الوزير حسن إسماعيل

يوم أمس وشمس المغيب قد طوت خيوطها الذهبية , وازدان ميدان المولد بالسجانة ببهارج الأضواء , قطع الضوضاء الذي يملأ المكان دوي صافرات موكبي نائب الرئيس ووالي الخرطوم , وصل الموكب الرسمي متأخرا عن الموعد المضروب كالحال المعتاد للمسؤولين هبط معهم الصديق القديم بالفيسبوك والكاتب الصحافي ( اللاذع) سابقا , ووزير الحكم المحلي الحالي لولاية الخرطوم الأستاذ حسن إسماعيل.
تبادل الخطباء على المنصة المصوبة نحوها عيون الحشود , المتلألأة باضواء الكاميرات وكانت المناسبة أداء القسم للجان الشعبية لمحلية الخرطوم .
-2-
استجمعت حواسي كلها عندما قدم مذيع الحفل الوزير حسن إسماعيل, كنت شغوفا لأقرأ ما يدور في عقل الرجل الذي أصبح بمواقع التواصل مثيراً للجدل !!
من الكراسي الوثيرة بالصف الأمامي نهض الوزير بجلبابه الناصع البياض وقد لف عمامته بإحكام , وهو يمشى مسرع الخطى ليعتلي المنصة في ثبات .
مال نحوي رأس من يجلس بجواري , متسائلا ( لماذا يقصر هذا الوزير جلبابه) وكأنه يحسبه قد جاء من كيكة ( أنصار السنة) في السلطة, قلت له هذا الصحافي حسن إسماعيل, طأطأ الرجل رأسه في صمت وكأن جميع أسئلته قد أجاب عنها ذكر الإسم.
-3-
تحدث الرجل حديث السياسة ورجل الدولة , كنت مشدوهاً طوال الوقت وأنا أستمع لخطبة الوزير الإيجابية عن الحكم وتنزيل سلطات الدولة للقواعد!
في إعتقادي أن حالة تحول الأستاذ حسن إسماعيل من السلب إلى الايجاب جديرة بالدراسة وتعتبر نموذجاً يدرس لطلاب العلوم السياسية بالسودان.
فما كان يخطه ويقوله إسماعيل من سب وشتم , تحول قوله و فعله الآن إلى بناء و إيجاب وهذا مايستحق الإشادة في اعتقادي وليست ( الإدانة) التي قابلنا بها الرجل في بداية تقلده للمنصب!!
-4-
بعد أن هدأ الانفعال نستطيع أن نقيم تجربة الرجل بأنها انتصار للطرفين, للحكومة التي كأنها تقول لا تنتقم لنفسها ولا تعادي خصومها من حملة السلاح أو من قادة الرأي , بل تكافيء منتقديها كما في ( حالة ) تعيين إسماعيل التي فاجأت به الرأي العام وكأنها تقول له ولمن لازالوا يضاهونه ( الفي بر عوام ) وهذا هو القوس وهذه السهام ولنر كيف تحصد النجاحات و تجني الثمار , كما هو ( قد ) يعد انتصارا لإسماعيل الذي تجرأ بشجاعة أن يغير مواقفه على هذا النحو اختلفنا أم اتفقنا معه وكما علق أحدهم هو أفضل من غيره الذين تاجروا بقضاياهم وارتموا في حضن الارتزاق.
إلى لقاء..

من الآخر
بقلم : محمد الطاهر العيسابي
motahir222@hotmail.com
صحيفة السوداني

Exit mobile version