناس رضيت وستكون مُرضية إن أحرزنا فيها نتائج، لكن إن فشلنا ستكون الإجابة لا.
*وهل يتوقع السيد محمد الحسن أن يفشل في هذه الملفات؟
الذين يعرقلون النجاح موجودون و”المفشلاتية كتار”.. ولكن إن شاء الله سنُحرز نتيجة في فترة وجيزة جداً.
*برأيك، ما هو أهم ملف موكل إليك؟
الأمن الغذائي والتغذية.. الصداقة الشعبية أيضاً تحقق الأمن الغذائي، فالملفات متصلة ومرتبطة مع بعضها البعض. قاعة الصداقة هي المكان الذي جمع السودان والصين قبل ذلك.. الملفات مهمة جداً إن حققنا فيها تقدماً حقيقياً.
*بحسب ما علمت، أنت رئيس مناوب لمجلس الأمن الغذائي والتغذية.. فمن رئيسها خاصة أننا نرى تناوباً بين قادة الدولة بمباشرة المهام فيها؟
قرار رئيس الجمهورية واضح، ولا أرى أن أحداً من مصلحته مخالفة رئيس الجمهورية.. حسب فهمي إن كنت رئيساً مناوباً للجنة وأنا مساعد رئيس، فرئيس الجمهورية هو رئيس المجلس الأعلى للأمن الغذائي.. القرار واضح.
*إذاً، هل هناك تداخل في الاختصاصات بينك وبين النواب أو المساعدين الآخرين؟
يفترض أن لا يكون هناك تداخل لأن القرار واضح وموزون، كل شخص له مهام مربوطة ببعضها، هو قرار صائب وحكيم وسنعمل على إنجاز ما هو موكل إلينا.
*وهل ستنجز ما هو موكل إليك في (180) يوماً؟
إن شاء الله سنُحرز القدر الكافي في (180) يوماً.
*في كل الملفات أم فقط في الأمن الغذائي؟
حتى في الدبلوماسية الشعبية سيُحزر الناس فيها تقدماً، ولو أنها ستكون أبطأ لأننا سنركز على الأمن الغذائي.
*متى يمكن أن نبدأ حساب الـ(180) يوماً؟
بعد رمضان يمكن أن تحسبوها إن شاء الله، لكن نحن استلمنا الملفات وبدأنا الاتصالات، وطلبت مواعيد مع عدد من الجهات، مثل الفاو ولجنة الزراعة في الكونغرس، لكن سننتظر إلى أن يردوا علينا، وهذه ستعود للعلاقات التي تربط الولايات المتحدة بالسودان وهي متأرجحة وبلا شك أنها تعيق في الإنجاز.
*هذا ملف داخلي.. لِمَ تربطه أنت بعلاقات السودان الخارجية وتأرجحها؟
العمل في الداخل أكثر، يمكن أن أقسمه إلى 70%.. و30% المتبقية تعتمد على العلاقات الخارجية، فلا يمكن أن ننقطع من الخارج، ولا بد أن نسوق ونستورد معدات وغيرها لتحقيق تقدم ملموس في هذه الملفات.. ليس بإمكاننا أن نترك شيئاً على حساب الآخر، العلاقات الخارجية بها معوقات كما هو معلوم، لكننا سنسعى عبر مجلس الصداقة الشعبية أن نساهم في حل الإشكاليات.
*ألا تتوقع أن يعيق عملك أحدٌ؟
العمل لا يخلو من معوقين، وكلهم بأسبابهم المختلفة.
*وهل ستجتاز من يرغب في إعاقة عملك؟
مولانا السيد علي إن سألوه عن شيء كان يقول “حد مسك إيديكم” فطالما لم يمسك إيدي أحد، ستظل هذه الأمور زوبعة في فنجان.
*راج حديثٌ عن مخصَّصاتك وأوجه صرفها حينما كنت مسافراً.. هلَّا حدثتنا عنها؟
الحمد لله.. أينما ذهبنا نجد مكاناً نقيم فيه، وتذاكرنا ندفعها من جيوبنا، ومن نذهب إليهم يستضيفوننا سواء كنا في الإمارات أو القاهرة.
*ألم تدفع لك رئاسة الجمهورية ثمن رحلاتك الخارجية واستشفائك وغير ذلك من أوجه الصرف؟
الإخوان في المكتب من المفترض أن يعيدوا إلى الرئاسة الأموال التي صدقوا لنا بها.
*لماذا؟
صدقوا لنا بالأموال للسفر إلى تايلندا، لكننا سنرجع الأموال على “داير المليم” .. أما الإنفاق الآخر فكان في ضيافة من نذهب إليهم والوالد.
*وهل وجدت مخصَّصاتك وعرباتك “الأربع” بعد العودة كما هي.. أم حدث نقصان؟
لا يوجد شيء سحبوه.. لكننا لا نحب العصا القصيرة.. العربات ليست مُعضلة، ولدينا سيارات موجودة منذ عام 1927.. ليست لنا مشكلة عربات في المائة سنة الماضية.. وحتى إن كانت هناك مشكلة عربات، “الركشات موجودة”.
*ألا تتضايق من هذه الإشاعات التي تُلاحقك؟
الإشاعات تأتي من باب “التتفيه”.. يريدون أن يروجوا بأننا ذهبنا من أجل المال والمناصب والمُخصَّصات، وأننا نغضب لأن الحكومة لم تعطنا عربات.
*ولم لا ترد المعلومات المغلوطة؟
قال الإمام الشافعي: إن رددت عليه فرجت عنه، ولو سكت مات في غيظه.
مساعد أول رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني في حوار الساعة مع (السوداني) 2 – 2:
*والدي لم يفقد الذاكرة و(هؤلاء) من يروِّجون لذلك
*وفد لندن لم يتبع الآداب والبروتوكول، لذلك لم يلتقِ بمولانا
*أبلغت تحفظاتي للرئيس البشير وسألتقيه مرة أخرى
*مشكلة الحوار وجود أحزاب وحركات بأعداد خيالية وهناك شرائح أخرى غير منضمة إليه
*لا أريد أن أخرِّب مجهود الناس أو أُفشِلهُ.. ولكن..!
* أتمنى أن تكون الصحافة موضوعية ولا تعتمد على الإثارة
في الحلقة الثانية يواصل الحسن الإجابة على الأسئلة الصعبة:
حوار: لينا يعقوب
* زار وفد اتحادي لندن للالتقاء بمولانا الميرغني، لكنه لم يتمكن من لقائه لمنع أبناء الميرغني التئام اللقاء؟
مولانا شخصية كبيرة ومعروفة ولا يمكن لأحد منا أن يمنعه الالتقاء بفلان أو علان.. هو فقط من يتخذ القرار ومعروف من هو مولانا.. هذا الحديث غير صحيح على الإطلاق.
*ما هو الصحيح إذن؟
الصحيح أنهم من منعوا أنفسهم من لقاء مولانا، هناك أصول لم يتبعوها.
*مثل؟
كان عليهم أن يتصلوا به من الخرطوم ويبلغوه رغبتهم في لقائه.. حتى نحن نقوم بهذه الخطوة.. وبعد أن يوافق يحدد لنا موعداً للقائه فنسافر إليه.. هذا الإجراء يعرفه الجميع، سواء كانوا في الطريقة أو الحزب.. هو بروتوكول معروف ومتبع، نحن سمعنا قبل فترة أنهم فصلوا مولانا من الحزب، وبعد ذلك لم يتبعوا الآداب نفسها بأن يتم الاتصال به واستئذانه.. أعتقد أن هذه أسباب كافية، لكن ربما أيضاً لم يلتقِ بهم لأسباب أخرى لا أعرفها أنا.
*عفواً.. هذه الشخصيات الاتحادية تحاول الاتصال بالميرغني والالتقاء به منذ سنوات مضت، وفشلت في ذلك.. ألا تفرضون أنتم بهذه البروتوكولات حصاراً على مولانا؟
هم من يفرضون الحصار على أنفسهم.. آخر مرة التقى مولانا بحامد ممتاز الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، والجميع يعلم أن داره مفتوحة، من أراد الالتقاء به يستأذن ويدخل لكنه لا يفرض نفسه عليه فرضاً.
*حامد ممتاز من حزب آخر، ومن أرادوا الالتقاء به هم أعضاء حزب الميرغني نفسه، وتكبدوا عناء السفر من الخرطوم إلى لندن للالتقاء به.. هل هذا عذر مقبول؟
هؤلاء أشاعوا الأمر لشهور وسنوات، وفي كل مرة كانوا يتعذرون بعذر يختلف عن الآخر، الصحافة نفسها تناولت هذه القضية لفترة طويلة.. لكن بإمكاننا أن نتساءل ما هو هدف الزيارة، بالنسبة لي لا أحصر نفسي فقط في سؤال: “هل التقى مولانا بالوفد أم لا؟”، ولكني أبحث أيضاً عن الأسباب التي تكاد تكون منعت اللقاء.. بالمناسبة أنا لا أقيم في لندن ولا أعرف الملابسات، ولكن هذه معرفتي العامة، إن أردت أنا الالتقاء بمولانا فأول ما أفعله أن أتصل به من الخرطوم دون أن أصرح في الصحف، ومن ثم أنتظر الموافقة وتحديد الموعد وأسافر إليه.
*عفواً.. أنت ابنه، يسهل عليك التواصل معه في أية لحظة، هؤلاء لم يتمكنوا من سماع صوته لسنوات.. ألا تعتقد أن المقارنة لا تجوز؟
يسهل عليهم أيضاً التواصل معه، وبالمناسبة هو على تواصل وحديث معهم في أشياء كثيرة جداً، سواء عبر البنك الإسلامي أو شؤون الطريقة.. لكني أعود وأؤكد أن الأصول هكذا، أن يحدد لهم تاريخاً ووقتاً معيناً، بعد ذلك بإمكانهم أن يسافروا.
*ربما أراد الوفد تقديم شكوى لمولانا حول ما تقوم به في الحزب؟
يمكن أن يكون لديهم الرغبة في الشكوى، ولكن السؤال يشتكوني لماذا؟ هل هناك أحد يشتكي الولد لأبيه؟
*باعتبارك الرئيس المناوب وتقوم بما لا يرونه صحيحاً؟
هذا تكليف.. هل يريدون أن يقدموا شكوى لمولانا لتعيينه لي رئيساً بالإنابة ومساعداً لرئيس الجمهورية؟.. هذا الحديث لا يمكن.. سمعت في أقوال الصحف أنهم فصلوا مولانا من الحزب ولم أفهم كيف تمت هذه الحكاية، لم أكن موجوداً لكن هذا ما سمعته.
*وما رأيك فيما سمعت؟
أنا مستغرب لأنه مؤسس الحزب، وهو الوحيد الذين تبقى من المؤسسين للاتحادي الديمقراطي، فلا يمكن أن يأتي أحد أو مجموعة من الأفراد لتتبنى قرار فصله، هذه الخطوة فيها شيء من النرجسية وأعتقد أن الخلل الأساسي يكمن في صفة النرجسية.
*كيف هي صحة الميرغني؟
بخير وعافية، فقط مقيم في لندن.
*يدور حديث مكثف أن ذاكرته أصبحت ضعيفة، ولا يميز الناس؟
الذين يقولون إن الميرغني رفض لقاءهم هم من يروجون لمرضه، وهذا تناقض.. هناك في لندن يصومون (16) ساعة ويومهم طويل وهو بخير.
*هل يصوم الميرغني حتى الآن؟
نعم يصوم، وربنا يديه الصحة والعافية.
*إذا كان بخير.. لماذا لا يأتي إلى السودان؟
هذه مسألة تعود له.
*ألم تحاول إقناعه، أو معرفة الأسباب التي تجعله يختار لندن وينأى عن السودان؟
أبداً، لا نسأله عن الأسباب، لأننا نعلم أنه فقط من يقرر ولا يغير رأيه من أجل أحد.. سنواته الماضية كان في حالة سفر شبه دائم، وبالمناسبة ليست المرة الأولى التي يقيم فيها في لندن، كان من قبل مقيماً فيها منذ عام 1990 إلى 2008… 18 عاماً كاملة أقام فيها في الخارج ولم يحتجوا.. لماذا؟ لِمَ الاحتجاج الآن؟ ألِأنه أقام فقط ثلاث أو أربع سنوات في الخارج؟
*إجابتك تدل على أن عودة الميرغني بعيدة أو ميؤوس منها؟
هو الذي يحدد.. يمكن أن يقرر الآن أن يحضر إلى الخرطوم ويمكن لا.. هو فقط من يحدد.
*أين شقيقك جعفر الميرغني؟
أعتقد أنه في لندن مع الوالد.
*كان مساعداً للرئيس وذهب إلى لندن.. ألا يملك الرغبة في العودة للعمل السياسي أو التنفيذي؟
لا أعتقد أن هناك إنساناً ليس لديه الرغبة في العودة.. أما حول العمل السياسي فالأمر متروك لرغبته. السودان دولة جميلة وهادئة.
*السودان هادئ وجميل؟!
نعم.
*الآن أنت فقط من تنفرد بالعمل السياسي والتنفيذي من أبناء الميرغني؟
منذ المؤتمر الذي عُقِدَ في القناطر لا يوجد أحد مشارك، السيد علي هو الذي كان يعمل في السياسة منذ الثمانينيات وبعد ذلك سافر إلى أمريكا، ومن ثم فرضت عليّ أنا فرضاً من مولانا والسيد أحمد لا يباشر العمل السياسي. أمسكت بقطاع التنظيم إلى أن وصلت إلى نائب رئيس وتوصلنا إلى الشراكة مع المؤتمر الوطني.
*كنت رافضاً للشراكة مع الحكومة لكنك أصبحت جزءاً أساسياً من الحكومة التي تنتقدها؟
المشاركة وليست الشراكة، من يخسر الانتخابات ليس له حق دستوري لأن يشارك، وحاله سيكون مثل “عطية المزين” وهذه لا تنفع، لكن إن كان لديك نواب في البرلمان فبإمكانك أن تُعرِّض الناس للمساءلة، ولا بد أن يكون للإنسان رأي في الشراكة والقرار.
*ما هو القصد وراء سفرك المفاجئ والمتواصل لستِّ ولايات؟
الزيارات سببها الأمن الغذائي.
*وإشارة للناس بتوليك ملفات جديدة؟
القصد التعرف على الأشياء الموجودة والمتاحة ومعرفة النواقص والخلل، كي نتمكن من وضع تصور متكامل ورفع ذلك لرئاسة الجمهورية وبناءً على التوصيات يتخذ القرار، وفي ذات الوقت نكون على بينة في كل شيء، سنستخدم طرق ووسائل مختلفة منها الذهاب إلى العمد والمشايخ لنسمع منهم، أي أننا لن نعتمد فقط على الولاة.
*هل ستكتفي بزيارة الولايات الستّ فقط؟
الجولة مستمرة، سنزور الشمالية ونهر النيل، القضارف وكسلا ونعود للخرطوم ونذهب لستِّ ولايات أخرى، والزيارات متعلقة بالأمن الغذائي والدبلوماسية الشعبية، هناك ولايات حدودية مع دول الجوار ستكون لها مساهمة أكبر في تحقيق ما نصبو إليه.
*تقييمك للحوار الوطني؟
تحدثنا أن الحوار مشكلته وجود أحزاب بأعداد خيالية وحركات مسلحة، وفي نفس الوقت هناك شرائح عدّة من المجتمع غير منضمة لهذا الحوار، هل فقط الأحزاب والحركات التي تلتحق بالحوار؟ إن بدأنا بنواة ضعيفة النتيجة ستكون ضعيفة، لكن إن بدأنا بنواة سليمة النتيجة ستكون سليمة.. الحوار جزئي وليس شاملاً، نحن مع الحل السياسي الشامل، ونجاحه يعتمد على كماليته، وهذا هو تحفظي على الحوار، الحوار أخذ شرائح في المجتمع، هناك عمد وسلاطين وغيرهم غير موجودين.
*هناك حوار مجتمعي يشمل كل هؤلاء؟
لا يوجد شك.. لكن الحوار المجتمعي نتج عن “تلتق”.. نحن مع أهل العقل والحكمة، إن ألقينا نظرة إلى خارج السودان نجد أن كثيراً من المعارضين غير مشاركين في الحوار.. لا أريد أن أخرب مجهود ناس أو نقوم بتفشيله.. الحوار فيه مجهود لكن غير كامل.
*هل التقيت بالرئيس بعد العودة؟
نعم الحمد لله.. كان بمكتبه في قاعة الصداقة، وشكرته على الملفات ووعدته ببذل مجهود لإنجاحها وتحدثنا عن بعض التحفظات في أشياء سياسية، واتفقنا أن ألتقى بمن لهم علاقة بالأمن الغذائي وسأعود له مرة أخرى.
*هل قبل الرئيس ملاحظتك أو علَّق عليها؟
لم يقل عنها شيئاً، لكننا اتفقنا أن نلتقى مرة أخرى.
*هل التقيت بالرئيس وحده أم حضر اللقاء قيادات اتحادية ومن المؤتمر الوطني؟
الرئيس والفريق طه وأنا.
*هل تسير الأمور بسلاسة في صفحتك الجديدة؟
حتى هذا الأسبوع لا تسير بسلاسة، هذا هو الأسبوع الثاني.. سنرى كيف تسير الأمور في أسبوعها الثالث.
*كلمة أخيرة؟
نتمنى التوفيق للجميع، وأتمنى أن تكون الصحافة موضوعية ولا تعتمد على الإثارة.
حوار: لينا يعقوب
السوداني